"إما الآن وإلا فلا للأبد" هى أغنية شهير لأسطورة الروك آند رول الأميريكى الفيس بريسلى ، ولكنها ، فى نفس الوقت ، تصلح لأن تكون شعارا لمنتخب البرتغال الذى سيخوض نهائيات كأس الأمم الأوروبية. ويتناسب هذا الشعار على وجه التحديد مع مجموعة من لاعبى المنتخب تشكل لهم البطولة الفرصة الأخيرة للفوز بأى لقب دولى على صعيد منتخبات الكبار بعد ان احتكروا مسابقات الشباب. يقود هذه المجموعة نجم الفريق لويس فيجو لاعب وسط ريال مدريد الأسبانى ، ومعه اسماء مثل روى كوستا وروى جورج وبدور باوليتا. هذه المجموعة فرضت سيطرتها على بطولات الشباب ، ففازت ببطولة العالم عامى 1989 و 1991 تحت قيادة المدرب كارلوس كيروش ، غير انهم فشلوا فى فرض سيطرتهم على مستوى الكبار رغم نجاحاتهم الكبيرة مع الأندية الأوروبية. المثير للاهتمام ان ما يقال عن البرتغال الآن هو نفس ما قيل عن الفريق قبل نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان والتى توقع الجميع قبلها للمنتخب ، الملقب ببرازيل أوروبا ، ان يبرز ويتأهل لدور ربع النهائى على اقل تقدير ، وذلك على خلفية العرض المذهل الذى قدمته نفس المجوعة فى نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2000 والتى شهدت خروج الفريق من نصف النهائى امام فرنسا بالهدف الذهبى بعد ركلة جزاء مثيرة للجدل. غير ان "فيجو ورفاقه" خيبوا آمال الجميع فى الشرق الأقصى ، فودعوا البطولة من الدور الأول بعد خسارتين اما الولاياتالمتحدةالامريكية وكوريا الجنوبية وفوز عديم القيمة على بولندا. تلك النتيجة دفعت الاتحاد البرتغالى لكرة القدم للتعاقد مع لويس فيليبى سكولارى الذى قاد البرازيل للقب المونديال لتدريب الفريق ، على أمل ان ينجح فى زرع الانضباط التكتيكى بين اللاعبين داخل الملعب ، وهو ما نجح فيه بامتياز مع "عصابة رونالدو." وبالإضافة الى ذلك ، يأمل الفريق البرتغالى فى ان يلعب عاملى الأرض والجمهور دورا مميزا مع الفريق فى البطولة كما فعل مع كوريا الجنوبية فى نهائيات كأس العالم ، وذلك رغم حالة الاستياء التى عمت الجماهير بسبب النتائج الباهتة للفريق فى مرحلة الاعداد التتى شهدت تعادلا مع انجلترا 1-1 وخسارة امام ايطاليا فى براجا 2-1 وتعادل أخير مع السويد 2-2. من غير المنتظر ان تواجه الفريق مشكلة فى بلوغ الدور الثانى من البطولة ، خاصة بعد أن أوقعته القعة فى مجموعة تضم اسبانياوروسيا واليونان. فبغض النظر عن الجارة اللدودة اسبانيا ، تبدو حظوظ الفريق افضل من روسيا واليونان فى انتزاع احدى بطاقتى المجموعة. تكتيك الفريق يعتمد سكولارى على فيجو بصورة اساسية فى منتصف ملعب الفريق ، ومعه بالطبع روى كوستا الذى يتطلع لأداء بطولة قوية قد تعيد له مكانته الأساسية فى تشكيل ميلان الايطالى التى انتزعها منه البرازيلى الصاعد بسرعة الصاروخ كاكا. بيد أن تشكيلة الفريق قد لا تخلو من مفاجآت ، فقد يقامر البرازيلى بإشارك كريستيانو رونالدو لاعب مانشستر يونايتد الانجليزى والذى قدم موسما طيبا مع الشياطين الحمر رغم عدم قدرته على كبح جماح رغبته فى المراوغة غير المجدية أحيانا والتى تؤدى لفقدان الكرة فى الثلث الأخير من الملعب ، وبالتالى تعرض مرمى الفريق لهجمة مرتدة غير محمودة العواقب.
مع سكولارى قد يضطر البرتغاليون لنسيان رغبتهم المفرطة فى الاندفاع الهجوم ، خاصة فى ظل ميل المدرب البرازيلى لاتباع الأسلوب البراجماتى الأوروبى فى بناء الهجمات بعيدا عن المدرسة البرازيلية والذى عرضه لانتقادات الصحافة البرازيلية قبل كأس العالم. حرص سكولارى الدفاعى قد يكون مفيدا للمنتخب فى البطولة لتفادى الأداء الكارثى لرباعى الدفاع فى كأس العالم الأخيرة. يلعب المنتخب البرتغالى تحت قيادة سكولارى بطريقة 4-2-3-1. يقود رباعى خط الظهر فى القلب فيرناندو كوتو قائد الفريق ومعه خوسيه آندرادى لاعب ديبورتيفو لاكورونيا الأسبانى ينافسه على احتلاله ريكارد كارفالهو لاعب بورتو بطل اوروبا ، فى حين يلعب باولو فيريرا كظهير ايمن وروى جورج فى الجبهة اليسرى. وفى منتصف الملعب ، نجد كوستينها لاعب بورتو وبتيت لاعب بنفيكا كلاعبى ارتكاز لتغطية تقدم ظهيرى الجنب ورباعى منطقة الهجومية. امام لاعبى الارتكاز يفضل سكولارى الاعتماد على روى كوستا ، ومعه سيماو كجناح ايسر وفيجو كجناح ايمن "للخدمة" على كبير ياوران الهجوم بدرو باوليتا. كيف تأهل الفريق للنهائيات تأهل المنتخب البرتغالى اوتوماتيكيا باعتباره صاحب الأرض المباريات الاعدادية خاص الفريق 18 مباراة ودية قبل البطولة ، فاز فى تسع مباريات ، وتعادل فى ثمانى وخسر فى مباراتين. ابرز الانجازت: 1) الدور الأول لنهائيات كأس العالم 19