"تقليص سرعة الهجمة له استخدامه في كرة القدم".. أعتقد أن فاروق جعفر لو قرأ هذا لمات فورا. لكني أملك أسبابي للاعتقاد بأن الأهلي يحتاج لإطالة زمن احتفاظه بالكرة ضد الترجي في نهائي أبطال إفريقيا. شاهد ايضا * الجهاز الفني للأهلي يحارب خوف اللاعبين من الترجي؟ * تقرير تونسي - التشكيل الأقرب للترجي أمام الأهلي * 5 حقائق عن الترجي قبل مواجهة الأهلي * كواليس فندق الأهلي - شديد يرافق حمدي .. وعاشور الضاحك الوحيد بداية لا أعني هنا أن الأهلي عليه تقليص سرعة هجماته طوال اللقاء. لكن على الفريق الأحمر تعلم كيفية التحكم في إيقاع اللعب خلال بعض فترات المباراة ليقلص فرصة الترجي في تسجيل هدف قد يكون حاسما. فمنذ تولى حسام البدري المسؤولية وهو يعتمد على اللعب المباشر جدا. سرعة كبيرة في الهجمة لمباغتة الخصم. جناحان هجوميان جدا، وهذا الاسلوب جعل الأهلي يحقق معدلا أعلى في خلق فرص. وصحيح أنه كلما زادت سرعة الهجمة زادت خطورتها، لكن في الوقت نفسه زادت فرص ضياعها وذهاب الكرة إلى الخصم ليبدأ هو هجمته. وأمام الترجي، في بعض فترات المباراة يجب على الأهلي أن يفضل الاحتفاظ بالكرة عن المغامرة بأن تذهب للفريق التونسي ليهاجم بها. لماذا؟ هناك فرق تلعب بدفاع متقدم High Back line، أي أن الخط الخلفي يتمركز على بعد كبير من الحدود الخارجية لمنطقة الجزاء من أجل فرض المزيد من الضغط على الخصوم.
مع الدفاع العميق.. تشيلسي احتفظ بالكرة 28% فقط، لكنه تأهل هذه الفرق مثل برشلونة، تكون مواجهتها أفضل بالتمريرات البينية المباشرة في العمق، لأن المساحات تكون كبيرة خلف الخط الخلفي وبالتالي فرصة وضع مهاجم منفردا كبيرة، كما فعل ريال مدريد في السوبر مثلا. وهناك فرق تلعب بدفاع عميق deep، أي أن الخط الخلفي يتمركز داخل منطقة الجزاء ليفرض المزيد من الكثافة العددية وإغلاق المنافذ أمام مهاجمي المنافس. مثال على هذا الاسلوب تشيلسي أمام برشلونة الموسم الماضي، وتكون مواجهة تلك الفرق بفتح الملعب على مصراعيه لخلق مساحات بين المدافعين يمكن التمرير بينها، مع كثافة هجومية لاقتناص فرصة. أما الترجي، فيقف في المنتصف بين الطريقتين، وهو ما يناسب جدا نوعية المباريات التي تحتاج لأداء دفاعي مع عدم تقهقر كبير حتى تظل فرص التهديف قائمة. الترجي لا يلعب بخط دفاع عالي لأنه لا يحتاج في المباريات النهائية للتهديف بقدر ما يحتاج لعدم استقبال أهداف، ولا يلعب بدفاع متأخر فيه عمق حتى لا يمنح منافسيه فرصة التحكم الكامل في إيقاع اللعب، ولأن دفاعه ليس مثاليا وبه مشاكل في الضغط بالنسبة للهشيري والتغطية العكسية للظهير الأيسر خليل شمام. وتلك الخطة أبرز من يقدمها بروسيا دورتموند، خطه الخلفي يقف خارج منطقة الجزاء لكن ليس بمسافة كبيرة. تكون النتيجة أن الخصم يتهور، فيهاجم ويكشف مساحاته، فقط ليخسر الكرة ويستغلها دورتموند لأنه ليس متراجعا جدا، بل حين يقطع لاعبوه الكرة يكونون بمقربة من منطقة جزاء المنافس، بالتالي هجماتهم خطرة.
دورتموند أبرز نموذج لأسلوب لعب الترجي هذا حدث لريال مدريد وهو يخسر من دورتموند في ألمانيا، وساعد فيه وجود مايكل إيسيين في مركز الظهير الأيسر طبعا، وهو ما سنتطرق له لاحقا. وأحيانا يشعر الخصم بأن دورتموند يهاجم بشكل ضاغط، فيخشى هو أن يفتح خطوطه وبالتالي تنخفض فرصه في التسجيل داخل الشباك الألمانية، وهو ما حدث لأياكس أمستردام وخسر بسببه. كيف يتفادى الأهلي مكر الترجي؟ حتى ينجح الأهلي في مواجهة اسلوب الترجي، عليه أن يجد الطريقة التي يدفع بها الخط الخلفي للوراء ويجبره على ذلك، ليأمن شره وبالتالي يتفادى هدف مزعج في مصر قد يكون تعويضه صعبا في تونس. وليتحقق ذلك على الأهلي أن يحتفظ بالكرة لفترة أطول مما يحدث حاليا في ظل استخدام خطة 4-2-3-1. الحل الأول، إشراك عدد أكبر ممن يجيد الاحتفاظ بالكرة على حساب من يركض بها، أي أن الدفع بعبد الله السعيد ومحمد أبو تريكة معا قد يكونا حلا جيدا للأهلي في مباراة الترجي. السعيد مع أبو تريكة في وسط الملعب سيجعل فرص الأهلي في الاحتفاظ بالكرة تزيد، وكلما زاد وقت احتفاظ الفريق الأحمر بالكرة في الهجمة تراجع دفاع الترجي للوراء.
الترجي لا يلعب بخط دفاع عالي لأنه لا يحتاج في المباريات النهائية للتهديف بقدر ما يحتاج لعدم استقبال أهداف، ولا يلعب بدفاع متأخر فيه عمق حتى لا يمنح منافسيه فرصة التحكم وكلما تراجع دفاع الترجي للوراء، كلما ابتعد مهاجمو الفريق التونسي عن مرمى الأهلي وباتت مرتدات الضيوف أقل خطورة على شريف إكرامي. الحل الثاني أمام البدري هو تحريك وليد سليمان من وقت لأخر ناحية اليمين، لأن قدمه اليسرى ستجبره على الدخول لعمق الملعب، ما يحوله من جناح لصانع لعب، يمنح فريقه مزيدا من الوقت أثناء الهجمة. كذلك ربما على البدري تحريك غالي أثناء مشاركته في الهجمات بعيدا عن مناطق ضغط وسط الترجي لأن لأن إبداع لاعب توتنام هوتسبر السابق فيه مغامرة أحيانا تكلف الفريق الأحمر فقدان الكرة في المنتصف. صحيح أن تحريك غالي بعيدا عن مناطق ضغط الترجي يعني أن اللاعب سيعاني في صنع الفرص التي اعتاد على خلقها للأهلي، لكن النجم الحقيقي صاحب الخبرة يستطيع التكيف على الوضع. إبعاد أفول المشكلة الثانية التي يواجهها الأهلي، وبات الجميع يعرفها هي هاريسون أفول الجناح الأيمن للترجي والذي سيلعب أمام منافس بقدمين مرتعشتين، سواء كان شريف عبد الفضيل أو أحمد شديد أو رامي ربيعة. كيف يستطيع الأهلي تقليص خطورة أفول؟ الإجابة عند رأس الحربة الذي سيكون محمد ناجي "جدو" في أغلب الظن.
وكلما تراجع دفاع الترجي للوراء، كلما ابتعد مهاجمو الفريق التونسي عن مرمى الأهلي وباتت مرتدات الضيوف أقل خطورة على شريف إكرامي. بداية، محطات لعب الأهلي كثيرة، وهذه ميزة كبيرة لدى الفريق الأحمر. وللعلم فقط على طريقة نبيل فاروق في شرح كل مصطلح يكتبه: محطة اللعب أهم شروطها هي الاستلام تحت الضغط. محمد أبو تريكة يجيد استلام الكرة تحت الضغط، عبد الله السعيد كذلك، وبالتالي حتى لو وجد جدو أزمة في استلام الكرة تحت رقابة مدافعي الترجي، يمكن أن تبدأ الهجمات من إحدى محطات الوسط ثم يتحرك هو. يتحرك جدو من ناحية اليسار، برفقة وليد سليمان بمقربة غالي و(أبو تريكة أو السعيد)، ومن خلفهم جميعا الظهير الأيسر أيا كان اسمه. يدخل جدو بالكرة من اليسار إلى العمق، تماما كما فعل محمد إبراهيم أمام دفاع الأهلي في مباراة القمة الماضية. يتحرك أحد لاعبي الأهلي من الخلف على الجناح overlap، وقتها سيضطر الظهير الأيمن للترجي الدربالي للدخول مع جدو للعمق، ومع انشغال الارتكاز التونسي بتريكة يضطر أفول للتراجع أكثر للدفاع. بالتالي حتى لو استعاد الترجي الكرة، سيكون الجناح الأيمن للفريق التونسي بعيدا عن المناطق الحرجة للأهلي، ويمكن التعامل معه بشكل أفضل. طريقة الOverlap إحدى الأساليب المعتادة على ضرب التنظيم الدفاعي للخصوم، ومع بساطتها يجد المنافسون أحيانا صعوبة في إيقافها لو أن الجناح موهوب، وهو ما يتواجد في الأهلي. وهذه المواهب تستطيع حسم المباراة لصالح الأهلي إن أمن الفريق الأحمر شر الترجي التونسي وأجبره على التركيز فقط في الدفاع ومن بعد ذلك، لقاء العودة.