أكد فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة -مفتي الديار المصرية– في خطبة الجمعة بمسجد فاضل بمدينة السادس من أكتوبر، أن الحادث "المؤلم" الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي في مدينة دهشور، يدق ناقوس الخطر الذي طرق أبواب مدينة سالمة آمنة لم تعرف العنف يوما مثل مدينة دهشور. وأضاف المفتي: "حادثة عادية بين إخوان أحدهما مسلم ويعمل "كهربائي" والآخر مسيحي ويعمل "مكوجي"، حيث أحرق المكوجي قميص المسلم على سبيل الخطأ أو الإهمال، تطورت الأمور وجاء هذا بجماعته والآخر بجماعته من أجل أن يتم العتاب وتطور الأمر وتقاول الطرفان كما كان يحدث في الجاهلية بين الأوس والخزرج".
وتابع: "نشب النزاع، وتوفى أحد المسلمين لا علاقة له بالمشاجرة، فقام أحد المسلمين بضرب مسيحي فحدث هياج تمثل في حرق بيوت المسيحيين، وتنتقل الأخبار، وللأسف الأخبار لم تعد موثقة، أن ملثمين قد دخلوا المدينة".
وتساءل: "هل هي مؤامرة لإشعال الفتنة في الوطن؟، أيعتدى على ذي عهد في بلادكم والنبي يقول من آذى معاهدا فقد آذاني، أيُرضي ذلك رسول الله؟!!، ما هذا الحمق ومن وراءه؟".
وأشار فضيلة المفتي إلى أن الأمر أخطر من كونه مشاجرة عادية، حيث أتت عربات النقل لتحمل كل ما في بيوت النصارى فتحرقها، مؤكدا أن ذلك نهب منظم ومدبر.
وأضاف الدكتور على جمعة "الأمن يستطيع أن يعرفهم، والمصيبة هي لمَ لم يتحرك الأمن؟، والسؤال هل وصلنا إلى أن جعلنا رجل الأمن صاحب يد مرتعشة لا تقضي على الفساد؟، لماذا؟، لأننا أحلنا رجال الأمن إلى النائب العام، ما هذا؟، نحن في خطر حقيقي".
ووجه مفتي الجمهورية عددا من الرسائل المهمة قال فيها :" رسالة إلى رجال القضاء وإلى النائب العام، انقذوا مصر واضربوا على يد المفسدين، ونصيحة لوجه الله نرسلها إلى إخواننا في القطر المصري احموا المسيحيين".
وواصل: "نصيحة لوجه الله نرسلها إلى الإعلام، لا تستعملوا كلمة تهجير المسيحيين، المسيحيين آثروا ترك بيوتهم ولم يخرجوا منها إخراجا قسريا، إنما كانت الحكمة ونصيحة الحكماء للخروج خارج البلد لتجنب سيل الدماء، كلمة تهجير كلمة سيئة السمعة وهي مصيبة لم يفعلها إلا المشركون في الجاهلية، حينما أخرجوا المسلمين من مكة دون متعاهم وأموالهم".
رسالة للمسيحيين الذين تركوا بيوتهم، ارجعوا إلى بيوتكم في حماية المسلمين وفي حماية الأمن. ورسالة إلى رجال الأمن، اضرب بيد من حديد بالحق والعدل.
وأكد المفتي أن حماية الأقلية المسيحية في مصر واجب شرعا على الأغلبية المسلمة، وطالب فضيلته بمحاكمات ناجزة رداعة عادلة، محذرا من الرفق بالناهبين والمفسدين واللصوص.
وتعليقا على انتشار بعض الشائعات حول بناء مسجد على قطعة أرض لمسيحي ليسمى مسجد الشهيد معاذ، أفتى مفتي الديار المصرية أن الصلاة في هذا المسجد، إن وجد، فهي باطلة، فمن صلى في أرض اغتصبت من مسيحي فعليه أن يعيد الصلاة مرة أخرى لأنه لم يؤد الصلاة، الصلاة في الأرض المغصوبة حرام أو باطلة، وقد ذهب الإمام أحمد إلى أنها باطلة.
وطالب الدكتور علي جمعة من المصريين الالتفاف حول الحكومة الجديدة وحول الرئيس الجديد لنرتقي بهذا البلد التي تستحق الكثير، فالنهضة ليست بجديدة على المصريين، فقد جربناها ونجحنا فيها من أيام محمد علي باشا جمال عبد الناصر.
ودعا فضيلته إلى الاتصاف بأوصاف المصطفى في هدوء نفسه وحكمة قراره وسلامه مع الناس، والعودة إلى ثقافة آبائنا وأجدادنا السمحة والتي هي ثقافة الإسلام.