"أزفّ لكم بشرى أننا نعمل حاليًا على تنظيم رحلات جوية مباشرة، ستربط تل أبيب بدبي وأبو ظبي، وتمر عبر أجواء السعودية".. كان ذلك رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتيناهو موجهاً حديثه للمحتلين الذين أقاموا كياناً عمره لا يتخطى 75 عاماً، لتوقع معه دولة الإمارات اتفاقية سلام وهى التي لا يتخطى إعلان وجودها كدولة 48 عاماً، بينما تبلغ أكبر شجرة معمرة زرعها العرب بالقدس نحو 5500 عام! المفارقة أن الإمارات والسعودية تمنعان طيران قطر، العضو بمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، من المرور في أجوائهما في سياسة أقل ما توصف أنها طريقة ملوك الطوائف قبل والتي أدت إلى سقوط الأندلس. وبدأت أزمة حصار قطر بإجراءات متعددة، منها منع طيران الخطوط الجوية القطرية من استخدام أجواء دول الحصار أو التوجه لمطاراتها، مما سلط الضوء على اتفاقية شيكاغو عام 1944 المنظمة لمجال الطيران. وقد أضر الإجراء بحركات تنقل عشرات الآلاف من المسافرين، وحرم آخرين من الوصول إلى وجهاتهم النهائية، ولجأت قطر لمنظمة الطيران الدولي للفصل في هذا الحظر، مع العلم أن المادة الرابعة والثمانين من النظام الأساسي للمنظمة تنص على أنه في حال نشوب نزاع بين دولتين عضوين أو أكثر يتعذر فضه عن طريق التفاوض يمكن أن يبحثه المجلس بناء على طلب أي دولة طرف في النزاع. فوق الكعبة من جهته يقول الدكتور علي القرة داغي، أمين عام اتحاد علماء المسلمين:" هل يُعقل أن يُسمح لطيران العدو الصهيوني بالمرور عبر الأجواء السعودية وصولاً إلى عاصمة التطبيع "أبوظبي"؟! وطائرات قطر الخليجية العربية المسلمة تُمنع من الطيران في الأجواء السعودية والإماراتية؟! زمن العجائب والغرائب والله! اللهم يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قلوبنا على دينك!". ويقول الكاتب السوداني تاج السر عثمان: "بفضل تطبيع بن زايد أصبح بإمكان صديقه من يهود الفلاشا مرور أجواء السعودية عبر الطيران الإسرائيلي المفضل لزيارة حائط المبكى، بينما لا يستطيع جاره القطري من عبور الأجواء ذاتها لزيارة مكةالمكرمة". وقالت وسائل إعلام صهيونية، إن رئيس الموساد يوسي كوهين، وصل إلى الإمارات لإجراء محادثات مع المسؤولين في أبوظبي، وذلك بعد توقيع الطرفين اتفاقية لتطبيع العلاقات. وذكرت قناة "مكان" الصهيونية الرسمية، في وقت سابق، أن كوهين سيلتقي في أبوظبي ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقالت إنه سيبحث مع بن زايد تفاصيل اتفاق التطبيع الذي سيوقَّع عليه لاحقاً في العاصمة الأمريكيةواشنطن. من جانبها، نقلت القناة عن مصدر إماراتي رسمي، لم تسمه، قوله: إن "النية تتجه إلى فتح سفارتين في الدولتين فور توقيع الاتفاقية"، مضيفاً: "من البديهي بالنسبة للطرفين ألا تفتح سفارة الإمارات في مدينة القدس". وتابع أن "العلاقات بين الدولتين سيتم تطويرها في عدة مجالات؛ هي التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي والطبي والثقافي بالمرحلة الأولى، مما سيؤدي حتماً إلى إقامة علاقات دبلوماسية". اتفاقات التطبيع وفي وقت سابق، قالت الإذاعة الصهيونية إن فرقاً من "إسرائيل" والإمارات بدأت ببلورة تفاصيل اتفاقات التطبيع تمهيداً لخوض مفاوضات علنية بين البلدين في أبوظبي. وبعد ساعات من اتفاق الإمارات وكيان العدو الصهيوني على تطبيع كامل للعلاقات بينهما برعاية أمريكية بدأت تظهر خفايا أخرى لهذا الاتفاق، وهو إعادة القيادي المفصول من حركة "فتح" الفلسطينية، ومستشار ولي عهد أبوظبي، محمد دحلان، إلى الساحة السياسية. وبرز اسم دحلان خلال الاتفاق الثلاثي بأنه مهندسه والشخص الذي يقف وراءه، وفق الرئاسة الفلسطينية، إضافة إلى أن تياره في حركة "فتح"، الذي يطلق عليه "التيار الإصلاحي الديمقراطي"، عبَّر عن دعمه للاتفاق الذي لاقى إدانات فلسطينية وعربية. وتسعى كل من السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، والولايات المتحدة والعدو الصهيوني إلى استبدال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بدحلان، وفق مصادر أمريكية وصهيونية. صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية كشفت عن وجود وجه آخر للاتفاق الإماراتي الصهيوني الأمريكي، لم يُذكَر بعد إعلان التطبيع الكامل، وهو إيصال دحلان إلى كرسي الحكم. الصحيفة أكدت أن الخطة الكبرى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والسفاح عبد الفتاح السيسي، هو إعداد "فخ" للرئيس الفلسطيني محمود عباس ولخلفائه المحتملين، وهو ما يعني تقديم دحلان كرئيس للسلطة الفلسطينية. وتعود رغبة هؤلاء في تصدير دحلان كرئيس، وفق الصحيفة الصهيونية، إلى أن المحيط الأقرب من ترامب قد مل عباس، إضافة إلى أن نتنياهو لا يصدقه في أي كلمة، مع معرفة مستشار ولي عهد أبوظبي للمنطقة بشكل جيد. وأردفت "هم سيسمحون لعباس وكبار السلطة أن يتفجروا غضباً، وعندما يغادر، سيتجندون لتنصيب الزعيم الجديد على الكرسي". وإلى جانب ما جاءت به الصحيفة الصهيونية، كشف تقرير صادر عن موقع "دار الحياة" الإخباري ومقره الأردن، عن وجود نقطة كبيرة في الاتفاق للرئيس عباس حول عودة دحلان إلى الساحة السياسية الفلسطينية.