في ظل اعتماد معظم الفرق على الأجنحة لخلق فرص تهديفية، لماذا ينجح بعضهم ويفشل الآخر؟ ولماذا تزايدت أهمية الأجنحة العكسية في طرق اللعب ذات المهاجم الواحد؟ الجناح العكسي هو اللاعب الأعسر الذي يلعب على الجانب الأيمن أو اللاعب الذي يستخدم القدم اليمنى ويوظف على الجانب الأيسر .. أما الجناح الكلاسيكي فهو الذي يلعب في نفس الجهة الموازية لقدمه الأساسية. وتزايد مؤخرا استخدام الأجنحة العكسية على حساب الأجنحة الكلاسيكية. أبرز الأمثلة من الموسم الأوروبي المنصرم هو التألق الكبير لآرين روبن مع بايرن ميونيخ على الجناح الأيمن رغم أنه لاعب أعسر، وهو ما ينطبق أيضا على ليونيل ميسي في برشلونة. ومع استعراض ثلاثة فرق كبيرة تعتمد بنسب متفاوتة على الأجنحة في كأس العالم 2010، يظهر أن عدم تقديم المستويات المطلوبة يأتي غالبا بسبب استخدام الأجنحة بصورة غير فعالة. فهولندا التي تعتمد على الأجنحة بصورة أساسية لم تستطع النجاح حتى الآن سوى في مرة واحدة مع البديل إليرو إليا فيما جاء هدفها أمام اليابان من تسديدة بعيدة، وإنجلترا حتى الآن تحاول الطيران بجناح واحد هو الأيمن فيما يصيب العطب الجهة اليسرى تماما. أما الفريق الأخير وهو فرنسا، فرسب تماما في مباراتين حتى الآن ولم تستطع أجنحته خلق ولو فرصة واحدة للمهاجم الوحيد المعزول طوال الدقائق ال90. أولا: هولندا تلعب هولندا بطريقة 4-3-3 بوجود روبن فان بيرسي كرأس حربة، يأتي من على يساره اللاعب الأعسر رافايل فان دير فارت، ومن على يمينه المهاجم الأيمن ديرك كاوت. ونظرا لهذه الوضعية، فإن فان دير فارت على الجانب الأيسر مجبر على استخدام قدمه اليسرى لإرسال عرضيات داخل منطقة الجزاء وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على كاوت في الجانب المقابل .. ولكن مع وجود رأس حربة وحيد فإنه غالبا لا يستطيع التقاط الكرات العرضية وسط قلبي دفاع من الفريق المنافس يعاونهما أحد الظهيرين الذي يدخل منطقة الجزاء للتغطية. ولم يتحسن أداء هولندا في مباراتي الدنمارك ثم اليابان إلا عندما دخل الملعب إليا صاحب القدم اليمنى مكان فان دير فارت على الجناح الأيسر. واستطاع إليا في المباراتين أن ينطلق على الخط من الجانب الأيسر ثم يكسر إلى داخل الملعب حيث يصبح بإمكانه المراوغة للداخل أو التسديد البعيد أو إرسال التمريرات البينية لأحد المنطلقين من منتصف الملعب. هدف هولندا الثاني في الدنمارك جاء من لعبة إليا التي انفرد فيها وسدد في العارضة قبل أن يتابع كويت في المرمى، كما صنع اللاعب نفسه أكثر من كرة بعد دخوله أمام اليابان أبرزها لفان بيرسي قبل خروجه. والصورة التالية توضح وضعي فان دير فارت وكاوت وعدم وجود حلول سوى إرسال العرضيات، وتوضح أيضا وضعية إليا أو روبن حينما يأتي من الجناح الأيمن والخيارات المتاحة لهما بالتسديد أو التمرير ... اضغط هنا للمشاهدة. ثانيا: فرنسا تلعب فرنسا بطريقة 4-2-3-1 بوجود جناحين صريحين هما سيدني جوفو يمينا وفرانك ريبيري (فلوران مالودا) يسارا وصانع لعب يتمثل في يوان جوركوف أو ريبيري إذا لم يلعب جناحا، وأمام الثلاثي السابق مهاجم واحد هو نيكولا أنيلكا. فرنسا ترتكب الخطأ نفسه الذي يعاني منه المنتخب الهولندي، وهو توظيف لاعب أيمن على الجناح الأيمن ولاعب أعسر على الجناح الأيسر، وهو ما لا يترك لهما خيارا سوى عرضيات لا تصل أبدا إلى أنيلكا.
الجناح العكسي هو اللاعب الأعسر الذي يلعب على الجانب الأيمن أو اللاعب الذي يستخدم القدم اليمنى ويوظف على الجانب الأيسر .. أما الجناح الكلاسيكي فهو الذي يلعب في نفس الجهة الموازية لقدمه الأساسية الخطأ أكثر تأثيرا على فرنسا كون ريبيري ومالودا وجوفو لا يجيدون اللعب كهاجمين صرحاء ولذلك لا تجد أي منهم يدعم أنيلكا كمهاجم ثاني إذا جاءت العرضية من الجانب المعاكس، وهو ما فعله بنجاح كويت أمام الدنمارك بسبب امتلاكه لحساسية وتحركات رأس الحربة. ولكن شكل فرنسا سيتحسن جدا إذا اعتمد المدير الفني ريمون دومينيك على أسلوب الجناح العكسي بوضع ريبيري على الجانب الأيمن وجوفو على الجانب الأيسر لأنهما في هذه الحالة سيمتلكان خيارات كثيرة. الخيار الأول للثنائي هو التسديد البعيد، وهما ما يجيدانه بشدة وسيكون متاحا لهما إذا جاءت الكرة على قدمهما الأساسية بعد القطع إلى داخل الملعب. الخيار الثاني هو إعادة الكرة مرة أخرى إلى الخط حيث الظهيرين المنطلقين من الخلف سواء باتريس إيفرا يسارا أو بكاري سانيا يمينا. فدخول ريبيري ومالودا للداخل يسحب معهما الظهير المدافع، وبالتالي يصبح طريق إيفرا وسانيا مفتوحا لإرسال عرضية متقنة لأنيلكا مع انشغال قلب الدفاع بمقابلة ريبيري أو جوفو القادمين من الوسط. الصورة التالية توضح خيارات فرنسا في حالة استخدام الجناح العكسي .. اضغط هنا للمشاهدة ثالثا: إنجلترا تلعب إنجلترا 4-4-1-1 وهي مشابهة لطريقة 4-4-2 الكلاسيكية فيما عدا عودة أحد فردي الخط الأمامي (روني أو هيسكي) إلى الخلف قليلا كمهاجم متأخر فيما يظل الآخر رأس حربة صريح في منطقة الجزاء. ويساهم روني في صناعة اللعب مع أفراد الوسط ثم ينطلق إلى منطقة الجزاء مجاورا هيسكي لتلقي الكرات العرضية من الجانبين الأيمن والأيسر. في الطريقة السابقة، من الأفضل أن يلعب الفريق بجناحين كلاسيكيين لأن مهمتهما الأساسية في هذه الحالة هي إرسال العرضيات وليس الدخول إلى عمق الملعب، وهو ما يفسر أيضا الصورة الإنجليزية الطيبة في فترات طويلة من الشوط الأول أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية. فآرون لينون اللاعب الأيمن لعب يمينا فيما احتل جيمس ميلنر الذي يجيد استخدام القدم اليسرى بصورة طيبة جدا - رغم أنه ليس أعسر - الجانب الأيسر وأرسلا أكثر من عرضية خطيرة فشل مهاجمو إنجلترا في استغلالها. ولكن مع إصابة ميلنر وعدم وجود أي لاعب أعسر بين البدلاء، اضطر فابيو كابيللو لإقحام شون رايت-فيليبس في الجانب الأيسر رغم عدم إجادته اللاعب بقدمه اليسرى، وهو ما أظهر اللاعب بصورة ضعيفة جدا لأنه اضطر في كل مرة إلى تهيئة الكرة على قدمه اليمنى ليتمكن من إرسال العرضية فيما حافظ لينون على خطورته في الجانب الآخر. الأمر نفسه تكرر في مباراة الجزائر، التي ظهر فيها لينون بصورة أفضل نسبيا من ستيفن جيرارد الذي احتل الجانب الأيسر ولم يستطع أن يقدم مستواه الطبيعي الذي عادة ما يظهره في منتصف الملعب. الصورة التالية توضح لماذا يمتاز لينون وميلنر بالخطورة رغم أنهما جناحين كلاسيكيين وليسا عكسيين .. اضغط هنا للمشاهدة -- الصور تكوين الزميل محمد حسين