أتم محمود عبد الرازق "شيكابالا" عامه ال26 وإما أن يتحول مساره الكروي لسمعة إفريقية كبيرة ومنها للعالمية، أو يتخذ طريق العديد ممن كان ينتظر أن يُرشحوا لجائزة الحذاء الذهبي وابتعدوا عن الساحة فجأة. ويحمل الساحر الأسمر في طيته قليل من الإنجازات الدولية مع المنتخب المصري الأول التي تناسب إمكانياته البدنية والفنية، إذ حقق بطولة الأمم الإفريقية 2010 وشارك في مباراة موزمبيق لمدة 68 دقيقة فقط. والمعروف أن أزهى عصور لاعب كرة القدم تبدأ في أواخر العشرينات من عمره، إذ يصل اللاعب لقمة مستواه البدني مع مزيج من خبرات تبعده عن فكرة تهور "الشباب". وإن كان يبرر لشيكابالا مشاغباته القديمة بسبب صغر سنه، وتأثيرات وكلاء اللاعبين وابتعاده عن التدريبات وغيابه عن معسكرات المنتخب المصري، فقد أصبح الآن كامل الأهلية التي تساعده على اختيار القرار الصحيح لمستقبله. نقطة تحول كثير من الأسماء الإفريقية ظهرت على الساحة العالمية بعد عامهم ال26، وأصبحوا حديث القارة السمراء فجأة ونالو ألقابا دولية نذكر منهم الكاميروني باتريك مبوما، وديديه دروجبا. مبوما هداف الكاميرون الذي لم يعرفه العالم الخارجي إلا وهو في سن ال27 عندما انطلق مع منتخب بلاده رغم انتقاله من باريس سان جيرمان الفرنسي، إلى جامبا أوساكا الياباني وحقق معه الدوري عام 1997، وسجل مع منتخب الأسود ستة أهداف في عشر مباريات هذا العام. وهنا انطلق نجم مبوما متوجها إلى الكالشيو الإيطالي ولعب مع كالياري 40 مباراة سجل خلالها 15 هدفا، في الفترة من 1998 وحتى عام 2000 الذي شهد إنجاز الكاميرون بتحقيق ذهبية أولمبياد سيدني. وكان الأسطورة الكاميرونية سببا رئيسيا في ذلك حينما كان عمره 30 عاما، إذ سجل أربعة أهداف خلال ست مباريات خاضها بطل الأولمبياد، منهم هدفا في مرمى البرازيل بالإضافة لتسجيله أول ركلات جزاء المباراة النهائية أمام إسبانيا والتي انتهت بفوز الكاميرون بنتيجة 5-3. مبوما في أولمبياد سيدني دروجبا وإن كان ديديه دروجبا -33 عاما- مهاجم تشيلسي أحد نجوم خط الهجوم في العالم الآن فهو لم يكن معروفا لدى العالم قبل اتمام عامه ال26 حينما كان هدافا لنجم مارسيليا بجوار أحمد حسام "ميدو"، إذ سجل الفيل الإفواري 19 هدفا ومنه انتقل إلى تشيلسي في عام 2004. وبالفعل كان أزهى عصور دروجبا العالمية في عامه ال26 فيما بعده إذ حصل على العديد من الجوائز من أفضل لاعب في فرنسا لأفضل لاعب في أفريقيا وجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي في الفترة بين 2004 وحتى 2010، هذا على صعيد الإنجازات الفردية. وبالنسبة لإنجازاته الدولية مع منتخب كوت ديفوار فقد ساهم في صعود الأفيال لكأس العالم في ألمانيا 2006، ووصل نهائي بطولة الأمم الإفريقية في 2006 وخسر أمام مصر. هذا بالإضافة لكونه أكثر لاعبي الأفيال تسجيلا أهدافا دولية برصيد 54 هدفا قابلة للزيادة، ومازال دروجبا يقدم المزيد. رحلة دروجبا مع تشيلسي من 2004-2012 نجوم اختفت وعلى نقيض نجما الكاميرون وكوت ديفوار فهناك لاعبين كان ينتظر نبوغهم في فترة ما قبل مرحلة النضج الكروي، إذ لا نجد الآن الحاج ضيوف السنغالي ، أو علي الزيتوني المهاجم التونسي صاحبا ال31 عاما. ضيوف هو أحد نجوم القارة السمراء الذين ظهروا فجأة على يد المدرب الفرنسي لمنتخب السنغال برونو ميتسو، إذ ضم اللاعب في أول ظهرو له حينما كان عمره 19 عاما وشارك مع أسود التيرانجا 69 مباراة سجل خلالها 21 هدفا. وأبرز ظهور دولي لضيوف في كأس العالم كوريا واليابان 2002، وحصل بعدها على جائزة BBC كأفضل لاعب في إفريقيا. ولكن عقب كأس العالم انتقل إلى ليفربول الإنجليزي وهنا ظن العالم مولد نجم جديد يملك من العمر 21 عاما، ولكن عكس المتوقع اختفى اللاعب لظروف غامضة في تجربة غير موفقة لمدة ثلاث سنوات سجلا خلالها ثمانية أهداف فقط خلال 80 مباراة. وبدأ نجمه يختفي رويدا رويدا إذ لعب لبولتون ثم سندرلاند وها هو الآن استقر في فريق دونكاستر روفرز أحد فرق الدرجة الثانية الإنجليزية. ضيوف يتحدث عن انضمامه لدونكاستر الزيتوني علي الزيتوني مهاجم الترجي التونسي الذي ظهر حينما كان يطلق عليه المرعب وقتما كان دوم 24 عاما، ومنه انتقل إلى أهلي دبي ثم عاد لفريقه القديم مرة أخرى. ثم احترف التونسي في فريق توريس أحد أندية الدرجة الثانية الفرنسية، وعاد بعد ظهور وحيد للترجي مرة أخرى وانتقل إلى فريق أنطاليا سبور التركي منذ 2007 وحتى الآن وسجل معهم 22 هدفا فقط في 132 مباراة منذ 2007 أي في خمس سنوات وهو معدل تهديفي قليل. وبالنسبة لمشوار الزيتوني الدولي فقد لعب كأس العالم 2002 مع منتخب تونس، وكانت أولى مبارياته الدولية عام 1999 وسجل في 45 مباراة دولية لعبها 14 هدفا ولكنه ابتعد عن اختيارات المديرين الفنيين لنسور قرطاج تماما حتى بات في طي النسيان. وهنا يتبقى لشيكابالا القرار الأخير في اختيار أي مسلك يريده في مرحلة نضجه الكروي، التي تشهد إجماع على أنه الموهبة الأولى في مصر الآن انتظارا لمرحلة قادمة في قيادة الفراعنة من جانب الساحر الأسمر.