جلس تهامي باشا على مكتبه، وأخذ يفكر جديا في مستقبله لو خرج منتخب بلاده مبكرا من البطولة القارية التي تقام قريبا، خاصة وأن مستقبله لن يكون (زاهر) بالمرة في هذه الحالة. جمع تهامي باشا أعضاء مجلس إدارته لأخذ أفكارهم في الحجج والمبررات التي سيعلنوها للجمهور عقب البطولة في حال فشل المنتخب، خاصة وأنه أصبح وارد بشدة بعد الغيابات الكثيرة للنجوم في صفوف الفريق. أخذ تهامي باشا يفكر قائلا: "لما خرجنا من كأس القارات عملنا قصة (فتيات الليل) وشغلنا الشعب بيها، وشيلنا الليلة كلها للمذيع عمرو حبيب، والناس كلها نسيت هزيمة المنتخب 3-0 و(قعدت) تشتم في المذيع وتدافع عن لاعبينا الشرفاء، والاعلام كله انشغل في القصة دي والخطة نجحت". وأضاف تهامي وهو يتنفس رائحة دخان سيجاره الفخم "ولما خرجنا من تصفيات كأس العالم، عملنا قصة (شغب وعنف الجمهور المنافس)، وتحدثنا عن السنج والمطاوي التي حملها لنا الجمهور واعتدائاتهم الوحشية على جمهورنا الحبيب، وقلنا طبعا إن روح فرد واحد بس من الشعب أهم وأغلى من الحصول على كأس العالم نفسه". أكمل نائبه غالي أبو غيده "وبالفعل انشغل الجميع في هذه القصة وفي محادثات حول كيفية حماية الجمهور الغلبان وانتقاد الشعب المنافس العنيف، ونسيوا أحداث المباراة والخطة والتشكيل، ونسيوا إن حلم المونديال كان ضاع بالفعل بعد أول مباراتين، وشغلناهم (شوية) بموضوع الملف والعقوبات والمؤتمر الصحفي .. وبعد كده كل سنة وانتوا طيبين". فسأل تهامي أعضاء المجلس "طيب تفتكروا هنعمل ايه المرة دي .. إيه الحل؟". أجاب هيثم تونس وهو مرتديا نظارته السوداء "يبقى لازم نرجع ماتشات الدوري على طول بعد كأس الأمم، عشان الناس تنشغل بصراع النقطة وتنسى المنتخب". فاستاء تهامي باشا من الرد قائلا "غلط يا حبيبي، الدوري محسوم للفريق المتصدر، والمنافس بتاعه بعيد قوي، مفيش منافسة قوية تشد الناس". فأجاب حمدي عبد النبي وهو يصفف شعر ذقنه "نبدأ الحديث على طول عن المباراة العالمية الرهيبة اللي هيلعبها منتخبنا في شهر مارس، ونقول إن الفوز فيها هيكون خير تعويض عن اخفاق الوصول للمونديال وخسارة البطولة القارية، ولازم الإعلام والجمهور كله يتكاتف خلف المنتخب عشان المباراة دي". أبدى تهامي امتعاضه مجددا قائلا "يا حمدي المباراة دي لسه بعد شهرين، الناس مش هترحمنا، احنا عايزين حاجة قريبة على طول نشغل الناس فيها". رد حاتم الكواري وهو يهندم بدلته الشهيرة "بص يا تهامي باشا، احنا تاني يوم نطلع قرار إقالة الجهاز الفني بقيادة حسين حتاتة، ونشيله الليلة كلها، ونقول اننا تركنا الأمور كلها للجهاز الفني وهو المسؤول، وإننا كنا معترضين على استبعاد بيدو لكن هو صمم على كده، ونبقى براءة". زاد تهامي من عصبيته قائلا "وتفتكر حتاتة هيسكت، ده معانا بقاله خمس سنين ويعرف (بلاوي) هيطلع يكشفها للإعلام، وهو راجل طيب وبركة والناس هتقف معاه وتصدقه". نظر الحاج عبود النامي إلى الأرض حزينا قائلا "أمال نعمل إيه؟ كده هنضيع". أثناء الاجتماع سمع الحاضرين صوت طرقات على الباب ليدخل (وديع) المسؤول في لجنة المسابقات قائلا "صباح الفل يا تهامي باشا".
وديع: "أستاااااااااااااذ"! تهامي "فيه إيه يا وديع .. اخلص". وديع "أنا بس جيت أقول لسيادتك اننا دلوقتي هنعمل قرعة بطولة الكأس، فيه عند حضرتك أي تعليمات قبل ما نعمل القرعة". تهامي: "أيوه كده يا وديييييييييييييع .. أخيرا فهمت يا وديع". وديع: "طبعا يا باشا هنخلي فريقا القمة ميلاعبوش بعض غير في المباراة النهائية زي ما بنعمل كل سنة، عشان تبقى البطولة مثيرة". تهامي: "مباراة نهائية .. نهائية إيه يا وديع .. أنا عايزهم يلعبوا في دور ال32 بعد خروجنا من كأس الأمم بيومين بس". وديع: "ماينفعش يا تهامي باشا .. دور ال32 لازم فريق من الدوري الممتاز يلاعب فريق من الدرجة الأولى". تهامي باشا: "خلاص يا وديع .. خليهم يلاعبوا بعض في دور ال16 .. بس حطيلهم فريقين سهلين في دور ال32 عشان يكسبوهم .. وبلغ أحمد حمام يقول للحكام يتوصوا بيهم شوية عشان يوصلوا .. وبكده بقى الجماهير تنسى اخفاق المنتخب وتركز في ماتش القمة". وديع: "أستاااااااااااااذ". * في السنة اللي خرجنا فيها من كأس الأمم بدري .. خلينا فريقا القمة يلاعبوا بعض في دور ال16 للكأس. * اتحاد الكرة المصري ..... أم الأجنبي. ملحوظة أخيرة جميع الشخصيات في هذه القصة هي من وحي خيال المؤلف وليس لها أي علاقة بالواقع .. وأي تشابه في الأسماء أو الشخصيات أو الأحداث هو من قبيل الصدفة فقط. مداخلة خالد طلعت مع ألاء فتحي في رحاب اف ام حول مقالة (وديع وتهامي باشا)