أثارت الأحداث المؤسفة التى وقعت فى الدقائق الأخيرة من مباراة ناديى الزمالك والأفريقى التونسى فى إطار بطولة دورى الأبطال الأفريقية تساؤلات عدة حول مناخ وطبيعة العمل الرياضى فى مصر..فالبعض يرى أن تأمين الملاعب هى مسئولية أجهزة الأمن بالأساس..بينما يرى آخرون أن مسئولية الأمن تأتى كخطوة أخيرة حيث تقع المسئولية الأساسية على مسئولى الاتحادات والعاملين بالساحة الرياضية. لاشك أن ماحدث خلال المباراة كان فريدا ودخيلا على الملاعب المصرية ، فلم يحدث من قبل أن اجتاحت الجماهير المصرية أرض ملاعب كرة القدم بهذا الشكل الذى لم يسىء فقط لجمهور نادى الزمالك بل أساء للجمهور المصرى بشكل عام،ولكنه لم يكن وليد اللحطة بل كان نتاجا لتراخى واضح من الإدارة الرياضية فى مصر. ففى نوفمبر الماضى حفلت الثواني الأخيرة لمباراة كرة السلة بين النادي الأهلي ونادي الجزيرة والتي أقيمت بصالة النادى الأهلى بالجزيرة بأحداث شغب جماهيرية مؤسفة حيث قامت بعض الجماهير الأهلاوية الغاضبة لتأخر فريقها في نهاية المباراة بنتيجة 67-62 بتكسير المقاعد واشعال الألعاب النارية ( الشماريخ ) والقاءها على أرض الملعب والتعدي علي لاعبي الجزيرة في أرض الملعب، خاصة بعدما قام بعض من لاعبي الضيوف باستفزاز الجماهير احتفالا بتفوقهم. كما قامت جماهير نادى الزمالك فى ديسمبرعقب فوز فريقها بمباراة فى دورى كرة السلة مع النادى الأهلى ببعض أعمال الغشب حيث قامت بتكسير زجاج الصالة المغطاة في استاد القاهرة والتعدي على رجال و أفراد الأمن بالقاء الحجارة عليهم وذلك فضلا عن قيام جماهير الناديين فى مباريات كرة القدم بينهما بالدخول فى معارك متبادلة حول سب نجوم الفريقين وعلى رأسهم "الفهد الأسمر" شيكابالا من جانب جماهير النادى الأهلى والنجم عماد متعب من جانب جماهير نادى الزمالك. ورغم كل الأحداث المؤسفة لم يحرك اتحاد كرة السلة أو اتحاد كرة القدم ساكنا تجاه من يقف ورائها، فلم تكن هناك عقوبات رادعة تنهى تلك الظواهر السلبية الواردة إلى ملاعبنا، مثل إقامة بقية مباريات الفريق دون جمهور أو خصم نقاط بل كانت جميع العقوبات هزيلة لاتتعدى غرامات مالية ضئيلة فكانت تلك الأحداث مجرد خطوات للكارثة الكبرى التى حدثت خلال الدقائق الأخيرة من مباراة فريقى الزمالك والأفريقى التونسى. كما تساعد التصريحات المتسرعة أو غير العاقلة على انتشار العنف والتعصب بين الجماهير فى الملاعب فهناك مدرب يتجه الى تعليق خسارته على حكم المباراة ويلمح فى حديثه الى أن الحكم يعمل لمصلحة الفريق المنافس،مما يؤجج مشاعر الاحتقان بين جماهيره تجاه الفريق المنافس..وكذلك تصريحات أعضاء مجالس إدارات الأندية حول قيام أحد الفرق بالتفاوض مع بعض لاعبى فرقهم ورغبته فى التعاقد معهم بطرق غيرشرعية،مما يستتبعه ذلك من إثارة الجماهير على هذا النادى والدخول فى اشتباكات لفظية بالمدرجات. ومن جانبه أكد عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم حازم الهوارى أن لوائح الاتحاد تمنع الشغب وتعاقب من يقوم به بكل حسم وقوة ..مشددا على صرامة العقوبات على من يقوم بالشغب سواء من الجماهير أو أى أفراد منظومة رياضية . وقال الهوارى :إن الدور الرئيسى لاتحاد كرة القدم هو توعية الجماهير لمكافحة الشغب واحترام قواعد اللعبة والروح الرياضية بين كافة الأطراف فى الملاعب، ولكن الدور الأساسى فى مكافحة الشغب يعود للأمن حيث أنه الوحيد القادر على حماية الملاعب من المشاغبين. واعتبر أن قرار عودة مباريات الدورى الممتاز فى الوقت الحالى "قرار دولة" وليس فى يد اتحاد الكرة خاصة بعد الأحداث المؤسفة التى حدثت فى مباراة الزمالك والأفريقى التونسى بدورى أبطال أفريقيا. وترى مصادر أمنية أن أحداث المباراة لم تكن مصادفة بل كانت مدبرة وبشكل دقيق، مؤكدة أنه بالرغم من قيام أجهزة الشرطة باتخاذ كافة الإجراءات والاستعدادات لتأمين المباراة التى استمرت فعالياتها بصورة طبيعية حتى نهايتها ، إلا أن أعداد الجماهير التى تدفقت كانت مشحونة بمشاعر الاحتقان ونزلت إلى أرض الملعب فى سابقة تعد الأولى من نوعها فى الملاعب المصرية . وأهابت المصادر الأمنية بكافة الأجهزة الرياضية والاتحادات المتنوعة واتحادات ومجالس إدارات الأندية أن تتحمل مسئولياتها قبل الجماهير لمنع تكرار هذه الأحداث المؤسفة التى لا تؤثر على سمعة الرياضة المصرية فقط , بل تؤثر على سمعة وطن بأكمله نجح فى كسب احترام العالم أجمع عقب ثورة شعبه فى "25 يناير".