يبدو المنتخب الإيطالي ونظريه الألماني بحاجة إلى خطة لعب أفضل من تلك التي قدماها في المباريات الودية يوم الأربعاء، وذلك حتى يظهر وجه أجمل لهما في يورو 2012. فإيطاليا منيت بالخسارة أمام منتخب أمريكا بهدف نظيف، في حين سقطت ألمانيا أمام فرنسا بهدفين لهدف. وظهر منتخب فرنسا جديدا براقا تحت قيادة لوران بلان الذي يحاول إزالة التراب والقدم عن فريق الديوك. بينما بدأت أثار الكهولة تظهر على المنتخب الإنجليزي سواء في أداء نجومه أو خطة لعبه التي اختارها المدرب المؤقت للاسود الثلاثة ستيورت بيرس. ذلك بعدما قدم منتخب هولندا عرضا عمليا مميزا فاز به على إنجلترا بثلاثة أهداف لهدفين في أجمل مباريات يوم الأربعاء. ويقدم FilGoal.com أبرز ما استخلصه من مباريات هي الأخيرة قبل معسكر المنتخبات الأوروبية الخاص بالتحضير ليورو 2012. مبدع إيطاليا مع إصابة جيوسيبي روسي وأنطونيو كاسانو فقد منتخب إيطاليا الإبداع الهجومي في الثلث الأخير من الملعب. فالثنائي كان يمثل الجناح القادر على الدخول لعمق الملعب بكرته وصنع التمريرة الحاسمة التي يأتي منها الهدف. لكن في غيابهما اعتمد برانديللي المدير الفني لمنتخب إيطاليا على العمق أكثر في صناعة اللعب، مالم يتحقق لأن الفريق لا يملك صانع لعب "أصلي". برانديللي اختار سباستيان جيوفنكو لأداء دور صانع اللعب، ووضع ثلاثي ارتكاز دفاعي ليساعد ظهيري الجنب على التقدم للهجوم. الظهيران كريستيان ماجيو وكريشيتو تقدما بالفعل للهجوم، لكن جيوفنكو لم يكن صانع الألعاب المرجو، ولم يساعده من الخلف وجود تياجو موتا وكلاوديو مراكيزيو وأنطونيو نوتشيرينو.
ربما يحتاج المنتخب للتخلص من أحد الثلاثي السابق، وتغيير وضع أندريا بيرلو من ارتكاز متأخر إلى صانع ألعاب صريح لو كان برانديللي مصرا على 4-3-1-1-1. ألمانيا خضيرا منتخب ألمانيا لم يجد الركيزة في وسط الملعب التي تؤهله لتقديم خطة متوازنة في ظل إصابة باستيان شفانشتايجر. سامي خضيرا لم يقدم الكثير للفريق أمام فرنسا برغم جهده الوافر، ولم يتحمل وسط المانشافت ضغط الديوك في وجود نجم ريال مدريد وحيدا كارتكاز دفاعي. وفي ظل هذه الخطة ظهر الدفاع غير مستقر لأن من يمثلون الخط الخلفي للمانشافت فرديا – خاصة دينيس أوجو وأولجر بادشتوبر - ليسوا بالقوة الكافية للاعتماد على ارتكاز منفرد. إنجلترا قديمة منتخب إنجلترا له وجه قديم، يظهر بوضوح حين تجد الفريق يعتمد فقط على إلقاء الكرة إلى الجناحين ليركضان بأسرع ما لديهما دون توجه أو خطة أو تحرك ذكي من زميل. أشلي يونج وأدام جونسون كان ثنائي الجناح الذي لا يفعل سوى الركض بالكرة، ولا يساهم في ربط الفريق أو بناء هجمة منظمة تباغت دفاع منتخب هولندا. واستمر الحال على ما هو عليه حين اشترك جيمس ميلنر ومن بعده ستيوارت داونينج على الجناحين. النقطة الثانية بالنسبة لإنجلترا أنه وفي غياب واين روني، لم يكن داني ويلباك المهاجم الذي يستطيع اللعب كرأس حربة وحيد أمام دفاع هولندا. انتفاضة يوم الأربعاء اظهر انتفاضة لمنتخبي فرنساوهولندا بعد تكهنات للديوك بأنهم لن يعودوا أبدا للتألق واتهامات للطواحين بأن جيلهم الذهبي انتهى.
فرنسا تحت قيادة لوران بلان استعادت جانبا مهما وهو الاعتماد على لاعبين أكفاء حتى لو لم يكونوا نجوما، أمثال ماتيو ديبوشي وأوليفر جيرود مع الصاعد ماتيو فالبوينا. بلان يختار من يراه مناسبا لخطته وقادرا على العطاء، هذه هي الرسالة التي يبدو أنها قد تعيد لفرنسا الأمل في المنافسة على لقب 2012. أما هولندا، فإن تذبذب مستوى ويسلي شنايدر مع إنتر ميلان وأريين روبن مع بايرن ميونيخ واعتماد المدرب بيرت فان ميرفك على خالد بولحروز في الدفاع كان نذيرا سيئا. شنايدر لم يتعملق لكنه كان حلقة وصل طيبة للفريق الهولندي، أما روبن فقد أكد أنه لازال الساحر الأعسر القادر على صنع الحدث بمفرده. كذلك وضح أن منتخب هولندا لازال يستطيع الاعتماد على ماكينة ديرك كاوت ومارك فان بومل والبديل كلاوس-يان هونتيلار. لكن هولندا لاتزال بحاجة إلى تقوية الدفاع في ظل أخطاء بولحروز وعدم اكتشاف ظهير أيسر بالنظر إلى الثغرة التي فتحها وجود إريك بيترس. العثور على مهاجم إسبانيا عثرت على مهاجمها في شخص روبرتو سولدادو بعدما سجل هاتريك في فوز المتادور على فنزويلا 5-0. ففي ظل إصابة ديفيد بيا وتقدم العمر براؤول جونزاليس وفقدان ذاكرة التهديف لفرناندو توريس، كان منتخب إسبانيا بحاجة لمهاجم جديد يبدو أنه ظهر في توقيت مناسب. سولدادو كان رجل المباراة لأن خفته في الحركة تماشت مع منتخب إسبانيا وطريقة لعب المتادور عكس القوي بدنيا فرناندو يورينتي الذي بدأ المباراة ولم يظهر كراماته فيها. على العكس من إسبانيا، لازال منتخب البرتغال بلا مهاجم قادر على قيادة الفريق ونقل طموحاته من مستودع نجوم إلى بطل. هوجو ألميدا ظهر مخيبا للأمال البرتغالية من جديد ولم يساعد كريستيانو رونالدو ولويس ناني، ما أدى إلى تعادل البرتغالي مع بولندا دون أهداف.