أكد سليم عزوز الكاتب الصحفى أن السيسي يقفز خطوة للأمام، دون أن يعلم أنها قفزة للمجهول ، عندما أعلن استعداده خوض الانتخابات الرئاسية، إذا طلب منه الشعب ذلك، وإذا حصل على تفويض من القوات المسلحة!. وقال عزوز فى مقاله بصحيفة "الراية" القطرية : السيسي قطع الطريق على دوائر الانقلاب الإقليمية والدولية، التي رأت أن الرجل قد انتهت مهمته باعتباره "مقاول" هذا الانقلاب، "من الباطن"، ولعل اللافت أن إسرائيل هي التي تدفع واشنطن إلى الآن من أجل تأييده رئيساً، كما جرى تأييده منقلباً على الرئيس الذي رقّاه رتبتين عسكريتين وجعله وزيراً للدفاع بدون مطلب من المؤسسة العسكرية وأضاف: لم يكن لدى "المقاول" الرسمي للانقلاب، إقليمياً وغربياً، مانع في أن يصبح السيسي رئيساً لمصر، فهو تتوفر فيه المواصفات العالمية للرئيس التابع، ما يجعله الأفضل، إذا اعتبرنا أن الرئيس ينبغي أن يحقق المصالح الأمريكية في المنطقة وأن يحافظ على المصالح الإسرائيلية، كما ينبغي أن يحافظ على مصالح دول عربية بعينها، هي التي رعت هذا الانقلاب وأنفقت عليه، لكن تبدو المشكلة في أن هذه المصالح لن تتحقق إلا في ظل حالة من الاستقرار، وقد تأكد للجميع أن وجود السيسي في المشهد لن يكون جالباً له، ولو بعد الاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية، فقد ينقذ الاستفتاء والانتخابات سمعة حلفائه في البيت الأبيض بالشكل الديمقراطي الذي تحقق، لكن هذا الشكل لن يهضمه المصريون الرافضون للانقلاب وبالتالي لن يتحقق الاستقرار المنشود وتابع: الإدارة الأمريكية قلبها ميت، وهي لا تأس على الحب العذري، وبالتالي فإن الفريق السيسي بالنسبة لها فعَل ما يستطيع فعله، وليس لديه ما يقدمه، لاسيما وأن المطلوب هو تحقيق الاستقرار الآن وهو استقرار يراد له أن يكون على قواعد نظام مبارك، فيكون الإخوان جزءاً من المشهد، وليس المشهد كله، وليس في قدرة الإخوان، أن يدخلوا أي تفاوض مع سلطة على رأسها السيسي، لأن هذا سيجعلهم يحكمون على أنفسهم بالإعدام، وعلى الجماعة بالخروج من التاريخ، لأن الشارع الثوري الآن هو الذي يقود حركة الرفض، ولم يعد هو الشارع الذي ينتظر إشارة من القائد الميداني فيهتف، أو ينصرف. وأوضح عزوز في مقاله ان العاطفة ربما تحكم أداء الدوائر العربية، وهي صاحبة الرأي القائل: فليستمر السيسي وزيراً للدفاع ويلفت نظره عن فكرة الترشح لرئاسة الجمهورية، وهذا أخف الضررين، لاسيما وأن منصب وزير الدفاع بات محصناً، ومن يشغله سيستمر فيه ثماني سنوات وأشار إلى أن فاتورة السيسي رئيساً مرتفعة، ولا قبل لدول الخليج كافة على دفعها، والسيسي طلب من دوائر الانقلاب عربياً 120 مليار دولار، لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في الأمد المنظور، كما لو كانت المليارات يعثرون عليها يومياً على شاطئ الخليج، وعندما سَمِع تململاً، قال إنه يحتاج 30 مليار دولار بشكل عاجل، قبل أن تفلت الأمور من يديه!. وأكد أن الثورة المستمرة في الشارع، ولن تمكن جماعة الانقلاب من أن ينجحوا إن كانت لديهم رغبة في النجاح، أو تصور لهذا النجاح، وإن كان كل ما سمعناه من خطط وبرامج للفريق السيسي وغاية تصوره لحل الأزمة الاقتصادية، يتمثل في رفع الدعم، لتباع السلعة بثمنها، ولا دور للدولة، التي يراد لها أن تكون "سوبر ماركت" كبيراً وختم :في ورشة عمل شاركت فيها مؤخراً، قلت إنني مؤمن بأن الانقلاب قد فشل، لكني أتخوف من إعادة تدويره، بتحميل السيسي كل الاتهامات من قتل المتظاهرين، إلى الانقلاب على الرئيس، ونجد أنفسنا أمام مرشح من دوائر الانقلاب يكون خلافنا معه سياسياً، على العكس من السيسي الذي يقوم خلافنا معه وفق نصوص القانون الجنائي!.