رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من موجة جديدة لفيروس كورونا المستجد ومطالبتها دول العالم بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية والحفاظ على التباعد الاجتماعى، يعلن نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبد الفتاح السيسي عن تخفيف الإجراءات الوقائية، وتلجأ وزارة الصحة بحكومة الانقلاب إلى تقليص وفبركة أعداد الإصابات اليومية المعلن عنها حتى وصلت أمس إلى أقل من مائتى إصابة.. وهو ما أثار تساؤلات حول حقيقة هذه الأرقام فى الوقت الذى قررت فيه صحة الانقلاب إغلاق عدد من مستشفيات العزل الصحى ورفض استقبال المصابين أو علاجهم. كانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من جولة ثانية لفيروس كورونا أكثر شراسة من الجولة الأولى، وشددت على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية وقواعد التباعد الاجتماعي. وقالت المنظمة إنه لا يوجد حل سحري في الوقت الحالي وقد لا يوجد أبدًا لفيروس كورونا. وأعلن تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن رسالة المنظمة التي تم توجيهها للحكومات ولعموم الناس حول العالم هي رسالة واضحة؛ وهي الإلتزام بجميع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحد من تفشي كوفيد 19، مشددًا على أن الكمامات لا بد أن تصبح رمزًا للتضامن حول العالم. وأكد مدير الصحة العالمية أن هناك عددا من لقاحات فيروس كورونا المستجد في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الآن، وأنه على أمل أن يوجد عدد من اللقاحات تثبت بالفعل فعاليتها وقدرتها على حماية ووقاية الناس من عدوى كورونا. وأوضح أن كوفيد 19 هو أكبر حالة طوارىء صحة عالمية منذ أوائل القرن العشرين، لافتًا إلى أن البحث العالمي عن لقاح تاريخي ما زال مستمرا أيضا. وأشار تيدروس إلى أن هناك بعض المخاوف من عدم الوصول إلى لقاح نافع وفعال على المدى الطويل، فمن الممكن أن تكون مدة الحماية والوقاية من كوفيد 19 لبضعة أشهر وليس أكثر من ذلك. موجة ثانية ومع تحذيرات منظمة الصحة العالمية واصل فيروس كورونا انتشاره في أنحاء العالم مسجلاً إصابات يومية جديدة، وأظهرت دراسة أن بريطانيا مهددة بموجة ثانية من تفشي الوباء في الشتاء المقبل، وأنها قد تكون أقوى من الأولى مرتين وذلك إذا تم فتح المدارس دون أن تضع نظاماً أكثر فعاليةً للفحص والتعقّب. وفى فرنسا ومع ارتفاع عدد الإصابات، قالت اللجنة العلمية المختصة بكورونا إنه "من المرجّح بشدة" حدوث موجة ثانية من العدوى في الخريف أو الشتاء. وأضافت اللجنة في بيان نشره الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة "الوضع تحت السيطرة في فرنسا لكنه غير مستقر مع زيادة انتشار الفيروس هذا الصيف. مستقبل الجائحة على المدى القصير هو مسؤولية الناس بالأساس". وتابعت: من المرجح بشدّة أن نشهد موجة وبائية ثانية هذا الخريف أو الشتاء. وفى ألمانيا قالت نقيبة الأطباء سوزان يونا إن البلاد تواجه بالفعل موجةً ثانيةً من تفشي فيروس كورونا، وإن مخالفة قواعد التباعد الاجتماعي تجازف بتبديد النجاحات السابقة في احتواء المرض. 7 أضعاف وحول الأرقام المضروبة لمصابى كورونا اعترف عادل خطّاب عضو اللجنة العليا للفيروسات التابعة لوزارة التعليم العالي بحكومة الانقلاب، أن أعداد الإصابات الفعلية بفيروس كورونا بين خمسة وسبعة أضعاف الأعداد المُعلنة من وزارة صحة الانقلاب. وزعم خطاب فى تصريحات صحفية أن حكومة الانقلاب لا تُخفي الأرقام الحقيقية للإصابات، مرجعا الفارق إلى عدم ذهاب بعض المصابين -ممن لم تظهر عليهم أعراض الإصابة بالمرض- إلى المستشفيات. وأكد أن فيروس كورونا منتشر في المجتمع المصري بأعداد كبيرة للغاية، والكثير من المواطنين حاملون للعدوى، ولا يعانون أعراضا، متوقعا أن تصل أعداد الإصابات بالفيروس إلى عشرة أضعاف الأعداد المعلنة. تجاهل الانقلاب وأرجع أحمد رامي الحوفي أمين صندوق نقابة صيادلة مصر الأسبق، التفاوت بين الأرقام الحقيقية والرسمية لأعداد المصابين والمتوفين إلى تجاهل نظام الانقلاب للجائحة منذ بداية ظهورها. وقال الحوفي فى تصريحات صحفية إن نظام الانقلاب كان سيستمر في تجاهله للوباء، ظنا منه أن الوضع يمكن إخفاؤه لتقليل الخسائر الاقتصادية، لولا ضغط المنظمات الدولية. وأشار إلى أن من ضمن عوامل التفاوت الترويج للوباء باعتباره وصمة، ما جعل المواطنين يميلون لعدم الإفصاح عن إصابتهم أو إصابة أحد من ذويهم، مرجعا السبب إلى عدم الثقة بالنظام الصحي واهتمام دولة العسكر، أو الرغبة في تجنب ما يعتبرونه نوعا من العار الاجتماعي. وأكد الحوفي أن قلة الإمكانيات الطبية اللازمة للكشف المبكر عن المرض أدت لانخفاض حالات التشخيص، حتى إن أخذ مسحات لتحليلها كان يتم بشكل مركزي وكان ظهور النتائج يتأخر لأيام، ما أدى لتدهور حالات كثير وموتها قبل أن تسجل كإصابات بالفيروس. وأشار إلى لجوء حكومة الانقلاب إلى توجيه المواطنين للعزل المنزلي بعد امتلاء المستشفيات بالحالات المصابة، وهو ما أدى لوفاة الناس في بيوتهم من غير رصد رسمي.