طالب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية بالالتفاف حول الرئيس مرسي والحكومة الجديدة لإنقاذ مصر والارتقاء بها، مؤكدا أن النهضة يسيرة على المصريين، فقد جربناها ونجحنا فيها من أيام محمد علي. ودعا فضيلته إلى الاتصاف بأوصاف المصطفى في هدوء نفسه وحكمة قراره وسلامه مع الناس، والعودة إلى ثقافة آبائنا وأجدادنا السمحة والتي هي ثقافة الإسلام. وأشار مفتي الجمهورية، في خطبة الجمعة بمسجد فاضل بمدينة السادس من أكتوبر، إلى الحادثة المؤلمة التي حدثت يوم الثلاثاء الماضي في مدينة دهشور، والتي تبين مدى الخطورة المجتمعية التي نعيش فيها، في مدينة سالمة آمنة لم تحدث فيها أحداث من قبل. وأضاف المفتي، "حادثة عادية بين أخوين أحدهما مسلم ويعمل كهربائيا والآخر مسيحي ويعمل مكوجيا، حيث أحرق المكوجي قميص المسلم على سبيل الخطأ أو الإهمال، تطورت الأمور وجاء هذا بجماعته والآخر بجماعته من أجل أن يتم العتاب وتطور الأمر وتقاول الطرفان كما كان يحدث في الجاهلية بين الأوس والخزرج". وقال: "هل هي مؤامرة لإشعال الفتنة في الوطن، أيعتدى على ذي عهد في بلادكم والنبي يقول من آذى معاهدا فقد آذاني، أيُرضي ذلك رسول الله؟!!، ما هذا الحمق ومن وراءه؟". وأوضح جمعة أن الأمر أخطر من كونه مشاجرة عادية، حيث أتت عربات النقل لتحمل كل ما في بيوت النصارى فتحرقها، مؤكدا أن ذلك نهب منظم ومدبر، مشيرا إلى أن المصيبة هي لما لم يتحرك الأمن؟، والسؤال هل وصلنا إلى أن جعلنا رجل الأمن صاحب يد مرتعشة لا تقضي على الفساد؟ لماذا؟ لأننا أحلنا رجال الأمن إلى النائب العام، ما هذا؟ نحن في خطر حقيقي". ووجه مفتي الجمهورية عددا من الرسائل الهامة قال فيها: "رسالة إلى رجال القضاء وإلى النائب العام، انقذوا مصر واضربوا على يد المفسدين. ونصيحة لوجه الله نرسلها إلى إخواننا في القطر المصري احموا المسيحيين. ونصيحة لوجه الله نرسلها إلى الإعلام، لا تستعملوا كلمة تهجير المسيحيين، المسيحيون آثروا ترك بيوتهم ولم يخرجوا منها إخراجا قسريا، إنما كانت الحكمة ونصيحة الحكماء للخروج خارج البلد لتجنب سيل الدماء". وشدد على أن كلمة تهجير كلمة سيئة السمعة وهي مصيبة لم يفعلها إلا المشركون في الجاهلية، حينما أخرجوا المسلمين من مكة دون متاعهم وأموالهم، موجهًا رسالة للمسيحيين الذين تركوا بيوتهم، "ارجعوا إلى بيوتكم في حماية المسلمين وفي حماية الأمن. ورسالة إلى رجال الأمن، اضربوا بيد من حديد بالحق والعدل". وأكد مفتي الديار المصرية أن حماية الأقلية المسيحية في مصر واجب شرعا على الأغلبية المسلمة، مطالبًا بمحاكمات ناجزة رادعة عادلة، محذرا من الرفق بالناهبين والمفسدين واللصوص. وتعليقا على انتشار بعض الشائعات حول بناء مسجد على قطعة أرض لمسيحي ليسمى مسجد الشهيد معاذ، أفتى مفتي الديار المصرية أن الصلاة في هذا المسجد، إن وجد، فهي باطلة، فمن صلى في أرض اغتصبت من مسيحي فعليه أن يعيد الصلاة مرة أخرى لأنه لم يؤد الصلاة، الصلاة في الأرض المغصوبة حرام أو باطلة، وقد ذهب الإمام أحمد إلى أنها باطلة.