“إيه اللي رماك على المُر.. قال اللى أمرّ منه”.. ينطبق هذا المثل الشعبي على آلاف المصريين الذين هربوا من جحيم الفقر إلى أرض الله الواسعة بحثًا عن قوت يومهم، إلا أنّهم اصطدموا بالواقع الأليم في الغربة، فلا حديث عن كرامة المصريين بالداخل والخارج في ظل حكم العسكر، هذا ما كشفت عنه تقارير متتالية نُشرت خلال الأعوام الماضية، والتي أكدت تجاهل صرخات العمال المصريين في الخارج ضد الانتهاكات التي يتعرضون لها. ومؤخرًا انتحر عامل مصري بالكويت، بعدما ألقى بنفسه من الطابق العاشر في محافظة الأحمدي؛ هربا من اعتقال الشرطة له وترحيله. مفاجأة في القصة وكشفت القصة عن كارثة ومفاجأة فى الاتجار بالعمالة المصرية تحت ضغط الحاجة إلى السفر التي يواجهها ملايين المصريين، حيث أكدت تحريات النيابة الكويتية أن سمسارًا وشبكة منتفعين كانوا السبب في وصول عدد كبير من العمال المصريين إلى الكويت دون تأشيرات عمل؛ ما عرضهم للتشرد والبحث عن عمل لفترات طويلة دون أن يتمكّن معظمهم من ذلك، ما أثّر بشكل كبير على ظروفهم المادية والنفسية. وذكرت التحقيقات التي أُجريت مع أصدقاء العامل المتوفّى، عن مفاجآت تمثّلت في أنّ الشركة المعنية “تقاضت منهم مبالغ تراوحت بين 1500 و1700 دينار مقابل إحضارهم إلى الكويت وتركهم عمالة سائبة”. وأكد العمال، خلال التحقيقات، أنهم “استُدرجوا من وطنهم بعقود اكتشفوا لاحقا أنها مزيفة، لتقوم الشركة بتركهم عمالة سائبة، وحينما طالبوا الشركة بالالتزام بالعقود التي تم إبرامها معهم تخلّت عنهم، وبدأت تُضيق الخناق عليهم، وطلبت منهم العودة إلى بلادهم في حال عدم العثور على فرصة عمل”. ولفت المصدر الأمني الكويتي إلى أنَّ “أغلب الوافدين الذين أحضرتهم الشركة وجدوا أنفسهم أمام مشكلة كبيرة فقد دفعوا مبالغ مالية كبيرة، وبعضهم باع كل ما يملك مقابل الحضور، فاضطر البعض منهم إلى العمل المتقطع، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى التفكير في الانتحار وهذا ما حدث فعليًّا”. من الفقر إلى الاستغلال تعتبر الجالية المصرية بالكويت من أكبر الجاليات العربية في البلد الخليجي الذي يقطنه أكثر من أربعة ملايين نسمة، تشكل فيه نسبة الوافدين أكثر من ضعفي عدد المواطنين. وكانت السلطات الكويتية قد أعلنت، الشهر الماضي، عن إجراءات عاجلة بعد نشر شبكة “بي بي سي” البريطانية تحقيقًا عن ظاهرة تجارة رقيق عبر الإنترنت في البلاد. وقالت “بي بي سي”، إن السلطات الكويتية استدعت عددًا من مالكي حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرت الهيئة تحقيقًا أفاد بأن تلك الحسابات تنشر إعلانات لبيع البشر. وأكدت الشبكة، في تقريرها، أن تحقيقًا استقصائيًّا سريًّا أجرته كشف عن أن العديد من الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تستخدم لبيع عاملات منازل كعبيد في الكويت. اعتداءات متكررة تستمر معاناة المصري أينما استقر دون أي رد من جانب سلطات الانقلاب في مصر، التي تركت المصريين نهبًا للجشع والقهر خارج مصر، في نفس الوقت الذي تمارس نفس السياسة داخل حدود البلاد. وقبل فترة استغاث العامل علي السيد علي أحمد، من على فراش العناية المركزة بإحدى المستشفيات السعودية، مطالبًا بحقه بعد الاعتداء عليه وطعنه عدة طعنات من قبل سعوديين بشكل كاد يودي بحياته. وأوضح، خلال فيديو انتشر عبر “فيس بوك”، أنه تم طرده من المستشفى بسبب انتهاء فترة التأمين الصحي. ولم يمض وقت طويل على واقعة اعتداء مجموعة من الأفراد على مواطن مصري في الكويت؛ ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة وقطع في شرايين الساق. ووفقا لصحيفة “الرأي”، تم نقل المصاب إلى العناية المركزة في مستشفى مبارك، عقب إصابته بقطع في شرايين ساقه وجروح عميقة في الرأس، وذلك بعد اعتداء بالضرب تعرض له من قبل شابين بساطور، بسبب خلاف مروري في منطقة السالمية. وشهد عام 2017 تعذيب 15 مصريًا فى ليبيا على يد مسلحين، وإرسال الصور لذويهم طلبًا لفدية مالية كبرى. وتعود الواقعة إلى السابع من يونيو 2017، بعدما كشفت أسرة بمحافظة بنى سويف عن اختطاف نجلها العامل المصري و14 من زملائه في ليبيا على يد مسلحين، طالبوا بفدية مالية كبيرة. أبرز الجرائم ضد المغتربين مؤخرًا – اختطاف وتعذيب 5 مصريين بليبيا من محافظة دمياط من قرية الغنيمية، التابعة لمركز فارسكور. – اعتداء شرطي سعودي على أحد المصريين في شهر يناير 2015. – اعتداء نائب أردني على عامل في مطعم وصفعه على وجهه. – تمزيق مواطن سكندري في جنوب إفريقيا بعد أن اعتدى عليه مجموعة من المواطنين بهدف سرقته؛ ما أدى إلى قطع في الشرايين. – عثور الشرطة الإيطالية على شاب مصري ممزقًا وملقى على الأرض، كشفت التحقيقات عن أن إحدى العصابات الإيطالية قتلته بدافع السرقة.