ساندت الجزائر بكل قوة في لقائها أمام كوت ديفوار ودعوت الله أن تتأهل لقبل نهائي كأس أمم إفريقيا لكي تواجه منتخب مصر، ليس حبا فيهم، ولكن لأسباب أخرى. فرغبتي كانت نابعة من تكرار مواجهة مصر مع الجزائر في ظروف هادئة والتي ستكون لها فوائد عديدة، ليس دعما للوحدة العربية، أو أنهم أسهل بالنسبة للفراعنة من كوت ديفوار. فالمواجهة التي جاءت أسرع مما نتوقع وبعد مرور شهرين فقط من المباراة الفاصلة التي كانت في أم درمان ستكون هادئة ولن تحمل الإثارة والسخونة التي حملتها مباريات مصر مع الجزائر في تصفيات كأس العالم، بل وستزيل الاحتقان بين البلدين أيا كانت نتيجتها. فالأمن في أنجولا سيكون أقوى كثيرا مما كان عليه في السودان، والجماهير هناك ستكون أقل أيضا ولن تتعدى 2000 مشجعا على الأكثر لكل منتخب وهو عدد ضئيل مقارنة بعدد من احتشدوا في السودان. إضافة إلى ذلك، الفارق الزمني بعد مباريات دور الثمانية وقبل مباراة مصر والجزائر قليل جدا ولا يتعدى 72 ساعة فقط وهو ما لا يسمح بالشد والجذب بين الاعلام من الجانبين بعكس مواجهات كأس العالم التي كنا نعلم موعدها وننتظرها ونتحدث عنها قبل أشهر من أقامتها. كما تعلم الإعلام المصري الدرس جيدا وفطن إلى أن إشعال الأجواء ليس في صالحنا، بل يصب تماما في صالح المنتخب الجزائري. فطبيعة الشعب الجزائري واللاعبين تجعلهم يجيدون عند خوض المباراة وكأنها حرب أو معركة، وهو ما فعله الاعلام في البلدين قبل مباراتي تصفيات كأس العالم، على عكس اللاعب المصري تماما الذي يجيد في الأجواء الهادئة ويحتاج إلى تركيز داخل الملعب بدون تشتيت. وقد بدأ الاعلام المصري بالفعل في تهدئة الأجواء، الأمر الذي طالبنا به من قبل مرارا وتكرارا وأشكرهم على هذه البداية الهادئة وأتمنى أن يستمروا عليها حتى موعد المباراة وبعدها أيضا، وألا ينزلقوا أو ينجرفوا للجانب الجزائري حتى لو قاموا هم بالاساءة إلينا وألا ننظر إلى هذه التفاهات وألا نرد الاساءة بالاساءة. ففي المرة السابقة قبل مباراتي تصفيات كأس العالم هاجمناهم و"قطعناهم" إعلاميا ولكننا خسرنا المباراة داخل الملعب، وخارج الملعب حيث حدثت إهانة وترويع للجمهور المصري، أما هذه المرة فلنتركهم يهاجمونا ويشتمونا كما شاءوا ولن نعير لهم أي اهتمام. وبإذن الله سنرد داخل الملعب ونتفوق فنيا ونطيح بهم من البطولة ونتأهل للنهائي وهو سيكون أفضل رد عملي وليس بالكلام. ولعلي فقط أريد أن أذكر لاعبي منتخب مصر بجملة واحدة قالها سمير زاوي مدافع الجزائر "مصر فازت ببطولتي كأس أمم إفريقيا عامي 2006 و2008 لأن الجزائر لم تكن تشارك فيها"، فأتمنى أن يكون الرد على هذه المقولة داخل الملعب بإذن الله وألا نجعلها تتحقق بالفعل. لقاء الجزائر ومصر سيكون مريحا جدا لجميع الأطراف ولنا تحديدا حتى لو خسرنا اللقاء لا قدر الله، فالمباراة ستقام في ظروف أفضل ومحايدة، فاذا تحقق الانتصار باذن الله سيكون خير وبركة وسنكون رددنا عليهم في الملعب وأثبتنا أننا الأفضل وأننا الأحق وأن ما حدث في السودان كان نتيجة ظروف خارجة عن ارادتنا وبالتالي سيكون رد اعتبار للشعب المصري كله وسيكون فوزا له مذاق وطعم خاص. أما في حالة الخسارة لا قدر الله في ظروف طبيعية فوقتها يجب أن نعترف أن الجزائر أفضل منا في الوقت الحالي وألا نكابر أكثر من ذلك، ويجب أن نعترف أننا خسرنا في السودان لأنهم كانوا أفضل منا أيضا، ووقتها يجب أن نقول لهم ألف مبروك ونساندهم في نهائيات كأس العالم، ونبدأ في البحث عن أخطائنا سواء الفنية من جانب الجهاز الفني واللاعبين أو الادارية من جانب مسؤولي اتحاد الكرة. نقاط فنية أخيرة: * المنتخبان كالكتاب المفتوح أمام الآخر، وشحاتة وسعدان يعلمان نقاط القوة والضعف في المنافس، ولذا يجب أن يباغت أحدهما الأخر بمفاجأة أو اثنتين في التشكيل أو الخطة. ورأيي الشخصي أن حسن شحاتة يجب أن يدفع بمحمد ناجي "جدو" في خط هجوم منتخب مصر من البداية إما على حساب عماد متعب أو محمد زيدان لأن كلاهما مستواه متراجع بشدة، كما أن التفاهم بينهما غائب تماما، وجدو قدم ما يؤكد أحقيته بحجز موقع أساسي. كما يجب أن يبدأ حسام غالي لقاء الجزائر المقبل في وسط الملعب لحماسه الكبير ونشاطه في منطقة الوسط، إما على حساب حسني عبد ربه صاحب المستوى المتواضع، أو على حساب فتحي الذي من الممكن أن يعود للظهير الأيمن بدلا من المحمدي لمواجهة خطورة نذير بلحاج الظهير الأيسر للجزائر. على الجانب الأخر أتوقع أن تكون مفاجأة رابح سعدان هو الدفع بأحد الثنائي الهجومي عامر بوعزه أو الخطير عبد المليك زياية على حساب مراد مغني أو عبد القادر غزال أصحاب المستوى المتواضع، وبوعزه وزياية مهاجمان خطيران جدا قد يشكلا خطورة كبيرة على دفاع منتخب مصر خاصة وأنه لم يلعب أمامهما من قبل. كما أتمنى ألا تصل المباراة لركلات الترجيح لأن الجزائر تمتلك حارسا مميزا في التصدي لركلات الترجيح هو محمد الأمين زماموش، وقد يكون سببا في تفوق الجزائر.