التقى قائد القوات الأمريكية وقوات الناتو فى أفغانستان، الجنرال سكوت ميلر، وفد المكتب السياسي لحركة طالبان، وناقش الطرفان آلية تطبيق اتفاق السلام الموقع بين الحركة والولاياتالمتحدة، نهاية شهر فبراير الماضي، فى العاصمة القطرية الدوحة. ما الذي تمخّض عنه اجتماع حركة طالبان مع قائد القوات الأمريكية في أفغانستان بخصوص تذليل العقبات أمام تنفيذ اتفاق الدوحة؟ وإلى أين تتجه مسيرة السلام بأفغانستان مستقبلا في ضوء التعقيدات المحلية والمواقف الإقليمية والدولية من تطوراتها؟. وبحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، شكل اتفاق الدوحة الذي تم توقيعه بين حركة طالبان والولاياتالمتحدةالأمريكية منعرجا مفصليًا بين مرحلتين فى الواقع الأفغاني الراهن، فمعه انفتح باب الرجاء واسعا فى سلام ينطلق من خطوات يتزامن فيها الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية من بلاد الأفغان مع ضمانات من الحركة، وكذلك مع البدء فى تبادل لإطلاق صراح الأسرى من طالبان والحكومة الأفغانية. مسار لم يخل من صعوبات، جاء لقاء الدوحة الجديد بين ممثلين عن الحركة وقائد القوات الأمريكية فى أفغانستان للبحث في سبل تذليلها. اللقاء الذي جمع قائد القوات الأمريكية وقوات الناتو فى أفغانستان الجنرال سكوت ميلر بوفد المكتب السياسي لحركة طالبان، ناقش آلية تطبيق اتفاق السلام الموقع بين الحركة والولاياتالمتحدة نهاية الشهر فبراير الماضي، فى العاصمة القطرية الدوحة. وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان، سهيل شاهين، إن الاجتماع ركز على الهجمات وعمليات الدهم التى نفذت فى مناطق مدنية، وطالب المكتب السياسي بوقفها، وهذا أول لقاء بين قائد القوات الأمريكية وطالبان بعد توقيع الاتفاق. من جهته قال المتحدث باسم القوات الأمريكيةبأفغانستان، العقيد سونى ليجيت، إن الجنرال سكوت ميلر، قائد القوات الأمريكية وقوات الناتو بأفغانستان، التقى قادة من طالبان فى الدوحة أمس الجمعة. وأضاف ليجيت أن الاجتماع عقد عبر قناة الاتصال العسكري التي تأسست وفقا لاتفاقية الولاياتالمتحدة وطالبان، موضحا أن المجتمعين بحثوا ضرورة الحد من العنف. من جانبه حمّل سهيل شاهين، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، الحكومةَ الأفغانية في كابل المسئولية عن عرقلة تطبيق اتفاق الدوحة بين طالبان وواشنطن، الذي جرى التوصل إليه نهاية فبراير الماضي. وأضاف شاهين، في مداخلة مع برنامج “ما رواء الخبر” على قناة “الجزيرة”، أن الحكومة الأفغانية أخلت بالتزامها بإطلاق سراح خمسة آلاف معتقل من منتسبي الحركة في العاشر من الشهر الماضي، وفقا لما نصّ عليه الاتفاق. وأوضح شاهين أن الحركة استعرضت مع رئيس القوات الأمريكية، سكوت ميلر، كل العقبات التي وقعت في الفترة الماضية، والتي تعرقل تطبيق الاتفاق خاصة في محاولة للتغلب عليها وتذليلها. بدوره قال كينث كويزمان، كبير الباحثين بمعهد الشرق الأوسط، إن اتفاق الدوحة بين أمريكا وطالبان عبارة عن خارطة طريق لوقف كامل لإطلاق النار، ويسمح لواشنطن بخفض قواتها في أفغانستان، مع ضمان عدم مهاجمة طالبان القوات الأميركية. بدوره رأى إبراهيم فريحات، أستاذ تسوية النزاعات الدولية في معهد الدوحة، أن ظهور عراقيل في تطبيق اتفاق الدوحة بين واشنطن وطالبان كان متوقعا؛ لأن “الشيطان يكمن في التفاصيل”. وأضاف فريحات أن عدم انضمام الحكومة الأفغانية للاتفاق من أبرز التفاصيل التي أدت إلى عرقلة تطبيق الاتفاق، متسائلا: “كيف يتوقع منها الالتزام بالإفراج عن خمسة آلاف من سجناء طالبان؟”. وأشار فريحات إلى أن اتفاق الدوحة تضمن عددا من العيوب، منها أنه لم يحدد آلية للتفاوض بين طالبان والحكومة الأفغانية بعد انسحاب القوات الأمريكية، مضيفا أن أخطر تحد في الاتفاق هو التزام طالبان بعدم تهديد الأمن الأمريكي في أفغانستان. واستبعد فريحات قطع طالبان علاقاتها مع تنظيم القاعدة.