يواصل قطاع السياحة، المورد الرئيسي للعملة الصعبة مع قناة السويس وتحويلات المصريين العاملين بالخارج، انهياره وتراجع عائداته مع استمرار جائحة فيروس كورونا وفرض الكثير من دول العالم إجراءات احترازية مشددة ووضع قيود على حركة السفر وقطاع السياحة على وجه التحديد؛ وهو ما يفاقم من حدة الأزمة الاقتصادية التى تواجهها مصر فى عهد نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي، ويدفع هذا النظام إلى الاستدانة من الخارج وتوريط الأجيال الحاضرة والمقبلة، ورهن القرار المصرى للدائنين الأجانب والمؤسسات الدولية؛ حيث بلغت الديون الخارجية أكثر من 123 مليار دولار فى نهاية العام 2020م. يشار إلى أن العام 2020 كان أحد أسوأ السنوات التي شهدها قطاع السياحة على الإطلاق، حيث تراجعت إيرادات القطاع بنسبة 75% لتسجل 4 مليارات دولار فقط؛ وذلك بفعل القيود التي فرضت على حركة السفر والمخاوف من انتشار وباء كورونا وانخفض عدد السياح الوافدين إلى البلاد إلى 3.6 مليون سائح فقط، مقارنة ب 13 مليون سائح في عام 2019، ما نتج عنه تراجع معدلات الإشغال بالفنادق بنسبة 60% على أساس سنوي، بمتوسط بلغ 27% على مدار العام 2020 وخسارة البلاد نحو 14 مليار دولار من إيراداتها بالعملة الصعبة وفق تقرير مؤسسة كوليرز إنترناشونال لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشار التقرير إلى أن التراجع الأكبر لإشغالات الفنادق كان من نصيب القاهرة، حيث تراجع الإشغال بمعدل 65% وتدهورت الإشغالات بصورة أكبر في الغردقة وشرم الشيخ، حيث أنهت فنادقها العام بمعدل إشغال بلغ 24% و23% على الترتيب. وفى الإسكندرية بلغ متوسط الإشغال 45% بتراجع 44% على أساس سنوي. من جانبه، اعترف البنك المركزي المصري، بتراجع إيرادات السياحة خلال الربع الأول من العام المالي الجاري بنسبة 80.9% مقارنة بنفس الفترة من عام 2019-2020م. وقال المركزي، فى تقرير له، إن إيرادات مصر من السياحة سجلت نحو 801 مليون دولار خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضيين، مقابل نحو 4.2 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالى الذي سبقه. وأرجع أسباب التراجع فى قطاع السياحة إلى التداعيات السلبية لجائحة كورونا على السفر، الأمر الذى أسهم في تضاعف عجز الحساب الجاري خلال الربع الأول من العام المالي الجاري إلى نحو 2.8 مليار دولار على أساس سنوي. إقبال ضعيف وأكدت مذكرة صادرة عن بحوث "بنك الاستثمار بلتون" انخفاض إيرادات السياحة 5 مليارات دولار، خلال العام المالي الحالي، بعد تراجعها 3 مليارات دولار العام المالي الماضي لتسجل 4.7 مليار دولار خلال العام المالي الحالي على أن تسجل 9.27 مليار دولار العام المالى المقبل. وتوقعت المذكرة استمرار تراجع أعداد السياح الوافدين فى ظل انتشار الموجة الثانية لفيروس كورونا فى جميع أنحاء أوروبا، وهى سوق رئيسى لمصر، بجانب توقعات بظهور موجة ثالثة، ما يؤثّر على موسم السياحة المقبل. وأشارت إلى أن العام المالي بدأ بتدفق منخفض، وبدأت أسواق السياحة الخليجية الرئيسية في تخفيف القيود بحلول نهاية الربع الثالث من عام 2020م، لكن الاقبال السياحى لايزال ضعيفا جدا وبعيدا عن المستويات التى كان يحققها فى المواسم السابقة على انتشار جائحة كورونا. وتوقع إلهامي الزيات، الرئيس الأسبق للاتحاد العام للغرف السياحية، ألا يتعافى قطاع السياحة في مصر بالكامل قبل مرور ثلاث سنوات على الأقل والقضاء تماما على فيروس كورونا. وقال الزيات في تصريحات صحفية، إن القطاع لن يعود لمستوياته كما كانت قبل جائحة "كوفيد-19" قبل عام 2024المقبل. وأكد أن المخاوف التي تسبب بها الوباء لدى الناس سيستمر تأثيرها على حركة السفر عالميا لسنوات مقبلة، وذلك على الرغم من التقدم الذي تشهده برامج التطعيم ضد الفيروس في العالم. زيارات المدونين في المقابل، زعم أحمد يوسف، رئيس هيئة تنشيط السياحة، أن الهيئة وضعت خطة متكاملة لتطوير المحتوى الاسترشادي الأثري والتاريخي لكل المناطق الإسلامية والوصول إلى محتوى علمي مبسط طبقا لنوعية السائح المستهدف، بالإضافة إلى تطوير الخدمات السياحية للمناطق المحيطة بالمواقع الأثرية.وأشار يوسف في تصريحات صحفية، إلى تقديم وزارة السياحة بحكومة الانقلاب دعوات ل 25 مدونًا على مواقع التواصل الاجتماعي لزيارة المواقع الأثرية والسياحية في مصر سيصلون تباعًا خلال شهر فبراير الجارى لتنشيط السياحة بحسب تعبيره. وزعم أن هذه الزيارات سيكون لها دور كبير في إبراز جدية الإجراءات الاحترازية والوقائية وضوابط السلامة الصحية التي يطبقها نظام الانقلاب على أرض الواقع في الفنادق والمتاحف والمواقع الأثرية المختلفة وفق تصريحاته. وتوقع يوسف أن يحرص المدونون منذ وصولهم مصر على توثيق كافة فعاليات زياراتهم لأهم الأماكن السياحية من خلال التقاط مجموعة من الصور ونشرها على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم والتي يتابعها مئات الآلاف من المتابعين والذين يسترشدون بآرائهم عند اتخاذ قرارات السفر بحسب زعمه.