.. "لقد انتقلت عاصمة الكرة الانجليزية الى لندن ولن تبرح مكانها لسنوات طويلة بعد ان استقرت فى ليفربول ومانشستر لعقود عديدة".. ربما تكون هذه الكلمات التى قالها جون تيرى قائد تشيلسى وأحد أبرز لاعبى انجلترا فى الموسم الحالى الأكثر تعبيرا عما حدث فى الدورى الانجليزى هذا العام , بعد ان فرض الأرسنال وتشيلسى اللندنيان سيطرتهما على مقاليد الحكم الكروى فى الدورى الانجليزى. وما يؤكد مقولة تيرى ان الفريقين اللندنيين لم يكتفيا باحتلال المركزين الاول والثانى فى الدورى هذا الموسم , بل تؤكد المؤشرات أن تربعهما على القمة سوف يستمر لسنوات طويلة , فالأرسنال فاز باللقب دون هزيمة واحدة ليسجل رقما قياسيا لم يتكرر منذ القرن التاسع عشر , وكان صاحب أقوى هجوم فى البطولة برصيد 73 هدفا منهم 30 هدفا بتوقيع نجمه الرهيب تيرى هنرى الذى حصد لقب أفضل لاعب هذا الموسم بإجماع استفتاءات الجماهير والنقاد , بينما كان دفاع "المدفعجية" هو الأقوى بزعامة الدولى سول كامبل ولم تستقبل شباكه سوى 26 هدفا فى 38 مباراة. ولعل أبرز ما يميز الأرسنال هذا الموسم هو توافر عنصر الاستقرار , حيث يدين أبرز نجوم الفريق مثل هنرى والقائد باتريك فييرا والجناح الرائع روبرت بيرس بالولاء لمواطنهم المدير الفنى أرسين فينجر الذى منحته ادارة الأرسنال تصريحا بالاستمرار مع الفريق مدى الحياة , وهو ما جعله ينجح فى الحصول على توقيعات النجوم على عقود طويلة الاجل , بالإضافة لشراء مواهب صغيرة السن يتم الدفع بها تدريجيا الى الملعب مع الكبار مثل خوزيه رييس وفان بيرسى وجيل كليتشى. ومن ناحية أخرى , شرع الأرسنال فى بناء ملعبه الجديد اشبرتون جروف والذى سوف يضاعف عوائد بيع تذاكر مباريات الفريق ويرفع الايرادات لتمويل صفقات الفريق الجديدة ليضع "المدفعجية" فى مصاف الفرق الاوروبية الكبرى اصحاب الدخول المرتفعة مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد. أما تشيلسى صاحب المركز الثانى فقد كان أقرب منافسى الارسنال على اللقب واكثر فرق الدورى فوزا خارج ملعبه برصيد 12 مرة والاكثر حفاظا على نظافة شباكه فى 21 مباراة , وذلك بعد ان اشترى الملياردير الروسى رومان ابراموفيتش مالك النادى 16 لاعبا جديدا للفريق تتجاوز قيمتهم 230 مليون دولار , مما ساهم فى وصول الفريق الى الدور قبل النهائى فى دورى ابطال اوروبا.
ورغم خروج الفريق خالى الوفاض من جميع البطولات هذا الموسم , فإن معظم الخبراء يرشحونه ليصبح احد اقوى الاندية الاوروبية واخطر منافس للارسنال خاصة بعد ان يرحل مدربه الايطالى كلاوديو رانييرى ويتولى المسئولية مدير فني جديد , ويواصل أبراموفيتش مغامراته فى جلب اكبر النجوم لصناعة تاريخا جديدا لستامفورد بريدج. وعلى النقيض من هؤلاء كان هذا الموسم هو الاسوأ لمانشستر يونايتد بطل مرحلة التسعينيات حيث سقط فى فخ الهزيمة تسع مرات وبدا الفريق وديعا للغاية من دون نجمه الراحل ديفيد بيكام وارتفاع المعدلات العمرية للجيل الذهبى للفريق مثل روى كين وريان جيجز وبول سكولز , ورغم انضمام مواهب شابة للفريق مثل كريستيانو رونالدو ولويس ساها , فإن مستقبل "الشياطين الحمر" لا يبدو مشرقا فى المواسم القادمة مقارنة بمنافسيهم. وفى ليفربول نادى القرن العشرين فى انجلترا لم يكن هناك تعبيرا افضل من اعتراف مدربه جيرار اولييه بعد مرور عشر مراحل من الدورى بعدم قدرته على المنافسة واقتصار احلام الفريق على احتلال المركز الرابع للحاق بمقعد فى دورى ابطال اوروبا , ويكفى ان "الحمر" يعتمدون على لاعبين فقط هم مايكل أوين وستيفن جيرارد واللذين لم يمنع وجودهما سقوط الفريق امام فرق مغمورة مثل بورتسماوث مرتين فى الدورى والكأس. وعلى صعيد الهدافين ذهب لقب الهداف عن جدارة الى تيرى هنرى وكان اقرب ملاحقيه هو المخضرم الان شيرار برصيد 22 هدفا والذى شاءت سخرية الاقدار ان يكون الانجليزى الوحيد فى قائمة الهدافين الخمسة الاوائل , ورغم ذلك فقد رفض الذهاب مع انجلترا الى نهائيات كأس الامم الاوروبية فى البرتغال , ومن خلفه جاء رود فان نستلروى هداف مانشستر يونايتد برصيد 20 هدفا هداف الموسم الماضى , وهو نفس رصيد زميله بالفريق لويس ساها , ثم كان خامس الهدافين الآيسلندى ميكائيل فورسيل المعار من تشيلسى الى برمنجهام برصيد 17 هدفا. اما صناع الاهداف فقد تصدر ترتيبهم الايطالى المخضرم باولو دى كانيو , 36 عاما , لاعب تشارلتون , والإنجليزى ذو الأصل التركى موزى عزت لاعب ليستر سيتى , حيث صنع كل منهما 12 هدفا , والاسترالى برت ايمرتون لاعب بلاكبيرن برصيد 11 هدفا , والاهم ان ثلاثتهم تفوقوا على ثنائى الارسنال ومانشستر يونايتد روبرت بيرس وريان جيجز ولكل منهما عشرة أهداف من تمريرات قاتلة , والطريف هو حصول هنرى على سادس افضل صانع اهداف فى ال