5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالفيديو - لا كينييلا..الحياة المزدوجة ليوسف جوارديولا
نشر في في الجول يوم 22 - 12 - 2011

حبوب النوم لا تعمل مجدداً، نفس حفيف الأشجار في الخارج يجبر على فتح الأعين، حفيف أشجار حديقة أشجار سانتبيدور، تلك الحديقة العامة ، أيام الأحاد ، تكسوها شمس الساعة التاسعة ، فارغة فيما عدا 20 صبياً ما بين الثامنة والعاشرة ، على فريقين ، كرة تانجو موديل 78 نصف ممزقة ، ونصفها الأكثر عامر بالثقوب ، تنتظر انفجارها في أي لحظة ، الجميع ينادون "بيب أنا في المكان الخالي" ، لقد كان دوماً يدرك هذا قبل ثانيتين من ذلك النداء...لا بديل عن ترك الفراش والنظر من النافذة ، ولكن لا جديد ، إنها طوكيو مجدداً.
"إياك أن تتعثر في طوكيو" هذا ما قاله بورنو مغني فريق يو تو ، البيتلز قرروا اعتزال الغناء في الحفلات في طوكيو ، آخر يوم في مدينة الملاهي التي أقامها ريكارد في ذلك الديسمبر من 2006 كان في طوكيو ، إنها مدينة النهايات، التي ستمتصك حتى آخر قطرة ، بالنسبة لبيب هي مدينة الطعم المر ، عندما حدثك الجميع في ديسمبر 1992 عن حجم الكأس الذي سيحصل عليه فريق أحلام كرويف ، في النهاية كان عليه مشاهدة فريق برازيلي آخر يرفعه ، ربما كان بيب في نفس الغرفة ، ذلك الشاب الوسيم ذو ال 22 عاماً ، الشعر القصير المصفف جيداً ، الابتسامة الطفولية التي تظهر عقب فراغه من غسيل أسنانه بعناية ، نفس الغرفة ، نفس المرآة ، يختلس نظره ليجد كهلاً يقترب من ال41 من العمر ، القلق أكل شعره بالكامل فيما عدا النقاط الرمادية ، ذقن أكثر رمادية ، عينان تحاصرهما تجاعيد منتصف العمر ...لا ابتسامة.
إنه نفس يوم الأربعاء التقليدي ، لا خروج من ذلك الجحيم المصغر ، ولا حتى ذلك الكومبيوتر المحمول ، تلك الأقراص المكتوب عليها بالفلوماستر ، السد ، سانتوس ، ذلك العطر برائحة التفاح الصناعي الذي يملأ المكان أغلى ثمناً ولكنه عطن إلى جانب رائحة الفايبر الخاصة بغرفته في بدروم مقر "كان بارسا" في الدور تحت الأرضي ، وحده مع أقراص مدمجة تخص منافسيه ، كذلك القناص الذي ينتظر يوماً كاملاً خلف بندقيته حتى "يضرب" فريسه في مقتل ، على حد تعبيره في خطابه بالبرلمان الكاتالوني ، إنها اللحظة التي يشعر معها بأنه مدرب بالفعل ، تلك الساعات في انتظار الهفوة.
هل هذا ما يعيش من أجله؟ قنص الخصوم؟ ذلك المنافق ، بتواضعه الزائف ، بمعرفته الشاملة خارج عالم الكرة ، تلك المؤتمرات الصحفية المغرقة في الملل .. "أنا لا أراهن على شيء في الكلاسيكو.."رهاني الحقيقي هو على لقاء ميركيل وساكورزي لإنقاذ اليورو".. حقاً ، بيب يغلق عينيه محاولاً احتمال ذلك الجحيم في تلك الغرفة اللعينة ، يتذكر أن الجميع يسخر من حفلات إلقاء الورود على منافسيه ، التقدير المبالغ فيه من جانبه لهم ، التهنئة على أدائهم ، الأحضان المصطنعة ، الامتنان البلاستيكي الدائم للاعبيه ، قطر؟ هل تريد الدخول في موضوع قطر ، ربما هو "يوسف جوارديولا" كما أسماه الكاتب المدريدي المتعصب خوليان رويث في مقال له بنفس العنوان في صحيفة إل موندو ، ذلك الجمع بين جوسيب ويوسف "القرضاوي" ، إنها تلك العلاقة التي تبدو كزائدة جلدية في عنقه لا يمكن نزعها ، الطفل البريء ، فتى الغلاف لدعاية مونديال 2022 ، نعم ..يمكننا أن نخسر من السد! هل أنت جاد يا بيب؟ نفس الهراء الأسبوعي ولكن في قاعة صحفية مختلفة ، نتمنى سماعك عندما تخسر ، وحده مورينيو يعلم كيف يضغط على أزرارك ، إنه "البوتو خيفي" "بوتو آمو" "الزعيم الحقيقي" كما أسميته في لحظة غضب ، استمتع بصداقتك للشعراء وبالمخرج فيرناندو ترويبا ، تبادلا معاً الأفكار والنظريات ، شارك في حملات دعاية لرعاية أصحاب الاحتياجات العقلية ، شارك في تسجيل ألبوم لأشعار صديقك الراحل مارتي إيبوت ، رمز اللغة الكاتالونية ، "نحن إذا أخلصنا في تقديم عرقنا وجهدنا لهذا البلد (كاتالونيا) لن يقف في وجهنا أحد" ، الانفصالي الفخور بإقليمه ، المحظوظ بوجوده على رأس فريق مثل هذا ، بيب أريد أن أراك مديراً فنياً لفريق من المستوى الثاني ، ستامفورد بريدج ، ستامفورد بريدج مرة أخرى ، كل ضربة جزاء لم تحتسب ضدك، لماذا؟ هل هي اليونيسيف ؟ هل لأنك تبدو مثل فريقك؟ حفنة من الملائكة؟ أنتم حفنة من الممثلين المحترفين ، إنها المنشطات ، نعم إنها المنشطات ، هل تعني لك ناندرلون شيئا ما؟ هل تذكر (نا – ندر- لون)؟ دعم العظام ، كون المزيد من العضلات ، زيادة عدد كرات الدم الحمراء ، تلك العينة في روما 2001 ، أنت الخبير ، لابورتا؟ كنت تعلم كل شيء عن لابورتا ، الحسابات ، العمولات ، هل تذكر تشيجرنسكي ، جيفرين ، إنريك ، هليب، جوديانسن، جابريل ميليتو، كاثيريس ، هل تذكر صامويل؟ بوبان ؟ أنت تستحق شخصاً مثل إبرا يلقي بكل غرفة خلع الملابس في وجهك ، كل شي يهون من أجل دميتك الأرجنتينية المفضلة التي ترتدي القميص رقم 10. أنت تماماً مثلما كنت ذات مرة ، عارض أزياء ، كهلا في منتصف العمر يثير خيال المراهقات الإسبانيات قبل سن العشرين في كل مرة تظهر فيها على التلفاز.
هذه الغرفة تتحول إلى جحيم في عز ديسمبر ، إنه يلف ذارعه بحزام ، يحكم الرباط جيداً ، يجهز الملعقة والحقنة والجرعة بعناية ، يضحك لوهلة من الفكرة فحبوب النوم مازالت بلا فعالية ، كل صباح يستيقظ مع معلومة أنه مدير أكبر سيرك على ظهر الكوكب ، مهمته أن يجعل من ذلك الفيل العملاق يرقص كل نهاية أسبوع على ذلك السلك الرفيع من أجل قطعة السكر، أن يجعل أسوده وخيوله تقفز دون شبكة أمان ، أنت ستعلم تماماً كيف هو الحال عندما تقف في منتصف ملعب كامل العدد في ميامي في درجة حرارة 40 مئوية قبل مباراة تحضيرية وتسأل نفسك "ما الذي أفعله هنا؟" ، لاعبين ، فريق تقني ، مدلكين ، إداريين ، الثلاثي الذي أعد له هذه الأقراص عن المنافسين ، معدل السعرات الحرارية في كل طبق يتم تقديمه "جسد اللاعب هو آلته الموسيقية ، لا يمكن العزف عليها جيداُ دون العناية بها" ، كل خصم هو وحش مختلف ، عقرب صغير الحجم قادر على إسقاط ثور هائج ، فيسيلا كراكوفيا ، نومانسيا ، إيركوليس ، واخيراً خيتافي...هل أنا مزيف؟ هل يوسين بولت كان مزيفاً عندما خسر لقب 100 في دايجو بسب خطأ واحد ساذج؟ هل كان جيسي أوينز كان مصطنعاً عندما أكد أن خوفه الأكبر في برلين 36 لم يكن هتلر ، ولكن تقلص عضلة أو ارتكاب نصف هفوة تلقي بسنوات كاملة من النافذة.
كل يوم قد يكون قد يكون آخر يوم، كل يوم هوبالفعل آخر يوم ، "لا توجد أسرار ، كل ما في الموضوع أنه تم اختياري ، لقد كنت المدرب الذي تم اختياره لتلك المهمة ، البارسا يجعل منا جميعاً أناسا أفضل"، هكذا قالها في خطاب البرلمان الكاتالوني ، نعم ربما هو الحظ ، ولكن جوارديولا يعلم أنه كان مدرب البارسا منذ 15 عاماً ، ربما لم يكلفه أحد ، ربما كان في إيطاليا أو المكسيك أو قطر أو ربما في قاع الأرجنتين ، ولكنه كان مدربه غير المكلف ، ذلك الطالب الوحيد في الفصل الذي لم يفوت محاضرة واحدة ، إنه كان يعلم منذ سن ال 25 أنه يريد أن يصبح في الأصل مدرباً ، قم برمي ال 13 لقباً من أصل ال16 من النافذة ، إنجاز بيب الحقيقي أنه درس كل لحظة بريق في الأعين ، كل عضلة ترتخي ، كل عظمة تم كسرها، كل فيروس تم اختراقه، كل لفتة غبية حمقاء قامت بها مؤسسة البارسا منذ أن دخلها بيب للمرة الأولى طفلاً قبل ثلاثين عاماً ، لم يدرسها فقط بل عاشها ، مرض خلط ما هي سياسي بل ما هو بيزنس بفريق الكرة ، سياسة الصفقات اللامعة التي لا تنتمي لأي فلسفة تخص البارسا ، عقدة النقص مع الريال ، الحلول الهولندية السريعة ، قيام وسقوط أحلام كرويف ، المجد في ويمبلي 92 ، والسقوط في أثينا 94 ، يد ريكارد المرتعشة ، حفلات رونالدينيو ، لاعب الارتكاز هو الوتد ، هو كان الوتد ، رائحة الكامب نو قبل مباريات أيام الآحد الساعة الثامنة مساء، الجواهر الحقيقية موجودة على بعد 200 متر من مقر النادي ، ، لقد تدرب معهم ، تربى معهم ، تناول الإقطار على نفس المائدة ، لعب برفقتهم لمجرد اللهو حتى منتصف الليل ، معنى الغدر ، أن تجد نفسك بدون مكان حتى لو كنت أسطورة ، الصبر على خطأ يتكرر لمواسم ومواسم.

أن تستلم أفضل فريق في العالم جاهزاً؟ لم يكن فيل جاكسون يعتقد هذا بعد أن فضل البولز بقيادة جوردان لسبع سنوات كاملة حتى فازوا بأول لقب ، مارسيلو بييلسا لا يريد أن يسمع عنكم شيئاُ ، ثلاث سنوات من العسل الأرجنتيني ضاعت في أسبوع في مونديال 2002 قائداً لأفضل منتخب تم تشكيله في كرة القدم العالمية منذ هولندا 74. هل تذكرون وجوه ريال مدريد في ديلي ألبي عام 2003؟ أفضل فريق في العالم هو سراب يتم تحقيقه مع كل مران صباحي ، نعم بيب هو تلميذ كرويف ، ولكنه في حقيقة الأمر أحد مريدي مديره الفني السابق لويس فان جال ، كل لحظة مجد حققها الهولندي العنيد مع آياكس التسعينات (أهم فريق كرة في العشرين عاماً الماضية) ، وكل قرار خائب ، بارسا جوارديولا أقرب لآياكس ليتمانين وكانو ودافيدز وسيدورف أكثر من أي وقت أخر ، تلك اللمحة بين الحرية الشخصية والانضباط التيكتيكي ، الحوار بين الموهبة وبين المجموعة ، الهوية والتأقلم على منافسين لا يعرفون سوى تدمير الآخر ، فان جال كان يتمنى خلال جمهوريته الثانية في البارسا 2003 أن يلعب بفريق كامل من إنتاج الماسيا ، تماماً كما اقترب منها في ذلك الآياكس عام 95 ، بعد ثماني سنوات بيب يضع تسعة من أبناء الماسيا في فريقه الأساسي.
في وسط تلك العبثية التي أتى بها فلورنتينو وأبراموفيتش خلال العقد الماضي ، ثم إمبراطورية مانشستر سيتي ، وإمارة باريس سان جيرمان ، راتب بيكام الشهري الذي سيصل إلى 800 ألف يورو في قلب أزمة تعصف بأوروبا ، يأتي جوارديولا بطابع يساري يعيد ذلك السؤال عن لماذا نلعب كرة القدم في المقام الأول؟ ليس فقط في فكرة إمتاع الجماهير ، أن نلعب جيداً ، أن نكون مبهرين ، ولكن إنجاز بيب الحقيقي هو الوصول لتلك اللحظة النادرة التي تتكرر كل جيل في "فهم كرة القدم" ، أن تترك خلفك كل الأضواء ، فكرة أنك الطرف الأقل استعداداً ، الأكثر أزمةً ، تكررت مرتين أمام المنافس المباشر ، في كأس السوبر الإسباني وفي مطلع هذا الشهر ، أن تكون متأخراً ، أن يكون لديك أربعة لاعبين في غير مراكزهم ، وفي نفس الوقت لديك فكرة واضحة كاملة عن هوية الفريق ، أن السبب الرئيسي لأن يلعب فريقي على هذا النحو ، ألا تفقد عقلك ، تستعيد توازنك ، أن يجد أبيدال نفسه كمساك أو ظهير ، أن يجد بوسكيتس نفسه كارتكاز أو قلب دفاع ، نفس الحال لماسكيرانو ، هل يجب أن يكون إنييستا في اليمين أو اليسار ، هل يمكن لألكيسس أن يكون قلب هجوم ، ناهيك عن تياجو الذي يعمل عبداً لبيب في كل المراكز ، بين ألفيش ظهيراً أو جناحاً ، ربما تكون أفشل فكرة في التاريخ ولكن هذا لا يمنع استعداده للقيام بهذا دون تفكير عميق.
في فريق عرف هنري ،إيتو ، بويان ، إبراهيموفيتش ، جوديانسن وصل إلى القيام بنسق رقمي 3 – 7 – 0 ، لفريق بلا مهاجمين في تحليله الأول ، يبدو وكأن بيب عكف على دراسة أوراق تيلي سانتانا وميشيل هيدالجو الشخصية في الثمانينات ، لا توجد معجزات ، لا يوجد فريق بلاى ستيشن ، إنه الاقتراب من الفهم الكامل لتلك الرياضة ، حتى لو كان في إعصار مطير (الرجاء العودة إلى أفضل مباراة كرة لعام 2011 أمام أتليتك بلباو) ، فريق بالعديد من العيوب ، يدرك تماماً أن امتلاك الكرة هي الأكسجين ، لقد لخصها جوارديولا في جملة واحدة في تعليقه على خطأ فالديز الذي أهدى الهدف الأول للريال في الكلاسيكو الأخير:"لقد كنت سعيداً للغاية بأن فالديز لم يطح بالكرة إلى خارج الملعب عندما تصله ، لقد كان حريصاً على الحفاظ على نسق اللعب الخاص بنا حتى ونحن خاسرون بسبب خطأ منه ، إنها لقطة المباراة بالنسبة لي".
لحظات الفجر الأولى في مدينة لا يمكن التمييز بين أول ضوء لها وبين أضواء النيون الموجودة في كل مكان ، هل تبكي يا بيب مرة أخرى مثلما بكيت في أبو ظبي في ديسمبر 2009 عقب الفوز على أستوديانتس؟ ربما ...كل مرة كانت الكرة تسقط في حديقة جيراننا في الدور الأرضي في سانتبيدور ، كل مرة اشتقت فيها لأمي دولوريس معزولاً في غرفتي بالماسيا ، كل مرة كنت فيها جامع كرات في الكامب نو أجري خلف شوستر مع كل هدف يحرزه ، كل مرة كنت أتذكر أنه يتوجب البقاء على قيد الحياة رغم علمي بأنه ربما ليس لي مستقبل ، شاب نحيف بلا أي مميزات جسدية ، ربما هي المرة الأولى التي شاهدني فيها كرويف ألعب في الجبهة اليسرى لفريق الشباب برفقة ريكساش واقترح أن ألعب كلاعب ارتكاز مراهناً على عدم نجاحي ، ربما البقاء في السرير موسما كاملا دون لعب ، رائحة غرفة خلع الملابس في البيرنابيو وأنت في قمة السعادة بكونك لاعب كرة رغم الخسارة ، أن تعلم أنه لا مكان لك في فريق عمرك ثم الرحيل ، قراءة كل معادلة يدخل في تركيبها الناندرولون لعامين كاملين ، حكم البراءة مرتين بعد سبع سنوات ، الورم في كبد أبيدال ، ولادة الطفل الأول ، الانزلاق الغضروفي ، اللعب في الحديقة الخلفية "كان بارسا" مع صديقي تيتو فيلانوفا أواخر الثمانينات ، استئصال ورم الغدد الليمفاوية لمساعدي تيتو فيلانوفا ، الاستيقاظ - كما يقول إعلان مزيل العرق – فجأة لتجد نفسك في الأربعين من العمر ، ما تبقى ليس بنفس قدر ما مضي.
بيب يتلقى بريداً إلكترونياً يخبره بالصورة التي فازت بأفضل صورة لليوينسيف لعام 2011 ، يفتح الملف ، ولد أفريقي في مكب للنفايات والمخلفات ، يحمل تلفازاً محطماً من كوم للمخلفات أمامه ، في الخلفية سيارة مسحوقة تعود لقرون مضت ، سماء أقرب للون الأسود الفاتح قليلاً ، الولد بقميص مقلد للبارسا ، إنه القميص القديم للبارسا باليونيسيف ، قبل أن يصبح "قطر فاونديشن" ، فكرة النوم تصبح أكثر صعوبة ، يحاول وضع جسده الذي مازال محافظا على نحافته على السرير ، يأتي إلى ذهنه طبيعة تلك النهاية التي تنتظره ، نهايته كمدرب ، ياتي إلى ذهنه دون سابق إنذار صورة اليساري الأرجنتيني رودولفو والش الذي تم إغتياله بعد خطاب علني اتهم فيه المجلس العسكري بالمسئولية عن كل الجرائم التي ارتكبها عام 1977 ، بيب يحدق في السقف مع ابتسامة خفيفة ، كل يوم قد يكون اليوم الأخير :"أتمنى ان أصبح مثل السيد والش في حياته ، هذه هي الشجاعة ، كل شيء آخر هو مجرد لهو".
يغلق بيب عينيه دون قصد ، يقولون أن المرء يستغرق سبع ثواني قبل أن يقع فريسة للنوم ، في الثانية الثامنة يأتيه خاطرا ما يحسم الأمر تماماً ، ربما هي الأبيات لصديقه مارتن إيبوت: "إذا كنت ملكي أيها الطائر ، فأنا وقتها سأمتلك كل الأسرار ، لأن كل شيء الآن هو من تغريدك ، ومن وجودك الهش على ذلك الغصن".
تابعوني على فيسبوك
تابعوني على تويتر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.