يسعى خليفة حفتر وناطقه الرسمي على قنوات الثورة المضادة أحمد المسماري إلى زعزعة أمن العاصمة و زرع الفتنة لدى من صدّق أنهم إذا تعامل معهم سوف يكون على رأس نظام رئاسي جديد. فقبل أيام من إعلان فائز السراج وقفا لإطلاق النار في عموم ليبيا ودعوته لمليشيات الانقلابي خليفة حفتر لسحب قواته من سرت والجفرة، وهو الإعلان الذي فوت الخطوط الحمراء للسيسي منذ اطلق بعد أن باركته المجموعة الدولية ودول غرب إفريقيا العربية بما في ذلك المغرب والجزائر. ولكن الأمور التي تمضي في ليبيا، بعد اتفاق وقف إطلاق النار على طريق متعثر، ولم يتجاوز الترحيب الدولي الواسع اللغة الدبلوماسية، تتعرض اليوم إلى انتكاسة بعدما كشف خليفة حفتر عن نسيته شن هجوم جديد على طرابلس، والدخول في معادلة صفرية مع حلفائه مع استمراره بالتوازي في غلق الموانئ النفطية التي تسيطر عليها الفاجنر و آبار مياه الشويرف التي هي تحت رحمة النظام البائد. افتخار بالخرق محاولات خرق الهدنة ليست الأولى، ولكن الجديد أن السيسي يساند حفتر في هذا التوجه بادعاء أن تركيا مستمرة بمساندة الوفاق، فمؤسس "بلاك بلوك" شريف الصيرفي زعم أن المعارضين لحفتر في طرابلس قبلوا بوقف إطلاق النار, ولكن أردوغان يزرع الفتن، و أغرق غرب ليبيا بمرتزقه من سوريا، وهؤلاء يستثمرون في الحرب. وقالت صحف انقلابية إنه خلال اللقاء مع "حفتر"، قام اللواء خالد مجاور مدير المخابرات الحربية، بتسليمه رسالة من عبد الفتاح السيسي، أكد فيها رفض مصر سحب قوات الجيش الوطني الليبي من مدينتي سرت والجفرة الساحلية الرئيسية وتحويل هذه المدن إلى مناطق منزوعة السلاح. ولكن أيضا للدور الإماراتي في ليبيا بمساندة حفتر معروف وله تأثيره الأكبر على السيسي كما له على حفتر، وعن تمدده في اعتبار نفسه "اسبرطة" جديدة ذائعة الصيت وممتدة التفتيت، يقول عبدالخالق عبدالله مستشار "بن زايد" مفاخرا: "من يحمل لواء المشروع النهضوي العربي حاليا؟ الإمارات .. من يتصدى لقوى الفوضى والتطرف في المنطقة الإمارات .. من يقف بوجه مشروع أردوغان الاستعماري في ليبيا الإمارات ومصر .. من أوقف زحف مشروع إيران التوسعي في اليمن؟ .. السعودية والإمارات ..الإمارات تحمل حاليا هم أمة بأسرها من المحيط للخليج". خرق الهدنة المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد محمد قنونو قال إنهم "لم و لن ولا يثقون أبداً فيما يعلنه مجرم الحرب من هدنة، لأنه اعتاد على الغدر والخيانة". موضحا في تصريحات نقلها المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب، أن قواتهم رصدت ليل البارحة خرقا متوقعا لإعلان وقف إطلاق النار من ميليشيات حفتر بإطلاقها 12 صاروخا غراد تجاه مواقع تمركزات قواتهم غرب سرت. وأكد ناطق الجيش الليبي أن قيادة العمليات في انتظار تعليمات القائد الأعلى للتعامل والرد على مصادر النيران من مليشيات حفتر بسرت في المكان والزمان المناسبين. وأضاف أن ما يعلنه المعتدي حفتر من انقلاب على الاتفاق السياسي والمؤسسات الشرعية يؤكد بأنه ليس لدينا شريك للسلام بل أمامنا عصابات من المجرمين المتعطشين للدماء. وأكد قنونو موقفهم الثابت من الاستمرار في الدفاع المشروع عن أنفسنا، وضرب بؤر التهديد أينما وجدت وإنهاء المجموعات الخارجة على القانون المستهينة بأرواح الليبيين في كامل أنحاء البلاد. وأضاف، "ماضون إلى مدننا المختطفة، ورفع الظلم عن أبنائها، وعودة مهجريها، وأن الجيش الليبي سيبسط سلطان الدولة الليبية على كامل ترابها وبحرها وسمائها". وأردف "نحن لم نبدأ هذه المعركة، ولكننا من سيحدد مكان وزمان نهايتها وعلي الباغي دارت الدوائر". وشهدت الأيام الماضية اعتداءات متواصلة أيضا من مليشيات حفتر في مدينة سرت، إذ قتلوا المواطن ناصر اعويدات القذافي دهسا بمدرعة "تايجر" إماراتية، أمام منزله بعد حملة اعتقالات على الهوية طالت عشرات الأشخاص من المدينة. وقال الناطق باسم غرفة عمليات "سرت – الجفرة" عبدالهادي دراه، إن المدينة شهدت حملة اعتقالات واسعة ومداهمات للمنازل؛ مشيرا إلى أن قبيلة القذاذفة خرجت في مظاهرة منددة بعملية القتل واقتحام المنازل وممارسات مليشيات حفتر ومرتزقة الجنجويد الداعمين لهم. عمليات أخرى وقال شهود عيان إنه تم إغلاق بوابة القوس بنينا احتجاجا على اختطاف رافع صفوان ومحمد السعيطي بعد ورود معلومات بتصفيتهم من قبل مليشيا سعد فركاش التابعة لحفتر. وقال آمر غرفة عمليات سرت الجفرة إبراهيم بيت المال إن قوات الجيش (بحكومة الوفاق) تنتظر أوامر القيادات العليا وتحافظ على قرار وقف إطلاق النار رغم خرق مليشيات حفتر له. وأوضح بيت المال في تصريحات لوسائل إعلام ليبية أنه أبلغ القائد الأعلى للجيش فائز السراج في حال حدوث خرق جديد فإن قوات الجيش ستكون جاهزة للرد. هذا في الوقت الذي يزعم فيه أحمد المسماري – في بيان أوردته بوابة "إفريقيا" الإخبارية اليوم الخميس- التزام قوات حفتر بوقف إطلاق النار المعلن يوم 8 يونيو الماضي، متجاهلا وقف إطلاق النار الذي أعلنه السراج في 21 أغسطس. وأدى أن هدف قوات براكان الغضب التي وصفها ب"الميليشيات" من نشر مثل هذه الأخبار الكاذبة هو تبرير ما ستقوم به من عمليات عدائية ضد قوات الجيش "للتغطية على المظاهرات الشعبية الرافضة لاستمرار حكومة الوفاق والغزو التركي ومرتزقته والمليشيات الإجرامية التي تسيطر على العاصمة طرابلس".