تظاهر، السبت 25 يوليو 2020, آلاف الصهاينة مطالبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالاستقالة على خلفية إدارته السيئة لأزمة فيروس كورونا بخلاف تهم الفساد التي تلاحقه. ورفع محتجون لافتات كتب عليها "فاسد، مللنا منك"، و"منفصل" عن الواقع، و"أين الأخلاق؟ القيم؟ يا للخسارة". وطالب المتظاهرون باستقالة نتنياهو، المتهم بالفساد والغش وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا. كما انتقد المحتجون قانونا جرى سنه قبل أسبوع يمنح حكومة نتنياهو صلاحيات خاصة لمكافحة فيروس كورونا حتى يونيو 2021م ويقلل من الرقابة البرلمانية على قرارات الحكومة خلال تلك الفترة. صحيفة "هآرتس" العبرية قالت إن قرابة 5 آلاف تظاهروا أمام مقر إقامة نتنياهو فيما تظاهر نحو ألف أمام منزله في مدينة قيصارية. وأضافت أن نحو 250 تقاطعاً بأنحاء البلاد شهدت احتجاجات مماثلة ضد نتنياهو.
الشرطة الصهيونية نشرت بكثافة عناصرها المجهزة بأدوات مكافحة الشغب، ومنها سيارات المياه العادمة، حسب ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية (خاصة). بدوره، هاجم نتنياهو القناة (12) العبرية (خاصة)، في منشور له عبر "فيسبوك"، لكيفية تغطية القناة للاحتجاجات، واتهمها ب"التغطية المنحازة ضده وتجاهل التهديدات التي يتعرض لها وعائلته بالقتل". وتأتي هذه التطورات ضد نتنياهو بعدما كشف استطلاع للرأي أجرته القناة "13" العبرية (خاصة)، ظهرت نتائجه في 13 يوليو 2020م، ، أن 75% من الصهاينة "غير راضين" عن أداء حكومة نتنياهو، خلال أزمة كورونا. وتكتسب الأزمة داخل الاحتلال أهمية خاصة هذه المرة لأن المظاهرات تتواصل منذ شهرين حيث يتظاهر آلاف الصهاينة أسبوعياً، وفي بعض الأحيان أكثر من مرة خلال الأسبوع الواحد، للمطالبة باستقالة نتنياهو.
يأتي ذلك فيما يواجه رئيس الوزراء اتهامات ب"الفساد"، حيث عقدت المحكمة المركزية في القدسالمحتلة، ثاني جلسات محاكمة نتنياهو، في 19 يوليو، بتهم تشمل "الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال" في 3 قضايا فساد. وفي نوفمبر 2019، أعلن المستشار القضائي للحكومة أفيخاي مندلبليت، قراره تقديم لائحة اتهام رسمية ضد نتنياهو. وحسب تقديرات نشرتها صحف الكيان الصهيوني، يُتوقع أن تستغرق محاكمة نتنياهو بين عامين إلى ثلاثة. وسجلت دولة الاحتلال رسمياً أكثر من 60 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد و455 وفاة، ورصدت مؤخراً أكثر من ألف إصابة جديدة. ويطال الاحتجاج أيضاً الشق الاقتصادي لأزمة وباء كوفيد-19، إذ يتهم عدد من الصهاينة العاطلين عن العمل، أو ذوي الموارد المحدودة، الحكومة بالتقاعس عن مساعدتهم.
تحذيرات من سفك الدماء ويحذّر وزير الأمن الداخلي الصهيوني، أمير أوحانا، من أن التظاهرات المتواصلة ضد رئيس نتنياهو قد تؤدي إلى "سفك الدماء"، مع تصاعد "أجواء الكراهية". وجاءت أقوال أوحانا في تصريح أدلى به لهيئة البث الرسمية، تعليقاً على تظاهرات مساء السبت في عدة بؤر بإسرائيل، شهد بعضها مواجهات مع الشرطة، وإغلاق طرق. كما شهد بعض التظاهرات أعمال عنف من مؤيدين لنتنياهو ضد المحتجين. واعتبر الوزير الصهيوني أن إغلاق المتظاهرين الطرق هو "جزء من العنف ضد الجمهور"، مضيفاً: "أنا قلق من الكراهية التي أراها في الأجواء". وأضاف أوحانا، وهو من حزب الليكود الذي يترأسه نتنياهو: "احتمال كبير أن ينتهي ذلك بسفك الدماء". وشهدت التظاهرات المطالبة رئيس الوزراء بالاستقالة، على خلفية اتهامه في قضايا فساد، وتردي الأحوال الاقتصادية في ظل أزمة كورونا، أعمال عنف من مؤيدين لنتنياهو ضد المتظاهرين. وتَعرَّض أحد المتظاهرين للطعن في رقبته وأُصيب بجروح طفيفة عند مفرق "شعار هنيغيف"، بعد مهاجمة مؤيدين لنتنياهو تظاهرة شارك فيها أطفال، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت. وفي مدينة رمات غان شرقي تل أبيب، توقفت فجأة سيارة، وبدأ ركابها رش رذاذ الفلفل الحار تجاه محتجين، واعتقلت الشرطة أحد المشتبه بهم. وفي القدسالغربية، حيث تظاهر آلاف أمام المقر الرسمي لنتنياهو، اعتقلت الشرطة مشتبهاً به في مهاجمة متظاهر بقارورة زجاجية، وفق المصدر ذاته.
وأدان مسؤولون صهاينة بينهم بيني غانتس وزير الدفاع رئيس حزب "أزرق أبيض" الشريك في الائتلاف الحكومي، الاعتداءات على المتظاهرين. وقال غانتس: "الحقّ في التظاهر مقدَّس، مَن يرفع يده على متظاهرين ويهدّد بالعنف يجب أن يعاقب بشدة، أثق أن سلطات إنفاذ القانون ستضع يدها على المهاجمين ويُحاكَمون". كذلك دعا وزير الخارجية غابي أشكنازي (أزرق أبيض) إلى عدم إبداء أي تسامح مع العنف وممارسيه قبل فوات الأوان، حسب المصدر ذاته. وتسود مخاوف في الأوساط الصهيونية من أن تقود هذه الفوضى والمظاهرات في ظل التراشق بالاتهامات المتبادلة بين الليكود و"أزرق أبيض" إلى فض الائتلاف الحكومي والذهاب نحو انتخابات مبكرة ما يدخل الاحتلال في دوامة جديدة من الانتخابات والتي استمرت عاما كاملا أصابت فيه الكيان الصهيوني بشلل نسبي على المسار السياسي.