حذّرت شخصيات دينية ووطنية من خطورة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وتلة باب المغاربة، وفرض أمر واقع جديد في المسجد، وذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ، اليوم الثلاثاء، في المسرح الوطني الحكواتي ، بعنوان هجمة شرسة على المسجد الأقصى . وقال المحامي خالد زبارقة مدير مؤسسة القدس للتنمية والذي تولى إدارة المؤتمر الصحفي: لا شك أن الاحتلال الإسرائيلي يسعي ليل نهار وبكل ما أوتي من قوة وإمكانيات، هو ومن خلفه المشروع الصهيوني العالمي، إلى فرض أمر واقع في المسجد الأقصى المبارك وتهويده، كما يسعي في نهاية المطاف إلى هدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم . وأكد رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح في المؤتمر الصحفي أن من يتابع اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي يجد أن من أخطرها أنه يعتبر نفسه بمرحلة عد تنازلي ما قبل بناء هيكل اسطوري كذاب على حساب المسجد الأقصى. وقال لقد كشفت مؤسسة الأقصى قبل أيام متابعة الاحتلال هدم طريق المغاربة، هذا يعني أن الاحتلال ضرب بعرض الحائط كل اعتراضات اليونسكو والاحتجاجات العربية والإسلامية والأردنية والفلسطينية . وأضاف صلاح، وما زال الاحتلال يواصل جريمته بهدف فتح باب النبي التاريخي المغلق كي يصل من خلاله إلى مصلى البراق أحد أبنية المسجد الأقصى نحو تهويد هذا المكان، كما يهدف إلى فتح باب يقود إلى شبكة الأنفاق التي تقع تحت المسجد الأقصى من منطقة باب المغاربة، وتحويل جزء منها إلى فراغ واقع في طريق باب المغاربة ما يسميه بالتزوير حائط مبكى لليهوديات . وتطرق إلى أن الاحتلال صرح أنه يقوم في شهر يونيو من هذا العام بأخطر حفريات ينفذها منذ 150 عامًا، والبدء بتنفيذ مشروع وهو إقامة 8 أبنية يعتبرها مرافق لهيكله المزعوم سيبنيها حول محيط المسجد الأقصى، كما يواصل الاحتلال بناء 9 حدائق توراتية تبدأ من سلوان وتنتهي في قرية العيسوية. وأشار صلاح إلى أن الاحتلال يواصل كذلك بناء قبور وهمية في جبل الطور ووادي سلوان ووادي الربابة بهدف تعميق تهويد المحيط القريب جدا حول المسجد الأقصى ، موضحًا أن في الأعوام الماضية كان الاحتلال الاسرائيلي يحرص مليون مرة بعدم اقتحام للمسجد الأقصى المبارك بشهر رمضان. ولفت إلى أن ذلك كله يرافقه تغطية إعلامية عبرية إسرائيلية بتبجح، وأصبحت الدعوات واضحة وصريحة تدعو إلى التعجيل الفوري لتمكين بناء الهيكل الأسطوري الكاذب على حساب الأقصى، حيث بدأت تعقد اجتماعات رسمية في مبني الكنيست الإسرائيلي تدعو إلى بناء هيكل كذاب على حساب المسجد الأقصى المبارك . وتساءل صلاح: هل العالم العربي والإسلامي والمجتمع الفلسطيني على معرفة بأن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتحقيقات بوليسية مع أهلنا في داخل المسجد الأقصى المبارك، وهل يعلم بأن الاحتلال الإسرائيلي بدأ يكتفي بإصدار أوامر شفاهية لمنع المواطن المقدسي والفلسطيني من دخول المسجد الأقصى المبارك مع تحديد المدة الزمنية ، وأوضح بأن الاحتلال بدأ يتصرف بالمسجد الأقصى المبارك وكأنه (بجيبه الصغير). وحول الدور المطلوب من الأمة الإسلامية والعالم العربي حيال ما يواجهه الأقصى، قال الشيخ رائد صلاح: نحن ننتظر من الأمة المسلمة والعالم العربي الرسمي والشعبي بالإعلان عن مشروع تحرير القدس والمسجد الأقصى لمواجهة مشروع الاحتلال الإسرائيلي الذي ينفذه لتهويد القدس وبناء هيكله المزعوم . وأضاف صلاح، نطمع أن نفرح بيوم من الأيام بالمصالحة الفلسطينية، التي يفرح فيها ابن الشارع الفلسطيني في غزة ونابلس وجنين والقدس ورام الله، وناشد بتجديد سريع وفعال قوي وشجاع لدور الفصائل الفلسطينية خاصة في القدسالمحتلة. وتطرق مسئول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر إلى الوضع الفلسطيني والمؤشرات التي تؤدي إلى معاناة الفلسطينيين وهي الانسداد في الأفق السياسي والانسداد في عملية المصالحة والوضع الاقتصادي الصعب والسلطة الفلسطينية على وشك الإفلاس. ونوه عبد القادر بأن إسرائيل تستغل حالة الربيع العربي في خلق وقائع جديدة وتغيير اللعبة، وقال: إسرائيل تريد أن تحسم معركة القدس من خلال خلق وقائع جديدة، وبالتأكيد المسجد الأقصى هو رأس الحربة . وأضاف، المسجد الأقصى يشهد هذه الفترة مخططا ممنهجا في فرض وقائع من خلال الاقتحامات المكثفة، وهي ليست زيارات بل مقدمة لاقتحام واسع النطاق، وخاصة أن الأجهزة الإسرائيلية تقتحم الساحات بشكل منظم. وحذر عبد القادر من الخطر والواقع الحقيقي في المسجد الأقصى ، مؤكدا أن المسجد خط أحمر وعصب حساس وأي مساس فيه له تداعيات خطيرة وكارثية، وإسرائيل تتحمل مسئولية ذلك. وقال عبد القادر: نأسف أن السلطة الوطنية مقصرة حيال القدس، لأنها لا تضع القدس على رأس سلم الأولويات ، وطالبها بتحمل مسئوليتها السياسية والوطنية والمالية في دعم صمود المواطنين المقدسيين، والإعلان رسميا أن اتفاق أوسلو فشل ...!! لا أعرف لماذا هي متمسكة بهذا الاتفاق ...؟ وحمل المسئوليات للأمتين الإسلامية والعربية والشعوب العربية، وأكد أن المقدسيين صامدون وهم يدافعون عن مدينتهم ومسجدهم. وكشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ، قبل بدء كلمات المتحدثين في المؤتمر، عن استكمال هدم طريق باب المغاربة والدعوات الإسرائيلية إلى هدم الأقصى وتسريع بناء الهيكل المزعوم وتصعيد حدة الاقتحامات على المسجد وأداء المستوطنين لشعائرهم الدينية في ساحات المسجد، من خلال عرض تقرير مصور يبرز هذه الانتهاكات.