احتوت مباريات المرحلة 28 من الدوري الممتاز في ظاهرها على إثارة شديدة وفي باطنها على مجمل عيوب الرياضة المصرية من تراخي ولا مبالاة وعناد غير مبرر وفقر في التعامل مع الإعلام. ومن غير السهل النظر إلى نتيجتي التعادل بين الأهلي والزمالك من جهة مع فريقين هابطين عمليا – والآن رسميا – إلى الدرجة الثانية في سياق فني فقط، خاصة مع إقامة اللقاءين في مرحلة حساسة من المسابقة. فلاعبو الأهلي الذين أبدوا صلابة كبيرة للعودة من فارق النقاط الست والتصدر بفارق خمسة، لعبوا هم ومانويل جوزيه مباراة بقدر غير مألوف من التراخي، على الرغم من أن حصولهم على النقاط الثلاث لم يكن رفاهية. وبدا وكأن عقول لاعبي متصدر الدوري مبرمجة على أنهم سيسجلون وقتما يشاءون وينهون على خصمهم المنهك كيفما يحلو لهم، ففاجئهم سموحة بالتقدم بهدفين مستحقين بالنظر إلى أداء الأهلي، الذي أرسل إلى غريمه التقليدي رسالة مفادها "نفسنا ترجع للمنافسة على الدوري". ولكن لاعبي الزمالك في الإسكندرية ردوا قائلين "الدوري؟ والله ما هو راجع". وجاء ردهم من خلال أداء حفل بقدر غير مفهوم أيضا من اللامبالاة، ظهر جليا في الفارق بين جديتهم قبل معرفة النتيجة في القاهرة وبعدها. الإحساس بعدم أهمية المباراة هو ما دفع شيكابالا أيضا إلى الإشارة إلى لفهيم عمر بهذا الاستهزاء، ليحصل على بطاقة حمراء – قد نختلف أو نتفق على استحقاقه لها – جعلت فريقه يلعب تحت وطأة نقص عددي في مباراة كان يمكنها أن تعيد الزمالك إلى أجواء البطولة في ظل تعادل الأهلي مع سموحة. أما العناد غير المبرر، فيتمثل في تصرفات فهيم عمر نفسه، الذي يبدو وكأنه حضر إلى المباراة كي يعلم اللاعبين الأدب وليس لإدارة مباراة كرة قدم. ولفت زميلنا شريف عبد القادر نظرنا جميعا في FilGoal.com أثناء متابعة اللقاءين أن فهيم عمر بدأ يتخذ من العناد مع اللاعبين والفرق مذهبا منذ اندلاع أزمات التحكيم الأخيرة مع الأندية الكبيرة والجماهيرية.
ففي أول تصريحاته، وصف مدرب سموحة حكم المباراة بأنه حكم "كرة يد" بسبب احتسابه سبع دقائق وقتا بدل ضائع، وهي العبارة التي لا أستطيع فهمها حتى الآن، إذ أن قانون لعبة كرة اليد لا يتضمن بند الوقت الضائع من الأساس! فعمر يدخل مباريات الأندية الكبيرة ليقول لهم "فلتعرفوا أنني هنا صاحب السلطة .. لن أسمح لكم باستعراض قوتكم علي" وهو ما فعله عمليا في لقاء الأهلي وحرس الحدود، ثم الإسماعيلي والجيش، وأخيرا الزمالك والاتحاد السكندري. وهو هنا يخرج نفسه من المكانة الرفيعة لقاض من المفترض أن يكون على مسافة واحدة بين جميع الأطراف، إلى خصم مع هذا اللاعب أو ذاك المدرب. هذه الندية تقلل كثيرا من تركيزه وتدفعه لاتخاذ قرارات غير دقيقة، أخرها هو احتساب سبع دقائق فقط وقتا ضائعا في لقاء الإسكندرية رغم أن الوقت الذي استغرقه خروج شيكابالا من الملعب وتمارض هاني سليمان على الأرض لا يقل عن 10 دقائق بأي حال. الدقائق السبع تم احتسابهم أيضا في القاهرة، وسجل في أخرهم أحمد السيد هدفا نادرا، نقل الأهلي من خانة الهزيمة إلى مربع التعادل، ونقل أيضا سموحة من حلم البقاء إلى واقع الهبوط. وفيما يقر الجميع بشجاعة وفعالية ميمي عبد الرازق المدير الفني لسموحة الذي تولى المنصب في وقت عصيب، فإن الرجل ظهر مفتقرا إلى أبجديات التعامل مع الإعلام في هكذا ظروف، فأطلق عددا من التصريحات العجيبة بنهاية المباراة بدلا من الاكتفاء بشكر لاعبيه والإشادة بقدرتهم على إحراج بطل الدوري المرتقب. ففي أول تصريحاته، وصف مدرب سموحة حكم المباراة بأنه حكم "كرة يد" بسبب احتسابه سبع دقائق وقتا بدل ضائع، وهي العبارة التي لا أستطيع فهمها حتى الآن، إذ أن قانون لعبة كرة اليد لا يتضمن بند الوقت الضائع من الأساس! التصريح الثاني لا يقل إثارة عن سابقه، إذ أبدى عبد الرازق ثقته في أن الحكم كان سينهي المباراة في الدقيقة 43 إذا كان الأهلي متقدما، وهي عبارة قد أتقبلها من مشجع يشيط غيظا أمام كاميرا إحدى القنوات في لقاءات ما بعد المباراة، ولكنني أدرجها تحت مآسي الرياضة المصرية حينما تصدر عن مدير فني لفريق في الممتاز. للتواصل Facebook.com/Ahmad.Sa3eed