كنت قد كتبت موضوعا عن تنظيم مصر لكأس العالم منذ اكثر من سنة كاملة بنفس هذا العنوان (قصة تنظيم كأس العالم الكدابه .. والضحك على الناس الغلابة) وقلت فيه أن موضوع تنظيم كأس العالم ما هو الا خدعة وكدبه يضحك بها المسئولون الكبار على رجل الشارع المصرى العادى (الغلبان) حتى يعيش فى حلم جميل وينسى همومه الأخرى السياسية والاقتصادية و الاجتماعية , وقلت بالحرف الواحد ان الناس ستستيقظ على كابوس من هذا الحلم عندما تعلن النتيجة , وقلت أن المنافسة منحصرة بين جنوب أفريقيا والمغرب وأن فرص جنوب أفريقيا هى الأقوى والأكبر . طبعا وقتها قوبلت هذه المقالة بهجوم شديد عليا (كالعادة) وكما يتهمنى البعض بأنى أهلاوى والبعض الأخر بأنى زملكاوى فوجئت وقتها بهجوم أقوى وبأنى لست وطنى وأنى متشائم وأنى "مبحبش مصر" , بل وأنى اتذكر الاتهام الأقوى والأغرب من احد القراء وقتها والذى اتهمنى بأنى أعمل لمصلحة جنوب أفريقيا !!! كنت قد ذكرت وقتها أن المغرب وجنوب أفريقيا تتفوقان على مصر فى كثير من الأشياء وفى أغلب الأشياء وتكلمت وقتها فى نقاط قليلة منها (على سبيل المثال فقط) مثل كفاءة الملاعب والحالة المرورية والوعى الجمهورى , وتسائلت وقتها كيف سيسير بيكهام بمفرده فى شوارع دمنهور ؟ وكيف ستحتفل مشجعات البرازيل (بالبكينى) فى شوارع أسوان ؟؟ لا أذكر كل ذلك حتى أدعى اننى العالم ببواطن الامور أو أننى الوحيد الذى تنبأت بذلك ولكن الكثيرين من النقاد والصحفيين كانوا يعلمون ذلك ولكن العديد منهم لم يكتب ذلك صراحة لأن البعض منهم لا يملك الجرأة والبعض الأخر يملكها ولكن رئيسه لا يملكها فيمنع نشرها والبعض الثالث يعمل فى مؤسسات صحفية تابعة للحكومة فلا يستطيع نشر مثل هذا الرأى والبعض الرابع لا يريد خسارة الناس الكبار مثل الوزير وأعضاء مجلس اتحاد الكرة فيسعى لمساندتهم للحصول على عشوة حلو او تى شيرت شيك أو حتى قلم جاف "بنص جنيه" بالله عليكم كيف ننظم كأس عالم ونحن حتى لا نستطيع تنظيم مسابقة دورى منتظمة وجيدة ومباراة المصرى والأهلى خير دليل على ذلك . ان موضوع تنظيم كأس العالم كان من أوله غريب جدا وكانت أول القصيدة كفر (استغفر الله) بتصميم شعار غريب لم يفهمه أحد ولا فى مصر ولا خارج مصر وادعوا انه عين حورس , وان كنت أعتقد أنه لو كان عين الجمل كان افضل أو حتى عين العفريت عشان يمنع عننا الحسد ساعة لما ناخد الصفر , وأنا مستغرب جدا كيف يكون فى مصر الأهرامات الثلاثة وأبو الهول الذى يعرفهم العالم اجمع ولا يوضع أيهما على الشعار ؟؟؟ أما عن أسرار عدم التنظيم فسوف اذيع سرا لأول مرة , ففى اتصال تليفونى لى مع أحد رجال الملف (بدون ذكر أسماء) وبعد كتابتى للمقالة , أكد لى شخصيا أن فرصة مصر ضعيفة جدا وأن المنافسة بالفعل منحصرة بين جنوب أفريقيا والمغرب ولكنه أعقب كلامه قائلا : "بس الكلام ده بينى وبينك يا خالد , ده موش للنشر "!! (فى وقتها طبعا) ولما سألته طيب ليه منصارحش الناس بالحقيقة قاللى "دى تعليمات منقدرش نخالفها , واننا لازم نعمل اللى علينا , وفيه تعليمات لكل الصحفيين (طبعا اللى فى المؤسسات الحكومية) بعدم الكتابة فى هذا الموضوع بنظرة تشاؤمية , ويا ريت انت كمان يا خالد متكتبش كده لأن الاعلام فى جنوب افريقيا والمغرب مركز على الاعلام المصرى وأى حاجه بتتكتب علينا بصورة سيئة ممكن يكون ليها أثر سلبى كبير علينا " دى كانت كل الحكاية وطبعا ممكن لما يسألوا هذا الرجل ما أسباب فشل مصر فى التنظيم ممكن يرد بكل بساطة ويقول (بسبب مقالة خالد طلعت التشاؤمية فى موقع فى الجول) واطلع انا فى الاخر السبب فى هذه الكارثة !! أخيرا اذا نظرنا الى الموضوع بنظرة عقلانية وبعد الكلام الذى صرح به هذا الرجل نجد أننا أمام رأيين مختلفين : الرأى الأول يقول انه طالما كان المسئولين يعلمون بأننا خارج المنافسة فكان من الأجدر بهم أن يصرحوا بهذا ويصارحوا الجمهور بدلا من الكذب والخداع . أما الرأى الثانى وهو ما قاله لى هذا الرجل أن المسئولين يجب عليهم أن يدلوا بتصريحات صحفية واثقة وتفاؤلية نظرا لمتابعة الاعلام المنافس لهذه التصريحات حتى لا تؤخذ كأداة سلبية ضد مصر . لن أقول رأيى الشخصى وأترك الحكم للقراء للأدلاء بأرائهم فى هذا الموضوع ومع أى الرأيين . ولأن الموضوع درامى بحت وكل الشعب المصرى حزين بسببه ولأن شر البلية ما يضحك فسأختتم المقالة بهذه التصريحات النارية : عند سؤال محمد السياجى كيف لم تحصل مصر على اى صوت ؟؟ أجاب :"بصراحة أنا مستغرب جدا مع ان محافظ أسوان وعدنى انه يديلنا صوته ! " وعند سؤال هشام عزمى قال :"للأسف ان الطفل الصغير الذى كان مع أحمد بلال فى الاعلان قالوا انا هكلملك اللجنة على الفودافون , واكتشفنا بعد كد