الحديث عن علاقات تاريخية بين جماعة الإخوان المسلمين والحزب الديمقراطى الأمريكى، حديث مضحك وساذج، ومثير للاشمئزاز، لكنه يُظهر حجم التهافت والسقوط الأخلاقى، لدى نظام الانقلاب وإعلامه ونخبته ومطبليه. ومن يمكن نسيان ينسى "تهانى الجبالى"- إحدى الكائنات المهددة بالانقراض، موطنها الأصلى، في مناطق النظم الاستبدادية، وبيادات العسكر- بأن "آدم أوباما" الأخ غير الشقيق للرئيس "أوباما" هو المسئول عن الاستثمارات الخارجية لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين في أفريقيا، ومُقيم في أوغندا ويتنقل بين الدول. وكذلك تصريحات بوق الانقلاب- مخبر أمن الدولة- "أحمد موسى" الذى وصف السناتور "جون ماكين"، بأنه "المرشد الحقيقي لجماعة الإخوان". وأن "قيادات الإخوان أقامت صلاة الغائب على "جون ماكين"، لأنه كان الداعم الرئيسي لجماعة الإخوان وكان يفتح أمامهم الكونجرس الأمريكي فضلًا عن توفير الحماية لهم، ولكن مات الأب الروحي والمرشد الحقيقي لجماعة الإخوان". ولكن الإخوان اختار "جون بايدن" مرشدًا حقيقيًا، خلفًا لجون ماكين فذهب جون الجمهورى، وجاء جون الديمقراطى. لكن المؤسف، أن بعض الصحف والمواقع الأمريكية – الممولة إماراتيًا، حذت حذو الإعلام الانقلابى، فقد قالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية: في تقرير لها بعنوان "أوباما يدعم الإخوان سرًا": "إن حركة الإخوان المسلمين العالمية تحظى بدعم أوباما وإدارته، حيث يعتبرها البيت الأبيض بديلًا معتدلا للجماعات الإسلامية الأكثر عنفًا مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية"، مستشهدة بوثيقة وصفتها ب"السرية" الصادرة عن البيت الأبيض بعنوان: "دراسة تعليمات رئاسية-11″، فى عام 2011، تؤكد- بزعم الصحيفة- دعم الإدارة للإصلاح السياسى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقًا لمسئولين أمريكيين مطلعين على الوثيقة التي تبين سبب اختيار الإدارة لجماعة الإخوان، التى تم تصنيفها، منظمة إرهابية من قِبَل مصر والسعودية والإمارات، كوسيط رئيسي لدعم واشنطن لعملية الإصلاح السياسى فى الشرق الأوسط". أما موقع "أميركان ثينكر" فقد صار على نهج أرجوزات الإعلام الانقلابى، من أن الإخوان قامت بتجنيد "مالك أوباما"، الأخ غير الشقيق للرئيس الأمريكي، والذي يملك الكثير من الأموال الوفيرة". و"أن المصريين في الوقت الراهن يعتقدون أن أوباما يدعم عدوهم اللدود الإخوان"، ونقلت عن الأدميرال الأمريكي جيمس ليون قوله "إن الإخوان اخترقت بشكل عميق المخابرات الأمريكية، لذلك فإن أوباما لا يستطيع النطق بعبارة "حرب المسلمين في أمريكا". أما مجلة "فرونت بيدج" الأمريكية فقد استدلت على دعم أوباما للإخوان باستقبال وزارة الخارجية الأمريكية لأعضاء من حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فى مقابل توجيه الإهانات لعبد الفتاح السيسى، وقال إنه من الضرورى أن تتعامل إدارة أوباما مع السيسى كحليف ذي قيمة فى مواجهة الجهاد العالمي وليس التعاون مع جماعة الإخوان. أما صحيفة "إيبوخ تايمز" الألمانية، فقد كشفت عن علاقة الرئيس الأمريكي أوباما في تسهيل التعاون بين منظمة الإخوان في مصر ومنظمة بيل وهيلاري كلينتون الخيرية. وأن هوما عابدين مساعدة هيلاري كلينتون والتي أدارت حملتها الانتخابية وعملت كنائبة لها أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية كانت همزة الوصل بين كلينتون وأعضاء الإخوان. وأن هيلاري كلينتون مهدت الطريق أمام الإخوان ومحمد مرسي للوصول إلى الحكم في مصر بعد ثورة يناير 2011، حيث كان جهاد حداد يعمل وقتها لصالح مؤسسة كلينتون. أما موقع "ويسترن جورناليزم" فكتبت مقالًا تحت عنوان "وثيقة أوباما السرية تخرج للعلن: وثيقة مسربة تُظهر أن أوباما يدعم أعداء أمريكا"، جاء فيه: "أن رعاية "باراك أوباما" ودعمه لجماعة الاخوان المسلمين ليس شيئًا جديدًا"، فخطاب أوباما خلال جامعة القاهرة، شهد حضور عضو بارز من جماعة الإخوان المسلمين في الصف الأمامي، وقد قال أوباما، وقتئذ: "ينبغي أن تستند الشراكة على حقيقة الإسلام، وأرى أن جزءًا من مسئوليتي كرئيس للولايات المتحدة هو التصدى للصور النمطية السلبية عن الإسلام أينما ظهرت". ومع اقتراب سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فبدأ الحديث عن "جون بايدن" أحد الخلايا الإخوانية النائمة ،والذى دفعت به جماعة الإخوان إلى سباق الرئاسة الأمريكية. وأن جماعة الإخوان المسلمين، نجحت في التنسيق مع بايدن لإنشاء تحالف جديد للإخوان مع الديمقراطيين في الشرق الأوسط. وأن مرشح الإخوان "جون بايدن" ألقى كلمة أمام المؤتمر السنوي السابع والخمسين للجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية "إسنا"، وهو فرع قديم تابع لجماعة الإخوان المسلمين في الولاياتالمتحدة. وأنه شكر فى كلمته منظمة"إسنا" لدعمها واعتبارها بوابة للاقتراب من مسلمي الولاياتالمتحدة. ووعد بايدن بأن إدارته المحتملة ستعيّن "أميركيين مسلمين" في عدد من المناصب على مستويات مختلفة. وأن علاقة بايدن مع "إسنا" تعود إلى سنة 2013 عندما التقى نائب رئيس الولاياتالمتحدة آنذاك مع رئيس "إسنا"، الإمام محمد ماجد، وزعماء دينيين آخرين لمناقشة مسألة الحد من العنف المسلّح، ومواقفهم من العمليات التي تنفذها حركة حماس. وأن العلاقة القوية، التي جمعت بايدن ب"إسنا"، ومن ورائها جماعة الإخوان، قد تفتح الطريق أمام علاقات مميزة بين الطرفين فيما لو نجح بايدن في الوصول إلى البيت الأبيض، وأن الأمر قد يؤثر على رؤية بايدن لما يجري في الشرق الأوسط، ما يضعه في مواجهة مع دول عربية مؤثرة في المنطقة في تكرار لأخطاء باراك أوباما. وللأسف فإن هؤلاء السذج نسوا بأن الانقلاب على الرئيس مرسى- رحمه الله- كان بدعم من أوباما الديمقراطى، ووزير خارجيته "جون كيرى" ومطالبات من نتن ياهو، وبدعم من صهاينة العرب. فالإخوان يعتصمون بحبل الله، وليس بحبل أمريكا، فهو أوهن من بيت العنكبوت، بعكس هؤلاء الذين يسبحون بحمد أمريكا. أَمَريْكا ليستِ اللّهَ ولو قُلْتُمْ هي اللّهُ فإنّي مُلحِدُ!"