حالة من القلق تسود أوساط اليمين الصهيوني من أن أن يؤدي فوز المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن بالرئاسة الأمريكية ضد الرئيس دونالد ترمب إلى تجميد ما تسمى ب"صفقة القرن"، التي تبنتها إدارة ترامب وتنحاز بشكل سافر إلى الرؤية الصهيونية وتفضي فعليا إلى تصفية القضية الفلسطينية. وحتى كتابة هذا التقرير حصل المرشح الديمقراطي على 264 من المجمع الانتخابي ويحتاج فقط إلى 6 أصوات أخرى للفوز؛ بينما حصل ترامب على 214 فقط في ظل تأرجح النتيجة في 6 ولايات يتقدم بايدين في اثنتين منها على الأقل بما يعزز فرصه في الفوز برئاسة البيت الأبيض. وتحذر صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الصهيونية انتشارًا والمقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مما أسمته ب "النواة المعادية للصهاينة" في الحزب الديمقراطي قد تدفع بايدن إلى الانقلاب على سياسات الرئيس الحالي دونالد ترامب تجاه المنطقة. ورغم إقرار الصحيفة بأن بايدن صديق للكيان الصهيوني، إلا أنها أشارت إلى أنه قد يضطر للتراجع عن الكثير من السياسات المريحة لحكومة اليمين في تل أبيب، تحديدًا عن القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب تجاه إيران والفلسطينيين. وأضافت أن نتنياهو ووزراء حكومته سيلتزمون الصمت لكنهم يتمنون أن تحدث "معجزة" ويواصل ترامب الحكم أربع سنوات أخرى في البيت الأبيض. ويتوقع معد التقرير أرئيل كهانا أن يركز بايدن على القضايا المحلية الداخلية لكنه لم يستبعد حدوث مواجهة بين تل أبيب وإدارته بسبب الموقف من الاتفاق النووي مع إيران. وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، يتوقع كهانا أن ينجح الجناح التقدمي اليساري في الحزب في إجبار بايدن على العودة عن الكثير من القرارات التي اتخذها ترامب، وضمن ذلك إعادة فتح مكاتب "منظمة التحرير الفلسطينية" في واشنطن وإعادة الموازنات المخصصة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"؛ إلى جانب أنه من غير المستبعد أن تفتح الولاياتالمتحدة قنصلية في القدسالشرقية إلى جانب مطالبة تل أبيب بوقف البناء في المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. وتوقع أن يشهد عهد بايدن التراجع عن "مسلمة" حكمت الإدارات الأميركية حتى الآن وتتمثل في عدم إثارة جدل خلافي علني مع الكيان الصهيوني، وذلك بسبب تأثير "الجناح المتطرف داخل الحزب الديمقراطي"، على حد توصيفه. إما إذا فاز ترامب بولاية ثانية؛ فإن ذلك من شأنه أن يفضي إلى تواصل "الحميمية" بين واشنطن وتل أبيب وانطلاق قطار التطبيع بين الدول العربية والكيان الصهيوني بأقصى سرعة فضلا عن تواصل الضغط على إيران. وختم كهانا تحليله قائلًا: "لقد رفع ترامب سقف العلاقة الأميركية الصهيونية إلى مستوى سيكون كل رئيس يأتي بعده مطالبًا بالتحلي بقدر كبير من الشجاعة لتجاوزه"، على حد تعبيره. في ذات السياق، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، الخميس، أن رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، يحاول إلزام المرشح الديمقراطي جون بايدين، في حال فوزه في الانتخابات الأميركية، بالخطة التي بلورها الرئيس الحالي دونالد ترامب، والتي تُعرَف إعلاميًا ب"صفقة القرن"، وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. وأشارت الصحيفة العبرية، في تقريرها، إلى أن نتنياهو سبق أن أبلغها بأنه "ليس بوسع رئيس ديمقراطي إيقاف تطبيق خطة ترامب"، لافتة إلى أنه قصد بشكل خاص ضرورة أن يدعم بايدن، إذا انتُخب رئيسًا، مخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية، وباقي مضامين "صفقة القرن". ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله: "في حال الشروع بتطبيق الخطة، فإنه سيجري تثبيتها بحيث لا يمكن إدارة أميركية قادمة التراجع عنها، فكل إدارة، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، مطالبة بالتصرف وفق الواقع الجديد، وعليهم أن يأخذوا ما تمّ بالفعل في الحسبان"، على حد تعبيره.وحسب الصحيفة، فقد أكد نتنياهو أن إجراء الانتخابات الأميركية ليس "عاملًا" يحدد ما إذا كان الكيان الصهيوني سيطبق مخطط ضمّ أجزاء من الضفة الغربية أو لا، مشددًا على أنه سيعمل "بشكل جيد مع كل رئيس ديمقراطي أو جمهوري".