يتعامل إتحاد كرة القدم مع المواقف المختلفة حسب مصالحه ورؤية أعضائه ، الذين تحكمهم مصالحهم الخاصة ، بعيدا عن كل ما يرددونه عن الصالح العام ، ومواقفهم تفضح تصرفاتهم وتعريهم أمام الرأي العام الذي أصبح يتابع تصرفات مسؤولي الإتحاد بكثير من الإمتعاض وعدم الدهشة ، بعد أن تأكد من أن أعضاء مجلس إدارة الإتحاد لا تعنيهم سوى " السبوبة " وما سيعود عليهم من نفع شخصي . فعندما أرسل الإتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " طالبا ضرورة تطبيق دوري المحترفين إعتبارا من الموسم المقبل ، إنتفض إتحاد الجبلاية بقيادة هاني أبوريدة نائب رئيس الإتحاد " وكيل الفيفا في مصر" ، وأكدوا أنهم سيطلبون من أصحاب توكيل كرة القدم في العالم منح فرصة لمدة عامين لتوفيق الأوضاع " على فكرة الإتحاد الدولي لكرة القدم لا يختلف كثيرا عن الإتحاد المصري لكرة القدم ، فالمصالح والمنافع هى أساس تحركاتهم " وما ألعن من سيدي إلا ستي". الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، بل أن الإتحاد سيطلب أيضا من " شيوخ " الفيفا ضرورة إعادة النظر في بعض الإشتراطات التي يتطلبها تطبيق دوري المحترفين ، منها ضرورة إمتلاك كل فريق ملعب خاص به ، على إعتبار أن هناك أندية إيطالية كبيرة مثل الإنتر والميلان لا يمتلكان ملاعب خاصة ، بما يعني أن كلام الفيفا ليس قرأنا ولا وحي نزله رب العباد . على العكس مما يحدث مع الفيفا ، كان موقف إتحاد الكرة مع الإتحاد الأفريقي لكرة القدم - الكاف - " أحد أبناء الفيفا وشبيهه " فعندما أرسل الكاف خطابا لإتحاد الكرة في الإسبوع الأخير من شهر سبتمبر الماضي بشأن حقوق البث التلفزيوني لمباريات التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا 2012 ، والذي قال إتحاد الكرة عندنا أنه يمنعه من بيع تلك حقوق ، لم نسمع ردا ولا تعليقا ولا تعقيبا من مسؤولي الجبلاية ، بل قالوا سمعا وطاعة لإخوانهم في الكاف ، عارفين ليه ؟ لأن هذا الخطاب جاء على هوى أصحاب المصالح في الجبلاية ، " وهو فيها أيه يعني لما الإتحاد خسرله 50 ولا 60 مليون جينة علشان خاطر عيون أصحابهم في وكالة حسن حمدي للإعلان مش قلنا وهو الواحد ليه عند صاحبه أيه " إتحاد الكرة تعامل مع خطاب الكاف الأخير على إعتبار أنه كلام لا مجال للمناقشة ، بل دافعوا عن حقوق الكاف "وفي ستين دايه حقوق إتحاد الكرة المصري " رغم أن خطاب الإتحاد الأفريقي لم يوضح شيئا سوى أن الكاف " في طريقه لإنهاء المفاوضات شريك إعلامي مهتم بالحصول على حقوق البث التليفزيوني الحصري لجميع المباريات التي تقام في التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا " بحسب نص الخطاب ، أي أن الكاف لم يحسم الأمر بعد ، كما أن إتحاد الكرة لم يحاول الإستفسار من الإتحاد الأفريقي حول ما سيعود عليه من بيع تلك الحقوق . المثير للشبهات أن إتحاد الكرة ألغى مزايدته بداعي أن هناك خطابا من الكاف - لم يصل الخطاب إلا بعد ثلاثة أيام من إلغاء المزايدة - يمنع بيع حقوق بث المباريات إعتبارا من الجولة الثالثة ، أي أن الإتحاد ألغى مزايدة وصلت قيمتها إلى 162 مليون جنية لمدة أربعة سنوات من أجل مبارايتين فقط ، ورغم أن كراسة الشروط فيها بند يشير إلى " بما لا يتعارض مع حقوق الإتحاد الأفريقي " كل المؤشرات تشير إلى أن إتحاد الكرة أدخل نفسه في دائرة الشبهات " متعودة داااايما " من أجل شخص واحد فقط يجلس في مكتبه بشارع الجلاء ، حيث توجد وكالة إعلانية شهيرة يشرف عليها حسن حمدي ، وهذا يؤكد أن كل من يحدثون عن الشرف والنزاهة والشفافية والعمل العام ، كاذبون ، ولكن سيوافق الرأي العام على قرار أعضاء مجلس إدارة إتحاد الكرة بإلغاء المزايدة الأخيرة ، " على إعتبار أنهم بس اللي بيفهموا في كل حاجة " ، ولكن سينتظر عما ستسفر عنه المزايدة المقبلة لبيع الحقوق " وبيتهيألي أن مبارايتين في تصفيات أفريقيا مش هيفرقوا كتر في البيعه الجاية وياريت ما نسمعش أن الإتحاد بيبيع حقوقه ب 60 ولا ب 70مليون جنية أصلها ما تجبش أكتر من كده" - ما حدث في لقاء الأهلي والترجي الأخير وإعتداء بعض الجماهير التونسية على رجال الأمن المصري أمر مؤسف وغير مقبول ، الا ان اعتذار المسؤولين التوانسة عما حدث هدأ كثيرا من غضب الرأي العام المصري ، ولكنه يؤكد أن هناك أمرا ما خطأ ، يحتاج لتفسير من رجال علم النفس والإجتماع ، لأنه من غير المعقول أن يتم الإعتداء على كل ما هو مصري في اللقاءات العربية - العربية بهذا المنظر المهين الذي ظهر عليه أحد رجال الأمن المصري في مدرجات إستاد القاهرة " وكأنه حرامي في سوق " ، والسؤال هنا لماذا يتم تفتيش الجماهير المصرية على طريقة المجرمين وتم التساهل مع الجماهير التونسية ؟ وإلا من أين أتت كل هذه الشماريخ التي ظهرت في سماء إستاد القاهرة ! الغضب المصري واضح في الشارع ، وإن كان غير ظاهر في المكاتب الرسمية ، فلابد وأن نعيد النظر من جديد في طريقة تعاملنا مع الغير وبنفس الطريقة التي يتم التعامل معها مع المصريين من هؤلاء ، فالمواطن المصري في أشد الحاجة للشعور بالإحترام والكرامه قبل الأمان سواء في مصر أو خارجها ، ولا نريد أن نسمع من يخرج علينا ليؤكد أن الإعلام الرياضي هو من يثير الفنتة ويشعل الخلافات مع الدول العربية ، فالشواهد كلها تشير إلى أن الإعلام المصري سعى بكل قوته للتأكيد على أن الأمور في أحسن حال ، وأن " الشقيقة " في بيتها التاني " هو الناس هتلاقيها من مين ولا من مين مش كفاية النار اللي عايشين فيها " على الهامش : أقالت محطة التليفزيون الأمريكية " سي أن أن " ، مذيعها " ريك سانشيز " لهجومه على زميله " جون ستيوارت " وإتهامه له بالعصب ، فما رأي مسؤولي قناة " موردن سبورت " التي نشاهد فيها يوميا مسلسل هجوم مقدمي البرامج بعضهم على بعض ، كنوع من تصفية حساباتهم الشخصية ؟!