الدكتور محمد بديع -المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.. أحد أبرز الشخصيات المساهمة بقوة فى استمرار الحراك الثورى فى الشارع على مدار ستة أشهر متواصلة منذ الانقلاب العسكرى الدموي على الشرعية في 3 يوليو الماضي. وضع بديع كلمته الشهيرة "سلميتنا أقوى من الرصاص" منهجًا للثورة والثوار لم ينحرفوا عنه طوال هذه المدة بالرغم من قمع وإستبداد ميليشيات الانقلاب الغاشم, ولم تقتصر دعوته السلمية للثوار فحسب بل كان أول المباركين للمبادرات للخروج من الأزمة السياسية التي جاء بها الانقلاب وقادته، حيت كانت أبرز تصريحاته بعد الإنقلاب هى قوله: "رغم المرارة التي نتجرعها جميعا فإننا على استعداد لقبول مبادرات المخلصين التي تدعو لعودة الشرعية الكاملة رئيسا ودستورا ومجلس شورى وبعدها يدير الرئيس حوارا عاما بين جميع القوى الوطنية، تتم فيه مناقشة كل الموضوعات الخلافية وإجراء مصالحة وطنية، حرصا على مصلحة الوطن العليا وحقنا لدماء الشعب المصري، وخروجا من النفق المظلم الذي حشرنا فيه الانقلاب العسكري، وكاد يصل بالبلد إلى حافة الهاوية وسبيل الهلاك " وعلى الرغم من صراحة دعوته للسلمية وإعلاء مصلحة الوطن إلا أن الإنقلابيين زجوا بالدكتور بديع فى معتقلاتهم بتهم ملفقة بداعي التحريض على العنف والقتل ولم يكن ذلك هو فقط الثمن الذى دفعه المرشد بسبب رفضه للانقلاب ودعوته لمناصرته الشرعية بل كان هناك ثمن أخر أكثر شدة وهو إستشهاد ابنه الأوسط مهندس الكمبيوتر عمار محمد بديع "38 عاماً"، بسبب إصابة برصاصة أثناء مشاركته في الاحتجاجات بميدان رمسيس عقب مذابح فض ميداني رابعة العدوية والنهضة. تضحيات متواصلة تعرض الدكتور بديع على مدار عام من حكم الدكتور محمد مرسى من للكثير من محاولات التشويه ولإدعادات الباطله بأنه هو من يحكم مصر, كما تعرض مكتب الإرشاد لهجمات غير مسبوقة على مدار التاريخ تتنوع ما بين حصار وإقتحام وحرق ونهب للمحتويات على مرأى ومسمع من أجهزة الأمن المتخاذلة. ورغم ذلك لم يخرج من المرشد العام تصريح يحض على العنف أو يدعو الى المواجهة بل كانت جميع تصريحاته تدعو إلى نبذ العنف والخلافات وإعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الخاصة وهى الدعوة التى إستمرت حتى بعد الإنقلاب حيث كان أخر ما كتبه قبل الإعتقال :" إنني أنادي كل وطني غيور وكل مخلص لأمته ووطنه إلى التوحد خلف الشرعية الحقيقية، لنحمي حرية كل المصريين ومقدسات كل المصريين، مسلمين ومسيحيين، في مواجهة من لا يخافون الله، أما من يخاف الله فلا يخاف منه أحد، فلا دنيا لمن لا يحيي دينًا، ومن لم يحترم دينه ومقدساته لن يحترم لا دين ولا مقدسات ولا حرمات أي دين آخر، ومن خان عهده مع الله لن يفي بعهده مع أي إنسان" وهوما إعتبره الإنقلابيون تحريض على العنف وسارعوا بتلفيق له تهم التحريض على العنف وقامت بالفعل ميليشيات الانقلاب فجر الثلاثاء 20 أغسطس الماضي بإلقاء القبض عليه وتعمد إهانته والإعتداء عليه أثناء التحقيقات ولكنه كان أكثر صلابة وشجاعة من المحققين حتى أن مدير مصلحة السجون وصفه بالعنيد والصلب. ورفض المرشد تحقيقات النيابة العامة معه مؤكداً أن كل التهم التي وجهت له باطله وملفقة، وأكد لوكلاء النيابة أنه لا يعترف بالانقلاب العسكري على الشرعية وطالبهم بالتحقيق في مقتل الآلاف من المصريين السلميين في مذابح الحرس الجمهوري والمنصة ومجازر الفض بميداني رابعة العدوية والنهضة ورمسيس. وفي أول تصريح له من داخل محبسه قال الدكتور بديع: "يظنون أنهم بإمكانهم القضاء علي الإخوان.. فأقول لهم نحن بالسجون من عهد عبد الناصر.. زال الظالمون وبقيت دعوة الاخوان .. حرقوا بيتي و قتلوا ابني واعتقلوني و كالوا لي تهما ظالمه..ظانين بذلك أنهم سيثنونا عن الطريق .. فأقول لهم ..كلا .. ضحينا وعلي استعداد أن نضحي أكثر من أجل وطننا .. فهم .. يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره و لو كره الكافرون .. سنقدم كل ما نملك وأرواحنا فداءاً لهذا الدين و الوطن .. فالله أكبر وتحيا مصر. يذكر أن إعتقال المرشد بعد الانقلاب لم تكن هي المرة الأولى فقد سبقها مرات ثلاث سابقة لم يقل فيهما عناد وصلابة, الأولى عام 1965 حيث حكم عليه بخمسة عشر عاماً مع الأستاذ سيد قطب قضى منهما 9 سنوات وعاد لعمله بجامعة أسيوط ثم نُقل إلى جامعة الزقازيق، وسافر بعدها لليمن حيث أسس هناك معهدها البيطري، وعاد بعدها إلى جامعة بني سويف 1974. الثانية في قضية الدعوة الاسلامية ببنى سويف والتى حكم فيها عليه بالسجن لمدة 75 يوما والثالثة في قضية النقابيين سنة 1999 حيث حكم عليه بالسجن 5 سنوات قضى منهما ثلاث سنوات وثلاث أرباع السنة وخرج عام 2003.