قالت تقارير غربية، إن ما يحدث في الهند يستهدف بالأساس أندلسًا أخرى لتهجير ونفي المسلمين، وإن معيار الرضا الحكومي لبقاء المسلمين هو اعتناق الهندوسية. الباحث محمد إسحاق تساءل على تويتر: “هل ستتحرك منظمة التعاون الإسلامية لحماية مسلمي الهند؟.. وهل تمنع دول الخليج تدفق مليارات الدولارات وطرد العمالة إن لم تتراجع الهند؟”، ولكنه أجاب قائلا: “لن يتم”. وسؤال إسحاق جاء بعد أن قالت منظمة هيومن رايتس ووتش عن قانون المواطنة الذي عدلته الهند لمنح جنسيتها إلى ست مجموعات دينية من باكستان وأفغانستان وبنغلاديش-باستثناء المهاجرين المسلمين- بأنه “تمييزي”. وأضافت أنهم سيتمكّنون من الحصول على الجنسية إذا أثبتوا أنهم أقاموا في الهند أكثر من ست سنوات، ويُستثنى المسلمون من القانون. قيادي في الحزب الهندوسي الحاكم يقول علنًا، وبكل وقاحة: "المسلمون ليسوا متساوين مع الآخرين، ولا يستحقون المساواة. إذا تجاوزت نسبتهم أكثر من 30% في الهند، فإن البلد سيكون في خطر". المصيبة أن هؤلاء هم مَن يتّهمون المسلمين ب"الإرهاب والعنصرية" !!! pic.twitter.com/Hk6MAT1PrX — تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) April 7, 2020 تقرير نيويورك تايمز وقالت نيويورك تايمز الأمريكية، إن المسلمين تعرضوا للضرب، وهوجمت مساجدهم ووُصفوا ب"قنابل بشرية"!. وأضافت أن كورونا يعزز الكراهية ضد المسلمين بالهند، بمشاركة مسئولين حكوميين ووسائل إعلام محلية. وأشارت الصحيفة إلى اتهام وزارة الصحة الهندية جماعةً دينية مسلمة بالمسئولية عن انتشار فيروس كورونا، في الوقت الذي انتشرت فيه وسوم تحريضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحت عناوين "قنابل بشرية" و"جهاد الكورونا”. وكشفت الصحيفة اللثام عن تعرض شبان مسلمين للضرب العنيف في الشوارع، كما هوجموا بالمساجد، وطُردوا من بعض الأحياء. وأنه في ولاية بنجاب مثلا، "بثت مكبرات الصوت بمعابد السيخ رسائل تطلب من الناس عدم شراء الحليب من أصحاب مزارع الألبان المسلمين، لأنه يحتوي على فيروس كورونا". وأكد رئيس المركز الإسلامي في الهند خالد رشيد، أنه "لم يكن على الحكومة أن تلعب لعبة اللوم"، مضيفا أنَّ تناول القضايا من منظور ديني في الإحاطات الإعلامية "يخلق انقساما كبيرا”. وحذَّر رشيد من تداعيات هذه الممارسات قائلاً: "قد يموت فيروس كورونا، لكن من الصعب القضاء على فيروس التنافر الجماعي عندما ينتهي هذا الأمر”. أزمة كشمير وفي تقرير آخر لمجلة “تايم” الأمريكية قالت إنه في الهند، يتعرض أكثر من 200 مليون مسلم للعنصرية والاعتداءات المستمرة. وربطت بين ما يتعرض له المسلمون في الهند والأزمة في كشمير، وقالت إن حملة القمع التي تمارسها الحكومة ضد المسلمين في إقليم كشمير، جاءت بعد احتجاجات على قانون الجنسية الجديد (ديسمبر 2019) الذي يمارس التمييز على نحوٍ صارخ ضد المسلمين. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن المعتدين هم من القوميين الهندوس، وأن ذلك بعد تفشي كورونا المستجد، واتهام المسلمين بأنهم يستخدمون الفيروس سلاحًا للفتك بالهندوس، وما صاحب ذلك من انتهاك لحقوق الأقلية المسلمة في البلاد. مسلمون يُقتلون في الشوارع وقالت المجلة إن المسلمين يُقتلون في الشوارع، متسائلة عما يحدث في دلهي، وكانت السلطات الهندية قد ربطت العشرات من حالات الإصابة ب(كوفيد-19) بمجموعة دعوية إسلامية عقدت مؤتمرها السنوي في دلهي في بداية مارس. وأنه مع المخاوف من فيروس كورونا شاع التوتر الديني، وبات المسلمون في مناخ متفاقم خطير، وعنونت الصحيفة “انتقلت الإسلاموفوبيا إلى قلب قضية فيروس كورونا”. وأشارت المجلة إلى حملات على التواصل الاجتماعي في تغريدات الكراهية، وأنها جاءت بعد مذابح دينية نفذها القوميون الهندوس وخلفت 36 قتيلًا من المسلمين في دلهي. وكشفت “تايم” عن أن الأقلية المسلمة – 200 مليون شخص في دولة يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة– تشعر باستهداف متزايد من القوميين الهندوس الذين يحكمون البلاد، وأن المتطرفين الهندوس يستخدمون الأكاذيب وفيديوهات ملفقة على تلك الوسائط بما في ذلك الكاريكاتير لتشويه المسلمين ورمزيات إسلامية كالجهاد. ومن ذلك مثال للاستهداف “جهاد كورونا هي فكرة جديدة مفادها أن المسلمين يستخدمون فيروس كورونا لاستهداف الهندوس”، كما زعمت ثينموزي ساونداراجان، المدير التنفيذي لمجموعة «إكواليتي لابس» المعادية للمسلمين. وأضاف التقرير أن حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي، المهيمن سياسيًا، يشن هجمات تحريضية على المسلمين منذ إعادة انتخابه بأغلبية ساحقة في أبريل من العام الماضي، ويعد فيروس كورونا مجرد «فرصة أخرى لتصوير المسلم على أنه الآخر الخطير». واستعان التقرير بأكاديمي هندي مسلم فند مزاعم “الجهاد السكاني”، وهو مجاز شائع في الخطاب القومي الهندوسي، الذي يدعي أن المسلمين يحاولون تحويل الهند إلى أمة مسلمة من خلال التكاثر بمعدل أسرع من الهندوس. و«جهاد الحب» يدور حول فكرة أن الرجال المسلمين يخدعون النساء الهندوسيات للدخول في علاقات رومانسية من أجل تحويلهن إلى الإسلام. وأشارت المجلة إلى أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي عانت من خطاب الكراهية لسنوات، والذي يزج بها في تشابك صعب وكبير. واعتبرت أن حملة الإبادة الجماعية التي ارتكبها القوميون البوذيون ضد مسلمي الروهنجيا في ميانمار عام 2017 قد سبقتها حملة من خطاب الكراهية على «فيسبوك» تجرد المسلمين من إنسانيتهم. وأضاف التقرير أنه في الهند يخشى النشطاء أن يؤدي وصم المسلمين إلى تفاقم أزمة فيروس كورونا. وقال العديد من المفكرين الهنود في رسالة مفتوحة، نشرت يوم الخميس، مشيرين إلى منطقة دلهي حيث عقد المؤتمر: إن “ملاحقة الأشخاص الذين حضروا تجمع نظام الدين ستكون لها نتائج عكسية على صعيد الصحة العامة. يجب تحديد الحضور دون تجريمهم، ووضعهم في الحجر الصحي وفقًا للمعايير”. جماعة التبليغ من المفارقات الأخرى المتعلقة بالجدل المثار حول جماعة التبليغ– وهو لغطٌ تصاعد في 3 أبريل عندما أعلنت الحكومة الهندية أن بعض أعضاء المجموعة ستوجه إليهم اتهامات بموجب قانون الأمن القومي الهندي بسبب خرقهم للحجر الصحي– هو أنها كانت واحدة من جماعات دينية لا تعد ولا تحصى استمرت في الالتقاء، بعد أن أعلنت الهند إغلاقًا غير متوقع بسبب فيروس كورونا، إلا أنها جذبت الغالبية العظمى من الاهتمام. يقول أبادوراي عن اجتماع جماعة التبليغ: «إنهم لا يختلفون عن أي شخص آخر في الهند وحول العالم تجاوز الحدود فيما يتعلق بالحس السليم، لكن بالطبع تعد الهند مكانًا خطيرًا للغاية بالنسبة للمسلمين، حتى بصرف النظر عن فيروس كورونا. وكان ذلك الاجتماع سببًا في المتاعب التي حدثت الآن».