مع تزايد أعداد الإصابات وحالات الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد وتحذيرات منظمة الصحة العالمية من رفع الإجراءات الوقائية والاحترازية والعودة إلى الحياة الطبيعية بدأ نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبد الفتاح السيسي يعترف بالفشل فى مواجهة الوباء الذى زعم أنه خصص له 100 مليار جنيه. وبعد أن كان إعلام الانقلاب والمطبلاتية يحاولون دغدغة مشاعر المصريين ويزعمون أن السيسي حقق إنجازا فى مواجهة وباء كورونا وأن دولة العسكر فى طريقها لتحقيق صفر إصابات بدأوا يتراجعون ويقولون إن هناك موجة ثانية أكثر شراسة من الأولى، فى حين يذهب البعض منهم إلى أن هناك فصيلا جديدا للفيروس يصيب الجهاز الهضمى بينما كان الفيروس فى بدايته يصيب الجهاز التنفسى بجانب ظهور أعراض جديدة. المحصلة النهائية لكل هذه التضارب ولكل تلك الأكاذيب هى فشل نظام الانقلاب فى مواجهة الفيروس بسبب انهيار المنظومة الصحية وتدنى المستوى الطبى والعلاجى بالمستشفيات الحكومية. مستحيل فى هذا السياق اعترف الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة صحة الانقلاب بأن الوصول لصفر إصابات هو أمر مستحيل، زاعما أن هدف نظام الانقلاب هو الوصول لصفر وفيات. كما زعم حسنى فى تصريحات صحفية أن دولة العسكر مستعدة بشكل كبير لأي زيادة في أعداد الإصابات، لافتا إلى أنه رغم تراجع أعداد المصابين بكورونا قررت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب فتح كل مستشفيات العزل كإجراء احترازي تحسبا لحدوث موجة أخرى أو زيادة أعداد المصابين. وأشار إلى أن اللجنة العلمية تقدم التوصيات التي يجب على المواطنين العمل بها بشكل كامل منعًا للإصابة بفيروس كورونا، ورغم ذلك قال حسنى إنه في حال توافرت الإجراءات الاحترازية فلا مانع من إقامة الحفلات الفنية مرة أخرى حتى في الفنادق، واللجنة العلمية تعطي خططً علمية والحل في قرار من دولة العسكر. وعلى نفس النغمة قال الدكتور محمد عبدالفتاح، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بوزارة صحة الانقلاب، إن فيروس كورونا المستجد مازال متواجدا في البلاد، مؤكدا أن تسجيل صفر إصابات بفيروس كورونا أمر صعب جدا. وأضاف عبد الفتاح فى تصريحات صحفية إن تسجيل صفر اصابات لا يحدث مع أي مرض معدي على مر التاريخ، زاعما أن الموجة الثانية لفيروس كورونا معناها حالات بسيطة نتيجة تخفيف الضوابط والإجراءات التي تفرض على المواطنين بالدرجة الأولى وهذا ما يفسر وجود عدد إصابات أكبر حاليًا. زيادة الإصابات فى المقابل واصل الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار السيسي لشؤون الصحة والوقاية التطبيل لنظام الانقلاب وزعم أنه لا توجد أى سلالات جديدة من فيروس كورونا في مصر بجانب انخفاض حدة الوباء في البلاد وفق تعبيره. وقال تاج الدين فى تصريحات صحفية إن أعداد الإصابات أسبوعيا كانت تصل إلى 10 آلاف حالة، لكنها بدأت تقل حتى وصلت قبل إجازة العيد إلى 800 أسبوعيا، زاعما أن حدة المرض وشدته تراجعت. وأشار إلى أنه رغم ذلك فإن الإجراءات الوقائية والاحترازية سوف تستمر حتى شهر مارس المقبل كنوع من الاحتياطات والاستعدادات لحدوث أية طوارئ. واعترف تاج الدين بأن هناك توقعات بزيادة إصابات فيروس كورونا "كوفيد -19" في مصر الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن أسباب ذلك معروفة نتيجة تراكم الإجازات والتزاحم خلال عيد الأضحى، ولكن هذه الزيادات لن تُقارن بفترة عيد الفطر. وأكد أن وصول عدد الإصابات ل"صفر" غير وارد وقال : "لأ.. مش هنوصل لكدة، لا إحنا ولا أي دولة غيرنا"، ولكن من المتوقع أن تقل الحالات بشدة وتنخفض للغاية وكذلك انخفاض شراسة الفيروس وفق تعبيره. وأشار تاج الدين إلى أن هناك 8 أنواع من فيروس كورونا في العالم، وتم إجراء دراسات في مركز الأبحاث بجامعة عين شمس، "لقينا عندنا 7 أنواع من الفيروس موجود في مصر من ال8 اللي موجودين في العالم". وتابع: "هل بقى أنواع الفيروس ممكن هي اللي بتخلي الإصابات بسيطة ومتوسطة وشديدة، أو نوع الفيروس يتحكم في شدته، ده ما زال تحت الدراسة في مراكز الابحاث الجامعية لكن هناك فرق شديد بين العدوى والمرض، كل مريض بكورونا أخذ العدوى وليس كل من أخذ العدوى مصاب بالفيروس". وعن زيادة إصابات "كوفيد -19" في بعض الدول مرة أخرى، قال تاج الدين: "عندهم أسبابهم الخاصة، بس الإصابات لديهم ليست بشدة المرحلة الأولى، يمكن الفيروس قل شراسته، فيه أسباب خاصة بكل بلد، هم نفسهم قالوا كدة، يمكن عشان الانفتاح والسياحة وغيرها من الأسباب". وشدد على ضرورة الاستمرار في ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، وأن يكون ذلك سلوكًا اجتماعيًا مستمرًا، حتى ما بعد فيروس كورونا، كون تلك الإجراءات تحمي من الأنفلونزا الموسمية والتهابات الجهاز التنفسي. وأكّد تاج الدين أنَّ الكمامة والتباعد الاجتماعي أمر غير مكلف، لكنه طريقة آمنة وبسيطة وتضمن الوقاية من فيروس كورونا وباقي الأمراض بنسبة عالية للغاية. الإجراءات الوقائية وحذرت الدكتورة مها طلعت، المستشارة الإقليمية لمكافحة العدوى بمنظمة الصحة العالمية،من التهاون بفيروس كورونا، خاصة وأنه ينتقل من الجهاز التنفسي للشخص المصاب لآخر، مؤكدة أن العديد من الدول دخلت في موجة ثانية وبدأت في تسجيل حالات إصابة جديدة مرة أخرى بالرغم من تسجيل صفر حالات قبل، وقالت فى تصريحات صحفية إن فيروس كورونا لم يتغير منذ بداية انتشاره، موضحة أن سرعة انتشاره متغيرة من دولة لأخرى ومن مكان لآخر. وأكدت أن قوة كورونا واحدة وتركيبته الجينية واحدة. وشددت د. مها على ضرورة الوعي والالتزام بكافة الإجراءات الوقائية وارتداء الكمامات واستخدام المعقمات والمطهرات وعدم التهاون نهائيًا بالفيروس وتجنب التجمعات والاختلاط. فصيل جديد وقالت الدكتورة ميساء شوقي، أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة القاهرة، إن فيروس كورونا مازال موجودًا، مشددة على ضرورة أن يكون هناك وعي وحذر لتجنب انتقال العدوى. وأضافت د. ميساء فى تصريحات صحفية: هناك فصيل جديد من فيروس كورونا في مصر يهاجم الجهاز الهضمي ويسبب الإسهال الشديد والجفاف، محذرة من استخدام دورات المياه دون تنظيفها بعد كل شخص بالكلور المخفف أو الكحول وتطهيرها جيدًا. وطالبت كل من يعاني من سعال أو ارتفاع في درجات الحرارة بأن يرتدي الكمامة باستمرار حتى داخل المنزل. ووجهت د. ميساء رسالة للمواطنين، قائلة: تجنبوا التجمعات والاختلاط وارتدوا الكمامات وعقموا الأيدي بالكحول وداوموا على غسل اليدين بالصابون في جميع الاتجاهات لفترة من الزمن 20 ثانية.