إصابة بيكام .. حلقة في الإحباطات الإنجليزية قبل البطولات الكبرى

الإصابة التي لحقت بديفيد بيكام لم تبدد فقط حلم اللاعب الذي انتقل خصيصاً إلى الدوري الإيطالي للفت انتباه المدير الفني لمنتخب بلاده، بل أكملت تقليداً اتبعه المنتخب الإنجليزي منذ قديم الأزل بفقدان نخبة من نجومه قبل البطولات الكبرى.
ورغم أن بيكام كان قد انتقل إلى ميلان على سبيل الإعارة من لوس أنجلس جالاكسي الأمريكي سعياً وراء لفت انتباه فابيو كابيللو المدير الفني لمنتخب إنجلترا، وهو ما نجح في تحقيقه، فان الإصابة تحرمه من المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا.
وفيما اعتمد كابيللو على بيكام كبديل مؤثر بفضل خبرته وتقنيته غير العادية في التمرير والتصويب وإرسال العرضيات، أصبح علي المدير الفني الإيطالي البحث عن بديل لقائد المنتخب الإنجليزي السابق بالإضافة لثنائي مانشستر يونايتد مايكل أوين وأوين هارجريفز.
وعرضت صحيفة "ميرور" البريطانية مجموعة من أشهر الإصابات التي لحقت بنجوم المنتخب الإنجليزي قبل البطولات الكبرى، والتي كان منها:
برايان "بوبي" روبسون (كأس العالم 1986)
حمل لاعب مانشستر يونايتد السابق على عاتقه قيادة منتخب بلاده في كأس العالم 1986 والتي استضافتها المكسيك في الفترة ما بين 31 مايو و29 يونيو.
وحملته الجماهير آمال قيادة الفريق في المونديال خاصة بعد العرض الرائع الذي قدمه أمام المنتخب التركي في التصفيات المؤهلة للبطولة وفاز بها الأسود الثلاثة بثمانية أهداف نظيفة، ثلاثة منها حملت توقيع روبسون وساعدت المنتخب الإنجليزي على التربع على قمة مجموعته في التصفيات.
إلا أن إصابة مزعجة في الكتف لحقت باللاعب قبل المونديال أجبرته على اللعب بحرص شديد في البطولة، ولكن حرصه لم يمنعه من القتال على كرة عالية خلال مباراة فريقه في المجموعة الثانية أمام المغرب أدت لسقوطه بقوة على كتفه المصابة.
وأصبحت صورة روبسون وهو يخرج من المباراة مستنداً على فريد ستريت طبيب الفريق وقتها أحد أبرز الصور الممثلة لأبرز أزمات المنتخب الإنجليزي عبر تاريخه، خاصة بعدما ظهر تأثر خط وسط الفريق بغياب لاعب وست بروميتش السابق في مباراة إنجلترا أمام الأرجنتين.
فقد أتاح غيابه الفرصة للأسطورة دييجو مارادونا ليتلاعب بالمنتخب الإنجليزي وينهي المباراة لصالح فريقه، في الوقت الذي أكدت فيه وسائل الإعلام الإنجليزية أن هذا لم يكن ليحدث بوجود روبسون في الملعب.
كيفين بياتي (يورو 1980)
المدافع الإنجليزي الفذ الذي لقبه بوبي روبسون ب"الماسة" قدم مع المنتخب الإنجليزي تسع مباريات دولية مبشرة، ولكنه اضطر لاعتزال اللعب الدولي مبكراً، بعد إصابته بحروق بالغة في حادث حرمه من المشاركة في الدورة السادسة من كأس الأمم الأوروبية التي استضافتها إيطاليا في 1980.

جيمي ريدناب (كأس العالم 1998)
ثلاث مناسبات مع المنتخب الإنجليزي، خرج فيها جيمي ريدناب محمولاً بواسطة رجال الإسعاف، وهو ما دفعه للتصريح ساخراً بأنه "يجب أن يكون رقماً قياسياً".
وبدأت لعنة ريدناب بإصابته بكسر في الكاحل في فوز منتخب بلاده على نظيره الأسكتلندي في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا بملعب ويمبلي، بعدما قدم مباراة رائعة رجح فيها كفة فريقه للفوز باللقاء قبل أن يخرج مصاباً.
ورغم غياب ريدناب فان الفريق نجح في الوصول لنصف نهائي كأس الأمم لعام 1996، وهو ما أثبت أن غيابه قد لا يفسد فرص الفريق كاملة، إلا أن الأمور في كأس العالم 1998 كانت مختلفة.
وتمحورت خطط جلين هوديل المدير الفني للأسود الثلاثة قبل المونديال الذي استضافته فرنسا حول ريدناب في خط الوسط، وهي المهمة التي لم يتمكن نجم ليفربول من تنفيذها.
ففي مايو 1997، وقبل عام كامل من المونديال الذي أقيم في الفترة ما بين 10 يونيو و12 يوليو 1998 عاودت الإصابة ريدناب خلال مباراة إنجلترا أمام جنوب إفريقيا في أولد ترافورد ليبتعد موسماً كاملاً عن الملاعب، ما حرمه من تمثيل بلاده في البطولة التي اقتنصها أصحاب الأرض من راقصي السامبا.
باول جاسكوين (يورو 1992)
كانت الأمور لتختلف كثيراً للمنتخب الإنجليزي إذا لم يدخل نجم توتنام بول جاسكوين في التحام خطير مع جاري كروسبي مدافع نوتنجام فورست في نهائي كأس إنجلترا عام 1991.
وتسبب الالتحام بين اللاعبين في إصابة جاسكوين – صاحب أكبر كم من الفضائح خارج المستطيل الأخضر بين الإنجليز - بقطع في الرباط الصليبي لركبته اليمنى.
ورغم أن ناديه الجديد لاتسيو أتاح له الفرصة للعودة لإنجلترا للاستشفاء، فان إصابة جاسكوين تفاقمت عقب سقوطه خلال سهره في إحدى الملاهي الليلية في نيوكاسل، ما أنهى المشوار الدولي للاعب.
ديفيد بيكام (كأس العالم 2002)
سيناريو إصابة بيكام قبل المونديال يتكرر للمرة الثانية في تاريخه، بعدما حدث له ذلك قبل كأس العالم 2002 في كوريا واليابان.

تيري بوتشر ملطخ بالدماء عقب إصابته في إحدى مباريات المنتخب الإنجليزي
ففي 11 إبريل وقبل أسابيع قليلة من انطلاق المونديال الذي أقيم في الفترة ما بين 31 مايو وحتى 30 يونيو، شهد لقاء جمع بين مانشستر يونايتد وديبورتيفو لاكرونيا في دوري أبطال أوروبا إصابة بيكام بكسر في أحد عظام قدمه اليسرى.
وسرعان ما أصبحت سرعة شفاء بيكام من إصابته أمر يهم الرأي العام الإنجليزي، ورغم نجاحه في العودة للملاعب مع المباراة الافتتاحية لإنجلترا في البطولة أمام السويد، إلا أن لياقته وسرعته تأثرا بشدة بالإصابة.
كما أن الإصابة تجددت خلال لقاء المنتخب الإنجليزي أمام البرازيل في دور الثمانية في المونديال، في المباراة التي أنهاها نجوم السامبا بنتيجة 2-1 وتابع بيكام نهايتها من على مقاعد البدلاء باكياً وهو يشهد خروج رفاقه من البطولة.
تيري بوتشر (يورو 1988)
الطبيعة الانتحارية التي اشتهر بها تيري بوتشر وضعته في قلوب الجماهير الإنجليزية كلفته الكثير، وتحديداً في نوفمبر 1987 حينما أدى التحامه القوي بالإسكتلندي أليكس ماكليش في كسر في قدم بوتشر.
وبإصابته أصبح مارك رايت وتوني آدمز الخيار الأول في قلب الدفاع الإنجليزي في البطولة الأوروبية التي استضافتها ألمانيا الغربية، وهي البطولة التي واجه فيها المنتخب الإنجليزي فشلاً ذريعاً وعاد مع مطالبات بإقالة بوبي روبسون من الإدارة الفنية للفريق.
ولكن هذا لم يدفع بوتشر للتخلي عن طبيعته المغامرة، ليصر على استكمال مباراة منتخب بلاده أمام المنتخب السويدي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم عام 1989 رغم إصابته بجرح غائر في رأسه، ما دفعه لإنهاء المباراة وهو ملطخ بالدماء.
كيفين كيجان وتريفو بروكينج (كأس العالم 1982)
رغم أنهما تخطيا الثلاثين عاماً، فإن اللاعبين قادا المنتخب الإنجليزي للتأهل لبطولة العالم، ولكن الإصابة لحقت بالثنائي قبل انطلاق نهائيات كأس العالم التي استضافتها إسبانيا في الفترة ما بين 31 يونيو و11 يوليو.
عانى كيجان من متاعب في الظهر سافر على إثرها للعلاج في ألمانيا، فيما صارع بروكينج للتخلص من إصابة في الكاحل للحاق بمنتخب الأسود الثلاثة في المونديال الذي فاز به المنتخب الإيطالي.
ولكن المدير الفني رون جرينوود أصر على اصطحاب اللاعبين إلى إسبانيا، معتقداً أنهما كما تمكنا من الصعود بالفريق من التصفيات، سيزيدا من فرص الفريق في النهائيات.
وكانت النتيجة أن المنتخب الإنجليزي تعثر رغم تربعه على قمة مجموعته في الدور الأول.
فقد فشل الأسود الثلاثة في التأهل لنصف نهائي البطولة، إذ احتاج منتخب إنجلترا للفوز على المنتخب الإسباني بنتيجة 2-0 للتأهل لنصف النهائي، إلا أن اللاعبين الذين لم تسمح لياقتهما سوى في 51 مجتمعين، أضاعا الفرصة تلو الأخرى متابعين فريقهما وهو يخرج مبكراً من البطولة.