حسام عيسى -وزير التعليم العالي في حكومة الانقلاب العسكري الدموي- أحد أبرز الموالين للانقلاب على الشرعية، حيث إنه انقلب على كل مبادئه التى طالما أوهم الجميع بالنضال من أجلها فى كل العصور، من أجل الحصول على منصب وزير التعليم العالي، ونائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة الانقلاب المؤقتة. ومفارقات وتناقصات "عيسى" كثيرة جدًّا، نذكر منها أنه قد تقدم الصفوف الأولى فى مظاهرات كثيرة ضد المخلوع حسني مبارك والمجلس العسكري والرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، مؤكدًا حق التظاهر لكل مواطن، ولكنه اليوم كان أول المؤيدين لقانون التظاهر، ومن المباركين لدور شرطة الانقلاب فى قمع التظاهرات. كما أن "عيسي" -الذي ينتمى للتيار الناصري- عرف بالمدافع الشهير عن حقوق الطلاب فى التظاهر دون قمع أو إرهاب، ولكنه بعد الانقلاب هو نفسه الداعى الأول لقمع تظاهرات الطلاب، وأول من أعطى الضوء الأخضر للشرطة بضرب الطلاب داخل الحرم الجامعي، وعلى الرغم من سقوط قتلى من الطلاب إلا أنه دائمًا يكون أكثر المبررين لممارسات شرطة الانقلاب العسكري، حيث إن صاحب التصريح الشهير "إن الشرطة تستخدم رصاص "بيلسع بس ما بيموتش" ضد الطلبة، تعليقًا على قتل ميليشيات الانقلاب طالب كلية الهندسة جامعة القاهرة. و"عيسى" كان فى الماضى من المناضلين المنادين بإلغاء الحرس الجامعى داخل الجامعات، وها هو اليوم بعد الانقلاب على الشرعية لا يكتفى بالحرس بل يسمح لضباط أمن الدولة والشرطة باستباحة الحرم الجامعى وقتل الطلاب والطالبات وسحلهم واعتقالهم داخل الجامعات. ولعل ما شهدته جامعات مصر بصفة عامة، وجامعتى الأزهر والقاهرة بصفة خاصة على مدار الشهور الماضية منذ بدء العام الدراسى من ممارسات قمعية وتصفية جسدية للطلاب المناهضين للانقلاب خير شاهد على جرائم هذا الوزير الإنقلابى، فقد كشف تقرير للاتحادات الطلابية المصرية أن عدد ضحايا الانقلاب من الطلاب قدر بأكثر من 213 طالبًا وطالبة، وأن ما تم التحقق منهم 141 فقط حتى الآن، فيما تجاوز عدد الطلاب المعتقلين ال530 طالبًا وطالبة، وما تم التحقق منهم 365، بينهم 3 حالات وفاة أثناء الاعتقال. وأوضح التقرير -الذي وقع عليه اتحاد 15 جامعة حكومية- أن جامعة الأزهر حظيت بالنصيب الأكبر من عدد الضحايا والمعتقلين ثم جامعة القاهرة ثم المنصورة.