يوما بعد يوم تتجلى جرائم عصابة الانقلاب ضد أبناء الشعب المصري، وتتنوع تلك الجرائم ما بين الاعتقال والإخفاء القسري والتصفية الجسدية والإهمال الطبي داخل السجون وإصدار أحكام هزلية. فعلى صعيد جرائم الاحفاء القسري، تواصل ميليشيات أمن الانقلاب بالقاهرة، إخفاء المواطن علي حسن علي خليفة 55 عاما، وخطيب ابنته محمد صلاح حميده متولي، 25 عاما، طالب بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، لليوم الثامن على التوالي، منذ اعتقالهم من محل إقامتهم بالمرج يوم 9 مارس الجاري، واقتيادهم لجهة غير معلومة حتى الآن. أما علي صعيد المحاكمات الهزلية، فقد قررت الدائرة الأولى، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، برئاسة محمد شيرين فهمى، اليوم الثلاثاء 17 مارس، تأجيل محاكمة 215 شخصا في الهزلية المعروفة إعلاميا بهزلية «كتائب حلوان»، ال جلسة لجلسة 7 إبريل، وذلك بذريعة تعذر حضور المعتقلين. وعلي صعيد جرائم الإهمال الطبي داخل سجون الانقلاب، اشتكت أسرة المعتقل رأفت علي سليمان محمد البطاط، 48 عاما، من تدهور حالته الصحية داخل محبسه بسجن طرة شديد الحراسة، والمعروف باسم "العقرب" بسبب مايتعرض له من إهمال طبي متعمد، مشيرة إلى حاجتة لعملية جراحية (قسطرة في القلب)، وسط تعنت من إدارة السجن في تقديم الرعاية الطبية المناسبة. وأشارت الأسرة إلى تقدمها بطلب لإجراء العملية على نفقتها الخاصة وأودعوا تكلفة إجراء العملية في الأمانات إلا أن إدارة السجن رفضت التصريح له بالخروج لتلقي العلاج المناسب ما يعرض حياته للخطر، مشيرين إلى إجرائه عملية قلب مفتوح وتغيير شرايين قبل إلقاء اعتقاله، وتدهور حالته الصحية بعد اعتقاله في يونيو 2018 جراء الإهمال الطبي المتعمد بحقه. أما على صعيد المخاطر التي يواجهها المعتقلون والمعتقلان جراء انتشار فيروس كورونا ، فقد كشفت مصادر صحفية عن إصابة معتقل في سجن وادي النطرون، بفيروس كورونا، مشيرين إلى نقل المعتقل لمستشفى الحميات بإمبابة ووضعه تحت حراسة مشددة. ونقل موقع "الجزيرة نت" عن مصادر قولها: إن المعتقل تعرض لارتفاع مفاجئ في درجة حرارته مع سعال شديد، وهو ما أثار الشكوك بشأن إصابته بفيروس كورونا، فتم نقله بسيارة إسعاف إلى الوحدة الصحية بوادي النطرون، ولكن نظرًا لضعف إمكانيات الوحدة المحلية تم نقله إلى أحد المستشفيات الحكومية شمال محافظة الجيزة"، مشيرة إلى أن المعتقل "وصل المستشفى بملابس مدنية وليس ملابس السجن، وذلك تحت حراسة مشددة". وأضافت المصادر أن "إدارة المستشفى أخلت الطابق الأول بالكامل، وعقب إجراء الفحوصات تأكد إصابة السجين بفيروس كورونا، وعلى الفور تم تحويله إلى مستشفى الحميات في مدينة إمبابة بمحافظة الجيزة، ويخضع الآن لفترة الحجر الصحي وسط حراسة أمنية مشددة، حيث تم رفع حالة الطوارئ هناك، وإصدار أوامر لإدارة المستشفى بعدم الكشف عن وجود سجين مصاب بفيروس كورونا". من جانبه، كشف فريق "نحن نسجل" الحقوقي، عن ظهور حالات اشتباه بفيروس كورونا بين السجينات داخل سجن القناطر، محذرا من خطورة انتشار المرض بين المعتقلات؛ خاصة في ظل تردي الاوضاع الصحية داخل السجون، وقال الفريق، في بيان لها: "تفاديا لكارثة ربما يسفر عنها فيروس كورونا نكرر مناشدتنا بضرورة القيام بإجراءات وقائية جادة وفعالة في السجون ومقرات الاحتجاز التي تعاني من سوء الأوضاع الإنسانية وتردي الخدمات الأساسية وانهيار البنية التحتية وافتقارها لمعايير الصحة والسلامة بالإضافة إلى التكدس الكبير للسجناء"، مشيرا إلى أنه "ومع تسارع الأحداث وتضاعف أعداد المصابين داخل مصر بدأت المخاوف تتزايد على السجناء ويقترب الخطر منهم خاصة وأنهم يعيشون في بيئة حاضنة بطبيعتها للأمراض". وأضاف الفريق :"حصلنا علي معلومات موثقة تفيد بوجود عدد من السجينات في سجن القناطر النسائي يشتبه في إصابتهن بفيروس كورونا بعد ظهور أعراض الإصابة عليهن، ما تسبب في حالة من الخوف والهلع بين السجينات وموظفي السجن والمستشفى التي بداخله"، مشيرا الي أنه على الرغم من استلام إدارة السجن لأجهزة الفحص المخصصة للكشف على المصابين لم يجرى أي فحص للسجينات حتى ظهور الحالات المشتبه بها ولم يتم فتح تلك الأجهزة منذ استلامها على الإطلاق. واتهم الفريق" إدارة سجن القناطر بعدم تقدير حجم الكارثة العالمية ومدى تأثيرها على الإنسانية بشكل عام وأن عدم إجراءها للفحوصات اللازمة بعد استلام أجهزة الفحص يعد إهمال جسيم يرقى إلى إيذاء متعمد وتهديد لصحة السجينات “سياسي، جنائي” وموظفي السجن على حد سواء". وطالب الفريق الجميع الي "تحمل مسؤولياته تجاه هذا الوباء حتى لا يتفاقم العناء ويستشري الفيروس في أجساد من يعانون من كل داء ولا يسمح لهم بالدواء"، مؤكدا على ضرورة التزام الأجهزة المعنية بالشفافية في التعامل مع الوباء وكذلك في الإعلان عن أعداد المصابين والإجراءات المتخذة حتى لا تفتح الأبواب أمام الشائعات وإحداث حالة البلبلة والذعر بين المواطنين.