تشهد الفترة الحالية العديد من العمليات الإنتخابية سواء داخل الإندية أو الإتحادات الرياضية ، وظهر الصراع الإنتخابي بين المرشحين بشكل مخجل ومسف وليس له علاقة بالرياضة وأخلاقياتها وتناسى الجميع شعار " الأخلاق الرياضية " وتعامل المتنافسين في الإنتخابات بنفس المنطق الإنتهازي الذي يتعامل به السياسيين ، هذا بخلاف لاعبي كرة القدم . ففي لقاء الأهلي والزمالك في الجولة الاخيرة من دوري المجموعات ببطولة دوري أبطال أفريقيا، إرتدى لاعبي الفريقين قمصان مكتوبا عليها عبارات تشير إلى نصرة رسول الإسلام " ص" بعد الفيلم المسيء الذي ظهر مؤخرا ، وهذا ليس محل نقاش ، ولكن ما يستحق التوقف أمامه هو سلوك اللاعبين أنفسهم ، فهؤلاء اللاعبين يجب أن يطبقوا الشعارات التي يرفعونا أمام الجماهير على أنفسهم ، فقبل الشعارات هناك الضمير وعدم اللعب على مشاعر الجماهير بإدعاء الحب للنادي وتناول الأدوية غير المصرح بها – طبعا مفهوم لبعض اللاعبين!! اما في الاتحادات الرياضية فحدث ولا حرج ، ويكفي ان نلتفت إلى كم الطعون التي تقدم خلال فترة إنتخابات الإتحادات الرياضية ، وإنتهز الطاعنين فرصة تناقض لوائح الرياضة مع القانون المصري ، ويلجأون لساحات القضاء المكتظ بقضايا الرياضة ، وهو الأمر الذي يجب أن يلفت النظر . الصراع على المناصب الرياضة في بلد تقول أن العمل الرياضي تطوعيا يؤكد أن هناك أمرا ما خطأ ، والمؤكد أن الرياضة في مصر لم تعد عملا تطوعيا ، بل فيها العديد من المكاسب الشرعية في القليل منها ، وغير الشرعية في الكثير منها ، بدليل كم المصرفات الباهظة التي تصرف في إنتخابات مفترض فيها أنها عمل تطوعي ، ولكن تصرفات وأخلاقيات المتنافسين تؤكد أن التطوع ليس له مكان في العمل الرياضي . ما هو العائد من عمل يقال عنه إنه تطوعي ؟ ولماذا ينفق المرشح هذه الأموال من ماله الخاص ؟ البعض قد يقول أنها الوجاهه الإجتماعية ، والبعض الأخر يقول أنها من أجل خدمة البلد ، وهذا كله كلام فراغ وبلا دليل ، بل أن الدليل الوحيد الموجود أمامنا منذ سنوات أن هناك من دخل ناديا أو إتحادا رياضيا وظروفه المالية " على قد حاله " ، وبعد سنوات قليلة من تواجده داخل النادي أو الإتحاد تظهر عليه " النعمة " بشكل لافت للنظر ، والقريبين من الوسط الرياضي يعرفون ما أقوله تماما وأمامهم العديد من النماذج غير المشرفة . الجديد في إنتخابات عام 2012 ، أن العديد من المرشحين للإنتخابات يقدمون أنفسهم بأنهم مرشحين إسلاميين وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين، بعد صعودها على مسرح العمليات السياسية في مصر ، في نفاق واضح وفج ، برغم أن بعضهم كان يقدم نفسه في السابق على أنه مرشح الحزب الوطني بلا خجل ، ولكنها الإنتهازية والنفاق ، وكأن الذي بنى مصر لم يكن حلويا كما كنا نسمع من قبل ، بل كان منافقا !! المنظق يقول أن من كان يعمل في خدمة نظام سقط عليه أن يرحل دون أن يطلب منه ، أما أن يعيش إناس على عرق نفاقهم – مش عاوز أقول كلمة تانية – فهذا أمر غير مقبول ، وإذا كان هؤلاء لا يخجلون من أنفسهم فعلى الجمعيات العمومية أن يكون لها موقفا واضحا وحاسما بإسقاطهم من الوسط الرياضي الذي يجب عليه أن ينقي نفسه بنفسه . كم المشاكل العديدة التي تعيشها الرياضة المصرية منذ سنوات ليست بالقليلة ، جنب الحديث عن الرياضة تماما ، ولم يعد هناك مجالا للرياضة المنشغلة ب " البزنس " ، بدليل النتائج التي تحقق في المسابقات الرياضية الدولية ، كما أن الميداليات التي تفوز بها مصر في الأولمبياد تأتي بالصدفة!