فيما تتسارع خطى التلقيح في كل دول العالم للحد من انتشار وباء كورونا يشهد العديد من البلدان وفي مقدمتها مصر حالة من الجدل بشأن فعالية اللقاحات المعتمدة لديها مقارنة بالأخرى. وبمزيج من التفاؤل والانتقاد والسخرية تفاعل أطباء ونشطاء على إعلان وزارة الصحة في حكومة الانقلاب استقبال شحنات لقاح كورونا الذي طورته شركة سينوفارم الصينية بالنظر إلى ضعف فاعليته مقارنة باللقاحات المطورة لشركتي "فايزر" الأمريكية و"بيوتك" الألمانية حيث لم تتجاوز نسبة فاعلية اللقاح الصيني 86 % مقابل اللقاحين الآخرين والذين يصل نسبة الفاعلية فيهما إلى 95 % وفق النتائج المعلنة. التفاعل حول اللقاح بدا لافتا مع تصدر هاشتاج "اللقاح الصيني" قوائم الهاشتاجات المتداولة في مصر؛ حيث تباينت ردود الأفعال وآراء المغردين بين المرحبين به والمشككين في جدواه ارتباطا بالفكرة السائدة حول المنتجات الصينية عموما، فضلا عن التساؤلات التي تحوم حول نتائج اللقاح الصيني بشكل خاص بالنظر إلى افتقاد النظام الصيني للشفافية. وقال الدكتور أحمد عادل أستاذ الأمراض الباطنة والمناعة، إن عدد اللقاحات المتوفرة لفيروس كورونا 86 لقاحا حتى الآن منها 53 لقاحا مرت بالمراحل الأولى وهي التجارب على الحيوانات وتم الانتهاء من التجارب على 4 لقاحات حتى الآن. وأضاف "عادل"، في مداخلة هاتفية لبرنامج "قصة اليوم" على قناة "مكملين"، أن أي لقاح يمر بعدة مراحل قبل السماح بتداوله وهي مرحلة التجارب على الحيوان وبعد نجاحها يتم تجربة اللقاح على عدد صغير من المتطوعين ثم تتم تجربة اللقاح على عدد أكبر يصل إلى 100 شخص، ثم المرحلة الرابعة ويتم فيها تجربة اللقاح على عدد كبير من المتطوعين. لافتا إلى أن لقاحات شركة فايزر وأكسفورد مرت بهذه المراحل بينما اللقاح الصيني لا زال في المرحلة الثالثة واستخدامه في دول الإمارات والبرازيل وبيرو ومصر ضمن تجارب المرحلة الثالثة. وأوضح أن ذلك لا يعني أن اللقاح الصيني غير آمن؛ لكنه ما زال تحت التجربة، وأن من يتم حقنهم باللقاح من المتطوعين ويجب حصولهم على مقابل مادي مقابل تطوعهم لإجراء التجارب، مضيفا أن نجاح اللقاح في هذه الحالة يصعب التأكد منه. https://www.youtube.com/watch?v=nMcp4Xu-Nz0 وأشار عادل إلى أن لقاح جامعة أكسفورد يعتبر أفضل اللقاحات الموجودة حتى الآن؛ رغم أنه لم يحصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء، مضيفا أنه يمتاز بانخفاض سعره ويتم تخزينه في درجة حرارة الثلاجة، كما أنه تخطى المرحلة الثالثة والتي ضمت مجموعة كبيرة من كبار السن والشباب، وأثبت فاعليته بنسبة أكثر من 92 %، وأن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية سمحت باستخدام لقاح "فايزر" تحت الضرورة لارتفاع نسبة الإصابات. ولفت إلى أنه إذا كان اللقاح الصيني غير آمن فهذا يعني أنه قد يسبب الإصابة بكورونا، مضيفا أن لقاحي "فايزر" و"أكسفورد" عبارة عن جينات من فيروس كورونا يتم حقن الشخص بها فيتعرف الجهاز المناعي على الفيروس ويكون أجساما مضادة لمقاومته، أما اللقاح الصيني عبارة عن الفيروس نفسه ميتا ويتم حقنه داخل الإنسان، محذرا الأطباء من خضوعهم للقاح الصيني لأنهم معرضون لجرعات عالية من الفيروس والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة منهم حتما سيصابون بالفيروس. https://www.youtube.com/watch?v=vA_1oQu_bHg&pbjreload=101 بدوره قال الدكتور تامر الجندي، عضو مجلس نقابة أطباء الدقهلية السابق، إن هناك حالة من الجدل حول العالم بخصوص لقاحات كورونا، مضيفا أن هناك هيئات عالمية معتمدة تعترف بهذه اللقاحات كما أن كل دولة يكون بها هيئات علمية استشارية لتقييم هذه اللقاحات. وأضاف أن الفارق يكون في تعامل الدول فمثلا تركيا لديها هيئة علمية استشارية موجودة من علماء قائمين على تطوير لقاح وطني لكورونا، كما أنها في سعيها لطمأنة المواطنين أعلنت أن أول شخص سيتم حقنه باللقاح هو وزير الصحة كما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أنه سيتلقى جرعة من اللقاح وسيتم إعطاء اللقاح للأطقم الطبية لأنها تتقدم الصفوف في مواجهة الجائحة. YouTube (https://www.youtube.com/watch?v=nMcp4Xu-Nz0)