»مصر لا تستحق منكم ذلك«.. هذه العبارة التي كتبها الأشقاء التوانسة علي جدران غرفة خلع الملابس المخصصة لفريق الافريقي بعد »موقعة الجلابية« الشهيرة باستاد القاهرة عقب لقاء الزمالك والفريق التونسي.. أثارت لدي شجون خاصة. فرغم أن ملاعبنا شهدت أحداث شغب عديدة سواء في كرة القدم أو اللعبات الأخري.. وصلت الي حد تحطيم الملاعب والمنشآت والمحلات الخاصة كما حدث مؤخرا في قضية التراس الزمالك.. إلا أن ما حدث في استاد القاهرة الاسبوع الماضي هو الأسوء بكل المقاييس. ليس فقط لأنه حدث مع فريق عربي شقيق.. فمعارك الأشقاء قد تكون أكثر حدة ولعل موقعة أم درمان شاهدة علي »أخوة« المصريين والجزائريين!! وليس لأن العالم اتفرج علينا عبر الشاشات والفضائيات.. فهناك في العديد من الدول الأوربية من أحداث شغب ربما يفوق ما حدث في القاهرة.. فهناك يتم حصر التلفيات في صورة أعداد المتوفين - والعياذ بالله - أي أن فضائح شغب »المتحضرين« أفظع. وليس لأن.. العديد والعديد من أسباب الخجل مما حدث.. ولكن لأن هناك سببا جوهريا مهما.. أراه هو الأهم.. أن ثقة في النفس كانت بدأت تسترد وضعها الطبيعي بعد ما شهدته الشهور القليلة الماضية من ارتباك أمني اهتزت بشدة واعتقد أنها وصلت الي نقطة الصفر من جديد.. وهي رحلة معاناة صعبة لكي نبدأ مرة أخري خاصة مع انطلاق مسابقة الدوري وما تحمله من شحنات تعصب تعرفها ملاعبنا جيدا.. ثم جاءت المشكلة الأكبر بقرار وزارة الداخلية برفع يدها عن تأمين المباريات وتصدير الموقف الأمني والحفاظ علي النظام للأندية.. وهي كارثة لأن أمن أي ناد سيعجز عن مواجهة الجماهير.. وفي نفس الوقت لا تستطيع الشرطة أن تتصدي للجماهير.. ولو حدث شغب فلابد من المواجهة العنيفة المرفوضة في هذا التوقيت الذي يشهد تقاربا بين الطرفين. لقد فجرت »موقعة الجلابية« القنبلة.. ولا أحد يعرف كيف »يلم« الشظايا..!!