من باريس إلى روما ثم أبو ظبي وبالأمس موسكو، كانت أنظار الليبيين تتبع جولات وفودهم بين هذه البلدان والعواصم على أمل أن يشاهدوا بأنفسهم مصافحة حارة بين رجليهم السراج وحفتر، علها تكون شارة السلام المنشود، وكان كثيرون يعلقون الآمال على المبادرة الروسية التركية الأخيرة لوقف إطلاق النار. لكنَّ المفاوضات الماراثونية لم تسجل سوى مشهد عبثي جديد اجتمع فيه أحد الوفود بأصحاب المبادرة على حدة، فيما تقول الأنباء إن اتصالا هاتفيا من أحد أمراء الحرب كان كفيلا بإنهاء اجتماع الآخر وعرقلة أي اتفاق محتمل، ليقرر معه القائد العسكري خليفة حفتر تنفيذ انسحاب تكتيكي أشد عبثية بدعوى إمهاله فرصة اتخاذ القرار المناسب وكان القرار المعتاد الحرب . حيث أشارت تقارير عدة بأصابع الاتهام إلى الإمارات، وأخرى أشارت إلى النظام في مصر؛ استنادًا إلى دورهما الكبير في دعم حفتر وحثه على حسم الخلاف مع الحكومة الشرعية باقتحام العاصمة، فضلا عن مناوئة تركيا التي سعت إلى تحقيق التوازن على الأرض وردع الجنرال وداعميه عن مواصلة تلك الحرب، فكان الرد أيضًا من أنقرة وعلى لسان الرئيس التركي ليؤكد أن بلاده لن تتردد في تلقين حفتر الدرس طالما ثبت للعالم أي الطرفين يريد السلام وأيهما يريد الحرب. وأعلن طرفا النزاع في ليبيا: رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، عن مشاركتهما في مؤتمر برلين المزمع عقده الأحد المقبل لبحث الأزمة الليبية، فيما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن المؤتمر ليس نهاية للأزمة لكنه مجرد بداية لعملية سياسية تقودها الأممالمتحدة. إعلان حفتر حضور المؤتمر جاء بعد لقائه وزير الخارجية الألماني هاي كوماس في ليبيا، أمس، ضمن تحضيرات مؤتمر برلين، والذي دعت إليه 11 دولة هي: الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين وتركيا وإيطاليا والإمارات ومصر والجزائر فضلا عن الكونغو، بجانب فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية بطبيعة الحال، وخليفة حفتر، فيما يسود هدوء حذر في محاول القتال جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، حيث أعلنت قوات حكومة الوفاق التأهب لهجوم محتمل من قبل حفتر بعد رفضه التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في موسكو، وسط اتهامات للإمارات بإفشال جهود التوصل للاتفاق، وحثه على مواصلة القتال لاقتحام العاصمة الليبية وطرد الحكومة الشرعية منها. قناة “مكملين” ناقشت- عبر برنامج “قصة اليوم”- مستجدات الأزمة الليبية واحتمالات انهيار الهدنة الهشة بين طرفي النزاع، بعد رفض حفتر التوقيع على وقف إطلاق النار. وقالت نجاة شرف الدين، عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا: إن مؤتمر برلين المزمع عقده نهاية الأسبوع، أصبح يمثل الأمل للشعب الليبي وللمجتمع الدولي الذي بنى على أساسه حلا لهذه الأزمة. وأضافت أن اجتماع موسكو كان مخيبًا للآمال، ولم يحقق الهدف منه، وأيضا مؤتمر “أقدامس” المنتظر، والذي كان الليبيون يعولون عليه كثيرا، مضيفة أن هدف حفتر الانقلاب على الشرعية ورفض الديمقراطية والدولة المدنية في ليبيا، معربة عن أملها في نجاح مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية. وأوضحت أن الحكومة الشرعية قبلت بكل التفاهمات، رغم أن حفتر هو المعتدي وغير الشرعي، لمصلحة الشعب الليبي ولإنهاء نزيف الدم الليبي، لكنه واصل فرض نفسه وأصر على تحقيق طموحاته وطموحات الدول الداعمة له. وأشارت إلى أن توقيع حكومة الوفاق اتفاقي تعاون مع تركيا حرك المياه الراكدة، ودفع بكل الأطراف الدولية والإقليمية لمحاولة لعب دور في المشهد الليبي، رغم أن حفتر أعلن انقلابه على الشرعية منذ 2014، وظل المجتمع الدولي يشاهد في صمت . هل ستنجح برلين فيما أخفقت فيه موسكو من وقف لإطلاق النار في ليبيا؟!.. عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا تُجيب هل ستنجح برلين فيما أخفقت فيه موسكو من وقف لإطلاق النار في ليبيا ؟!.. عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا تُجيب Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Thursday, January 16, 2020 بدوره قال فراس رضوان أوغلو، المحلل السياسي التركي، إن السراج وحكومته هم “وفد سياسي”، أما حفتر ورفاقه فهم “وفد عسكري”، لذا فهو فاشل سياسيًّا، وهو ما أظهره انسحابه المهين من المحادثات في موسكو، وهو ما يؤكد أنه يفتقد للحنكة السياسية وأنه يتلقى توجيهات من أطراف أخرى. وأضاف أوغلو أن حفتر يعد واجهة حقيقية لمحور خلفه يدعمه ويوجّهه، مضيفا أن حفتر تعمد عدم الموافقة ليس لوجود تركيا في المباحثات، لأنه كان على علم ببنود الاتفاق قبلها بأيام، لكنّ حفتر وداعميه يريدون إطالة أمد المفاوضات. وأوضح أوغلو أن الولاياتالمتحدة تريد للوضع في ليبيا أن يبقى كما هو عليه لا غالب ولا مغلوب، لتفرض شروطها على الطرفين، مضيفا أن تأسيس روسيا قاعدة عسكرية في جنوب ليبيا سيمثل نجاحًا عسكريًّا لها في عمق المتوسط، وسيصبح حلف شمال الناتو محاصرا بقواعد عسكرية روسية، وهذا أمر غير مقبول من واشنطن. قصة اليوم حفتر والسراج.. مع من تقف واشنطن؟ ولماذا دخلت برلين على خط الأزمة الليبية؟.. تابعونا في قصة اليوم Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Thursday, January 16, 2020