بلا أي انزعاج، ودون مراعاة لمشاعر المليار مسلم بالعالم، سمحت السعودية قبل الإمارات بدخول الطائرة الصهيونية التطبيعية للإمارات، اليوم الاثنين، اتساقا مع حقيقة ليست غائبة، بان مصير الحكام العرب بيد امريكا والصهاينة. دخلت رحلة شركة طيران "العال" الصهيونية، التي تقل الوفدين الأمريكي والصهيوني إلى الإمارات، المجال الجوي السعودي، اليوم الإثنين. وأظهر موقع بيانات الرحلات الجوية (فلايت رادار24) أن رحلة طيران العال (إي.إل.واي971) عبرت الحدود الأردنية السعودية بعد حوالي 25 دقيقة من إقلاعها، متجهة إلى منطقة الجوف في شمال السعودية. وقال قبطان طائرة شركة "العال" الصهيونية التي تقل الوفدين الأمريكي والصهيوني إلى الإمارات، إن السعودية سمحت باستخدام أجوائها، في الرحلة المتجهة إلى أبوظبي. وأشار إلى أن الرحلة ستستغرق 3 ساعات عوضًا عن 7 ساعات، بعد السماح بالمرور عبر أجواء السعودية. وأقلعت الرحلة التجارية الأولى بين الكيان الصهيوني والإمارات، في إطار اتفاق التطبيع الذي تم التوصل إليه بين البلدين، في وقت سابق من الشهر الجاري. وستحمل رحلة العودة رقم LY 972، في إشارة إلى كود الاتصال الدولي الخاص بالكيان الصهيوني. وتحمل الطائرة الصهيونية في رحلتها، عددا من ممثلي القطاعات المختلفة في الكيان الصهيوني، برئاسة "جاريد كوشنر" كبير مستشاري الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وصهره. وسيبحث المسئولون خلال الزيارة، التعاون الثنائي في مجالات مثل التجارة والسياحة، ومن المقرر أن يزور مبعوثو الدفاع الصهيونيون الإمارات بشكل منفصل. مركز البزنس الصهيوني يأتي ذلك وسط تصريحات من كوشتنر بان تصبح الإمارات مركز البزنس الصهيوني للعرب ويأمل المسئولون الصهيونيون أن تخرج الزيارة التي تستغرق يومين، بموعد حفل توقيع في واشنطن، ربما في وقت مبكر من سبتمبر ، بين رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو"، وولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان". غضب فلسطيني ويشعر الفلسطينيون بالفزع من الخطوة الإماراتية، إذ يساورهم القلق من أنها ستضعف الموقف العربي القائم منذ فترة طويلة والداعي إلى الانسحاب الصهيوني من الأراضي المحتلة وقبول الدولة الفلسطينية، مقابل علاقات طبيعية مع الدول العربية. وقال "كوشنر" في القدس الأحد إن الاتفاق "خطوة عملاقة إلى الإمام". وتحاول إدارة "ترامب" إقناع الدول العربية الأخرى القلقة من إيران بالتواصل مع الكيان الصهيوني، وأشارت السعودية إلى عدم استعدادها لذلك. لكن فيما يمكن أن يشي بموقف أكثر لينا للرياض، تم السماح لطائرة "العال" بالتحليق فوق الأراضي السعودية، لتقليص زمن الرحلة إلى الإمارات. وتأتي زيارة كوشنر للشرق الاوسط، محاولا إقناع زعماء عرب عدة بحضور حفل توقيع معاهدة السلام بين الإمارات والكيان الصهيوني في البيت الأبيض. وتهدف هذه المحاولة لتحقيق نصر كبير في الدقائق الأخيرة عبر الإعلان عن تحقيق إنجاز على صعيد السياسة الخارجية ودعم حظوظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل. رحلة كوشنر رحلة كوشنر التي تضم مصر والأردن والبحرين وعُمان، تستهدف خلق كيانات اقليمية مناوئة لايران، تعمل وفق الاجندة الصهيونية والامريكية.. وإلى جانب إقناع عدد من الدول العربية للمشاركة بالحفل الضخم، يسعى صهر الرئيس الأمريكي لتمهيد الأرضية من أجل اتفاقيات تطبيع للعلاقات بين إسرائيل ودول عربية أخرى وتعزيز الجهود لمواجهة إيران. من جانبها، قالت إيفانكا ترامب في المؤتمر الوطني الجمهوري إن والدها أعاد كتابة التاريخ وتجاوز كل التوقعات عبر تمهيد الطريق لتوقيع اتفاقية السلام في الشرق الأوسط. ويُنظر إلى كوشنر على أنه فشل في حل الصراع الصهيوني الفلسطيني عبر "حطة السلام" لكن هذه الجهود قد تسهم بتحسين صورته كدبلوماسي، رغم أن الشكوك تحوم عقد اتفاقيات أخرى بين إسرائيل والدول العربية الأخرى، كما أن هناك بعض التعقيدات التي يجب حلها في الاتفاقية الإماراتية الصهيونية. وتاتي الزيارة الاحتفالية من قبل اسرائيل وايران، في وقت تقصف الصواريخ الصهيونية قكاع غزة ليل نهار، وسط ضغوكط من المخابرات المصرية ايضا على قصائل المقاومة للجم تحركاتها وردودها الدفاعية ضد العدوان الصهيوني. وتقف المنطقة العربية على صغيح ساخن امام مخطط تعميم النموذج الإماراتي في العلاقات الاقليمية بالتعاون مع اسرائيل وبالدعم الامريكي، ما يخلق بؤر توتر سياسي داخل المنطقة، يهدد بانفجار شعبي، حيث يسعى كوشنر ومن قبله وزير الخارجية الامركي بومينو لاقناع عسكري السودان بالولوج للتطبيع العلني مع اسرائيل، فيما قتف البحرين منتظرة الا ن السعودي عقب الخطوة التي يؤجلها محمد بن سلمان، مقايضا الامريكان لتوليته منصب الملك السودي، وتقليم اظافر الداخل السعودي نحو خطوة التطبع..