أعلنت حركة حماس والكيان الصهيوني عن التوصل بوساطة قطرية إلى التفهم لاحتواء التصعيد فى قطاع غزة وأشارت حماس إلى أنه سيتم الإعلان عن عدد من المشاريع التي تخدم أهالي غزة، واستأنف الكيان الصهيونيإدخال الوقود إلى القطاع من معبر كرم أبو سالم كما قررت رفع إجراءات تشديد الحصار على قطاع غزة. وبعد نحو شهر من التصعيد أغار الكيان الصهيوني وقصفت نحو 100هدف فى قطاع غزة وأطلق خلاله ناشطون فلسطينيون مئات البالونات والطائرات الورقية المحملة بمواد حارقة على المغتصبات فى غلاف غزة أعلنت حركة حماس التوصل الى تفاهم لاحتواء التصعيد بعد اتصالات قام بها رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة السفير محمد العمادى. وأشارت حماس إلى أنه سيتم الإعلان عن عدد من المشاريع التي تخدم أهالي قطاع غزة وتساهم فى التخفيف عنهم فى ظل موجة كورونا فضلا عن عودة الأوضاع التى كانت عليه قبل التصعيد وقد أعيد إشغال محطة الكهرباء الوحيدة فى قطاع غزة بعد استئناف الكيان الصهيوني إدخال إمدادات الوقود إلى القطاع، وقال جيش الاحتلال إنه سيعاد فتح المجال البحري قبيل شواطئ غزة حتى خمسة عشر ميلا بحريا وذلك فى إطار الإعلان عن التوصل إلى التفاهمات وساطة قطرية وأوضح السفير محمد العمادى رئيس اللجنة القطرية إلى إعادة إعمار غزة أن إعلان التوصل إلى اتفاق التهدئة فى غزة جاء بعد اتصال هاتفي بين نائب رئيس لجنة الوزراء القطري وزير الخارجية محمد عبد الرحمن الثاني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وذلك استكمالا للحوارات التى تمت بين العمادى وقيادة حماس بغزة سعيا من دولة قطر لاحتواء الأوضاع الراهنة وتجنيب سكان القطاع ويلات الحروب وتشديد الحصار. وقال ايال عليمة المراسل العسكري بإذاعة صوت الكيان الصهيوني إن ما حصل بين قطاع غزة والكيان الصهيوني كان متوقعا وإن قائمة الأهداف التى نشرها اليوم الناطق العسكري هي التي أدت فى نهاية الأمر التوصل إلى هذ النتيجة التى كانت متوقعة؛ إما التوصل إلى الأوضاع الاقتصادية فى قطاع غزة وإما التوجه إلى التصعيد إلى معركة عسكرية لا يرغب بها اى طرف لا الكيان الصهيوني ولا حماس، وهى فى النهاية توصل إلى تفاهمات كانت متوقعة. وأوضح عليمة أن الهدوء الذي ساد في قطاع غزة قبل هذه الموجة من التصعيد والتى استمرت أسابيع طويلة هذا الهدوء له ثمن، والثمن يجب أن يتمثل بتحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية فى قطاع غزة وعندما لم يحدث كان هناك نوع من المحاولة من قبل حماس لتوجيه الرسائل إلى الكيان الصهيوني وليس فقط لها ولكن للمجتمع الدولي حيث إن قضية غزة لا تزال عالقة ولم تجد حلا لها. وأضاف أن الثمن الذي سيدفعه الكيان الصهيوني أولا إلغاء كل العقوبات التى قامت بتنفيذها منذ بدء هذه الموجة وإلغاء معبر كارم أبو سالم لإدخال الوقود وتمديد مساحة البحر التى كانت ما قبل موجة التصعيد ولكن هذا لا يكفى بل يجب أن يكون هناك بعض المشاريع و أن هناك موافقة قطرية للمساهمة بتمويل هذه المشاريع ولكن لابد للكيان الصهيوني أن يسهم فى إتمام هذه المشاريع. رفع مستوى طلبات المقاومة بدوره قال إبراهيم حبيب أستاذ الدراسات الإستراتيجية والإقليمية إن الذي دفع حماس للقبول بالتهدئة أن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية ممثلة بغرفة العمليات المشتركة التى كانت تريد إجبار الاحتلال على الالتزام بالتفاهمات التى جرى الاتفاق عليها فى فبراير الماضي من العام الحالي والتى كانت امتداد لاتفاق التهدئة الذى وقع عام 2014 عقب العدوان الصهيوني على قطاع غزة. وأضاف حبيب أن الاحتلال حاول أن يتنكر لهذه التفاهمات وشدد الحصار وعندما أوصل رسالة أن الكيان الصهيوني يريد هدوء مع استمرار التصعيد واستمرار تشديد الحصار كان لابد للمقاومة أن ترد وأن المقاومة رفعت مستوى مطالبها للحصول على ما تريد وفى هذا الاتفاق حصلت على ما تريد وكان هناك طرح لرفع الحصار والمطالبة وهو مطلب وطني إنسانى يجب أن يتحقق لكن المقاومة تدرك انه من الصعب تحقيقه وما جرى هو خطوة مهمة على طريق كسر الحصار. وتابع أن كسر الحصار بشكل كامل يستوجب توافق مع السلطة الفلسطينية صاحبة الولاية القانونية على قطاع غزة وجزء من الحصار المفروض على قطاع غزة هو مفروض أيضا من السلطة الفلسطينية وبالتالي الحديث عن كسر الحصار بافتتاح ممر مائي وممر ملاحي جوى يجب أن يكون بتوافق مع السلطة الفلسطينية وما جرى هو تحسين للأوضاع الإنسانية وضخ للأموال وتوسيع مجال المنحة القطرية على مستوى الاستفادة منها فى القطاعات والفئات المستفيدة وحل مشكلة الكهرباء والصحة وكثير من الأجهزة المهمة التى كانت ممنوعة من دخولها. من جانبه قال إبراهيم فريحات أستاذ النزاعات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا إن ما دفع حركة حماس للقبول بهذا الاتفاق هو حجم الضغط الذى تتعرض له فى قطاع غزة وعجز فى البرنامج السياسي لحركة حماس فى قطاع غزة عن التعامل مع مطالب الفلسطينيين فى قطاع غزة والضغوط التي يتعرضون لها بالإضافة إلى حالة الحصار القاتل فى قطاع غزة وارتفاع مستوى البطالة ومشكلة كورونا فى الآونة الأخيرة مما زاد الضغوطات على حركة حماس للتعامل مع هذه المطالب الحياتية للفلسطينيين فى قطاع غزة وأضاف أن هناك سببين رئيسين دفعا الكيان لقبول هذه التفاهمات الأول هو حالة التطبيع والتفاهمات والتحالف مع الإمارات العربية المتحدة الذي تم إجراؤه مؤخرا ولا يريد الكيان الصهيوني ما يعكر صفو هذه الانجازات التاريخية وما تم تحقيقه لم يتعد المطالب الحياتية والسبب الثانى الانتخابات الأمريكية هناك حركة تصعيد أمنى مع إيران من قبل التحالف الأمريكي الصهيوني لهذا السبب كان من المهم أن يتم فك الحصار عن غزة.