جميع رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية كانوا داعمين كبار للكيان الصهيوني منذ غرزه في خصر المنطقة العربية في النصف الأول من القرن العشرين، لكن يبقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو الأسوأ بين الجميع بشأن الانحياز لصهيوني بشكل أكثر سفورا ووقاحة؛ حيث تبنى ما تسمى بصفقة القرن الأمريكية واعتبر القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وعمل على إسقاط حق العودة لأكثر من ستة ملايين فلسطيني طردوا من بيوتهم ظلما وعدوانا على يد العصابات اليهودية المدعومة من الغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية. ومع هزيمة ترامب وفوز المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن، يذهب تقدير موقف صهيوني أعدته عاتيرا غيرمان ونشر بصحيفة "مكور ريشون"، إلى أن "دوائر صنع القرار الصهيوني تترقب توجهات ترامب خلال الشهرين المتبقيين له في البيت الأبيض بشأن تمرير القرارات المتعلقة بالكيان الصهيوني، فهل سيستمر في موجة اتفاقيات السلام والتطبيع، أم سيدلي بتصريحات مهمة حول موضوع الاستيطان في الضفة الغربية؟". وتناولت ما يمكن أن يفعله ترامب خلال فترته المتبقية بشأن صفقة القرن التي تبناها خلال فترة حكمه، وعما يمكن لترامب أن يصدره من قرارات لصالح الكيان الصهيوني في الشهرين المقبلين، لأن الدستور الأمريكي يجيز للرئيس المنتهية ولايته تمرير أي قرار يرغب به في الفترة بين الانتخابات وتنصيب الرئيس المنتخب". وترى أنه ما دام ترامب لم ينتخب فبإمكانه أن يكون أكثر حرية في تمرير المقترحات التي تهمه فيما تبقى من ولايته، مع أنه عمليا، ليس لديه حرية التصرف للعمل من خلالها، ولكن قد تصبح قراراته الصغيرة في الواقع مهمة للغاية لمسيرة التسوية مع الفلسطينيين، خاصة على صعيد اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج، لتعزيز الإرث الذي تركه ترامب وراءه، ومعرفة أن الرئيس المقبل لن يلغيها". كذلك يمكن أن يصدر بيان عن الخارجية الأمريكية تدعي فيه أن المغتصبات لا تنتهك القانون الدولي، وأن إعلانا كهذا سيعترف بسيادة الكيان الصهيوني على مناطق الضفة الغربية، مع أنه خلافا لسياسة أوباما، يوجد اتفاق بين الكيان الصهيوني وأمريكا اليوم على عدد رخص البناء في المغتصبات". وختمت بالقول إن "هناك مشكلة أخرى قد تطرأ، وهي تنظيم التجمعات والبؤر الاستيطانية الحديثة التي كان هناك صراع حولها مؤخرًا، ومن المحتمل أن يكون نتنياهو هو الشخص الذي يطلب من ترامب عدم تقديم المقترحات من أجل تجنب الضغط من اليمين". أما الخبير العسكري الصهيوني، أمير بار شالوم، فيرى أن "بايدن سيكون أكثر تصالحية تجاه السلطة الفلسطينية في رام الله، لكنه اهتم دائما بذكر التزامه العميق بمصالح الكيان الصهيوني الأمنية". ويضيف أن "الكثير من العلاقات الفلسطينية الأمريكية تعتمد في هذا السياق على الفريق الذي سيشكله الرئيس الجديد حوله، فإذا كانوا من خريجي إدارة أوباما، فمن المرجح أن يكون الخط تجاه الكيان الصهيوني أكثر صرامة، وبعد كل ذلك، فإن على الصهيونيين أن يتذكروا أن بايدن كان هناك في 2016، في نهاية إدارة أوباما، عندما اتخذ مجلس الأمن القرار ضد المغتصبات في الكيان الصهيوني". وأضاف في مقال نشره موقع "عهد إسرائيل" أن "التجربة السابقة تثبت أن بايدن كان أحد العوامل الرئيسية في الدعم المالي الأمريكي لأنظمة القبة الحديدية، وسيرث صفقة المساعدة الحالية بعد إعلان الولاياتالمتحدة بالحفاظ على تفوق الكيان الصهيوني في المنطقة، ولكن من غير الواضح لأي مدى سيوافق على الذهاب بعيدا، فالكيان الصهيوني تريد حيازة الطائرة "أف22"، لكنها تعلم أن الفرص ضئيلة، إن لم تكن معدومة".