وسط بكاء الآباء والأمهات على ذويهم الذين قتلوا .. وسط آلام المواطنين الذين شاركوا.. وسط مشهد مهيب خرجت فيه الجثامين وسيطر ذكر الله على الكثيرين من أصحاب القلوب.. خرج هؤلاء صائحين: "يسقط يسقط حكم المرشد"، " والشعب يريد حكم المشير". وإذا ما تم غض الطرف عن انعدام العلاقة بين الهتافات والحالة العامة التي تسيطر على الجميع، فإن "جر الشكل" كان خطة الفلول لإفساد الجنازة الشعبية؛ حيث ظلوا يسبون ويتلفظون بأبشع الشتائم ضد كل من يخالفهم في الرأي، أو حتى صمت ولم يؤيد ما يقولون. حتى إن شابًّا وضع شالًا على ظهره، نصفه علم فلسطين والنصف الآخر مصر، فلاقى ما لاقاه من أبشع أنواع الشتائم والضرب والسحل على الأرض!!، كما اعتدى هؤلاء على مصور ومراسله لأن الفتاة أخبرتهم بأنهم ليس لديهم ما يسمح من الوقت لاستطلاع مزيد من الآراء، إلا أن ذلك لم يعجب أحد الفلول فانقض على المصور وأطاحه به أرضا وظل يضربه، ويقول: "لماذا قطعت التسجيل وسط كلامي وأنا أندد بالرئيس"!!، وأخرى وقفت على مسافة متقاربة تسب وتلعن في الحكومة والرئيس، وتطالب برحيلهم أمام كاميرا إحدى القنوات الأجنبية، فاعترضها واحد وقال لها إننا نسيء لأنفسنا بالخارج هكذا، فتجمع حوله أنصارها وأسمعوه ما لم يسمعه في حياته من الشتائم والسباب. وحتى بعد انتهاء الجنازة ظل هؤلاء يتواصون فيما بينهم على ضرورة الاعتصام اليومي أمام قصر الرئاسة؛ للتنديد بما سيفعله أو لن يفعله الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية- فمهتهم الوحيدة استمرار القلاقل وعدم استقرار البلاد بأي شكل. وفي سياق متصل، عبر الكثير من المواطنين عن استيائهم البالغ عقب ما شهدته جنازة الشهداء من احتكاكات واعتداءات دون مبرره على وطنيين مثلهم، حيث تساءل أحد المشاركين في الجنازة .. هل ما حدث مظهر لجنازة شعبية؟!. وعبرت أخرى عن إصابتها بالذهول، مما يحاول البعض افتعاله دون أي مبرر، فما علاقة المرشد والإخوان أو كل ما يقولونه بجنازة على أبناء مصر، الكل فيها حزين ومتألم، مضيفة: لا أجد أي مبرر غير أن هؤلاء لا قلب لهم، وجاءوا لهدف بعيد كل البعد عن المشاركة في جنازة.