اثبت منتخب البرازيل في الدور الاول من مونديال 2002 انه فريق التناقضات: فهو يتمتع بهجوم ناري، لكن دفاعه سيء للغاية وتجلى ذلك بوضوح في مباراته ضد كوستاريكا التى فاز بها بخمسة أهداف مقابل هدفين في سوون في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الثالثة. وقد سمح ثلاثي خط الدفاع ادميلسون ولوسيو واندرسون بولجا للمهاجمين الكوستاريكيين الذين لا يتمتعون بسمعة عالمية بان يسجلوا هدفين وان يسددوا باتجاه المرمى 12 مرة احداها اصابت العارضة، ولو وجد مهاجمون من عينة الايطالي كريستيان فييري او الانكليزي مايكل اوين لكان المرمى البرازيلي الذي يحرسه ماركوس تعرض لاهداف عديدة. وظهرت هذه الثغرات في المباراتين السابقتين ايضا واستمرت الهفوات امام كوستاريكا المتواضعة التي فتحت شوارع فيه من دون ان تجد الهداف الذي يجيد هز الشباك. واذا لم يعمل المدرب لويس فيليبي سكولاري على تدارك هذه الاخطاء سيدفع الثمن في الادوار المقبلة لان المنتخبات التي سيواجها "الذهبي والاخضر" ستكون من دون ادنى شك افضل من تركيا والصين وكوستاريكا التي لعب ضدها حتى الان. في المقابل، اظهر المنتخب البرازيلي انه يتمتع بهجوم ناري، فقد سجل مهاجمه العائد من اصابة رونالدو ثالث هدف له في البطولة واعتبر اللاعب انه سجل هدفين بينهما الاول الذي نسب الى المدافع الكوستاريكي لويس مارين خطأ في مرمى منتخب بلاده مشيرا الى انه تقدم بطلب الى الفيفا لتغيير القرار وقد وعد الاخير بدراسة شريط الفيديو. ويبدو ان رونالدو بدأ يستعيد تدريجيا مستواه وهو خاض الدقائق التسعين كاملة للمرة الاولى بعد ان لعب 60 دقيقة في المباراة الاولى، و72 في الثانية. والامر ينطبق ايضا على ريفالدو الذي سجل ايضا ثالث هدف له في البطولة الحالية ليؤكد انه شفي تماما من اصابة في كاحله تعرض لها اخيرا، كما ان اديلسون الذي لعب مكان رونالدينيو ابلى بلاء حسنا ايضا.
ويذكر الفريق الحالي بمنتخب 1982 الذي لم يكن يكترث بالدفاع اطلاقا، فدفع الثمن غاليا عندما خسر امام ايطاليا في الدور الثاني 2-3 في مباراة شهيرة كان بطلها باولو روسي صاحب الاهداف الايطالية الثلاثة مع انه كان مرشحا فوق العادة لاحراز اللقب. واعترف مدرب البرازيل بتقصير خط الدفاع وقال اثر المباراة: "لا شك ان هناك مشكلة، فعندما نواجه ضغطا، لا نقوم بما نفعله في التمارين"، ووعد بانه سيشاهد شريط فيديو المباراة مع اللاعبين خصوصا ربع الساعة الاول والاخير "لاشرح لهم بالتحديد ما يجب عليهم القيام به". وغالبا ما يؤخذ على المدافعين البرازيليين انهم يغامرون بالهجوم فيتركون مساحات خالية، وقام قلب الدفاع ادميلسون، الذي لعب مكان روكي جونيور خوفا من ان يحصل الاخير على بطاقة صفراء تمنعه من خوض مباراة الدور الثاني، بواجبه على اكمل وجه كما سجل هدفا يفخر به اي مهاجم، لكن البعض يتساءل ماذا كان يفعل في مركز قلب الهجوم؟. وبعد دقيقة واحدة لم يحرك ثلاثي خط الدفاع ساكنا عندما تبادل المهاجم الكوستاريكي باولو وانتشوب الكرة مع كارلوس كاسترو داخل المنطقة ليسجل الاول هدفا سهلا اعاد الامل الى منتخب بلاده بادراك التعادل. وقام جونيور بديل روبرتو كارلوس بجهد هجومي كبير استحق على اثره لقب افضل لاعب في المباراة، لكنه كاد يسجل خطأ في مرماه عندما حول كرة من ركلة ركنية مع انه لم يكن تحت الضغط (71)، وكان ستيفن برايس راوغه على الجهة اليسرى بسهولة قبل ان يمرر الكرة التي جاء منها الهدف الثاني لرونالد جوميز (56). واحس سكولاري بحراجة الموقف عندما اصبحت النتيجة 3-2 بعد ان تقدم المنتخب بثلاثة اهداف نظيفة، فاخرج لاعبين يتمتعان بنزعة هجومية هما جونينيو واديسلون واشرك مكانهما مدافعين هما كليبرسون وريكاردينيو قبل ان يضيف ريفالدو وجونيور هدفين ويضمنا النتيجة. وقد تحرز البرازيل لقبها الخامس شرط ان يطرأ تحسن كبير على خط الدفاع، لانه منذ عام 1950 نجح منتخبان فقط في احراز اللقب بعد ان دخل مرماهما اكثر من هدفين في الدور الاول وهما المانيا (1954 و90) والبرازيل عام 1970.