الثورة هي السبب في الشغب والفوضى جملة طرحت نفسها على نهاية عام 2011 زورا وبهتانا! عندما اجتاحت بعض من جماهير المحلة أرض ملعب مباراتها مع الأهلي بدأ يحلو للبعض التنصل من أي مسؤولية وإلقائها فقط على ثورة 25 يناير. وأتمنى أن يتسع صدر من يعادي الثورة وينتهز الفرصة للانقضاض عليها والسباب بدون تعقل للأمور أن ينتظر قليلا ليرى العديد من المسؤولين الآخرين عن الحادث. شغب الملاعب المصرية ولكن قبل الحديث عن بعض المسؤولين عن حادث المحلة أود أن أسرد بعض الأحداث، فشغب الملاعب المصرية ليس نتاجا للثورة طبعا ولم نجده في ملاعبنا أول إمبارح العصر مثلا! فهل ألقيت طوبة زيمبابوي الشهيرة والتي تسببت في إبعادنا عن المونديال بعد 25 يناير أم أن الرئيس السابق لم يكن أيضا يستطيع الحفاظ على الأمن، أم أن فاروق جعفر عندما قرر الانسحاب من مباراة قمة بعد أربع دقائق من بدايتها كان العالم لا يشاهدنا ولم تنهار صورة مصر أمام الغرب الذي لا يحدث فيه ذلك مطلقا! كما شهدت العديد من مباريات القمة والمباريات الجماهيرية بشكل عام أحداث شغب عديدة طوال تاريخ الدوري الممتاز، فلماذا الآن الأمر مرتبط بالثورة؟ لأنها الحل الأسهل والذي لا يدين أحد! وسأعود إلى أبعد من ذلك عندما اقتحم الجمهور مباراة الزمالك والترسانة وتبادل الاعتداء على بعض فيما اعتدى لاعبو الفريقين أيضا على بعض. في أي عام حدث ذلك؟ في 1923. ولكني أظن إجابة توفيق عكاشة هنا واضحة طبعا السبب في ذلك كان ثورة 1919! ملاعب كرة القدم لا تخلو من حوادث الشغب التي تحدث في مصر وفي كل أنحاء العالم المتقدم والمتأخر بدون ثورات وبثورات. المسؤول الأول تلك المقدمة كانت فقط لتوضيح أنه لا علاقة للفعل الثوري الذي يدور في مصر بالشغب والانفلات أو رغبة البعض في إثارة الفوضى بأي طريقة. والآن أعتقد أن مسؤولية ما حدث لا يجب أن تلقى فقط على من اقتحم الملعب من المشاغبين. فبالإضافة إلى واقعة الحكم ومساعده وعدم الدقة في اختبار شباك المرمى مثلما أوضح زميلي أحمد سعيد في مقاله، فهناك آخرين. فلاعبي ومدربي الكرة المصرية لا ينظرون أبدا إلى أنفسهم على أنهم مسؤولين سوى في التوقيع على الاوتوجرافات أو التصوير مع المعجبين ولكن في الأمور الجادية أول من يهرب يكون هم.
شغب الملاعب المصرية ليس نتاجا للثورة طبعا ولم نجده في ملاعبنا أول إمبارح العصر مثلا! فمدرب المحلة بدلا من أن يعمل على تهدئة الوضع مع جماهيره يخرج ليقول أن الحكم شخصيته حمراء، واللاعب الذي سجل في مرماه بدلا من الاعتراف بالواقعة في هذا المناخ المشحون يكتفي بنفي الواقعة من الأساس أو "يعيش في دور أنه مشافش" بالرغم من أن الكاميرات التليفزيونية تؤكد مشاهدته للواقعة! تعامل الشرطة قوات الشرطة أثبتت في إعادة النظام لملعب المحلة إمكانية تحقيق الأمن والنظام بدون اعتداءات على المواطنين، فإن كانوا مشاغبين فيتم القبض عليهم كما حدث بدون سحل وسحق وأفعال غريبة أخرى. كنت مندهشا خلال متابعة المباراة ليس فقط بسبب اقتحام بعض من الجماهير للملعب ولكن لتعليقات المذيعين على الحادث وضرورة تدخل الشرطة بالسحل واستخدام القوة والضرب بيد من حديد حتى يكون هؤلاء عبرة لكل من تسول له نفسه فعل ذلك. وفي الحقيقة هذا لا يحدث في أي منطقة في العالم، فالشرطة بالطبع مطالبة بالتدخل ولكن ليس لإصدار الأحكام على الناس ولكن للقبض فقط عليهم دون الأفعال السادية التي طالب بها هؤلاء المذيعين. فهذا يقول "الناس دي كانت لازم تتسحل"، والآخر يطالب الشرطة بالضرب بيد من حديد، الغريب أنهم غير مهتمين من الأساس بإعادة النظام أو القبض على مثيري الشغب فقط يريدون إثبات أنهم مؤيدين لأي فعل غير أدمي. أو البعض الذي يدخل في الأزمة ليؤكد لك بثقة وعمق أن هذا الشعب لا يسير إلا بالجزمة والكرباج، وكأن الأستاذ سويدي مثلا! والشرطة أثبتت هنا أنه بالإمكان حل الأزمة بدون وضع المشاغبين في أفران غاز كاطو ففي النهاية أرواح المشاغبين أهم من نتيجة المباراة. وأود الإشارة هنا إلى كلمة المحلل الكروي المتزن حسن المستكاوي حينما قال "وأنا أتابع تدخل الشرطة لإعادة النظام إلى الملعب، رأيت أن السياسة لأول مرة تتدخل في الأمن وليس الأمن الذي يتدخل في السياسة". في النهاية، أتمنى أن تكون الشرطة دائما هكذا، تعيد الأمن بدون انتهاكات وبدون أن تستمع إلى أمثال مدحت شلبي ومصطفى يونس وآخرين من الدخلاء على الإعلام! ملحوظة: هذا ليس دفاعا عن الشغب ولكنه توضيح للصورة أن وراء ما حدث أشخاصا لا علاقة لها بالمسؤولية أو الإدارة أو الرياضة من الأساس. تابعوني على فيسبوك وعلى تويتر