لا تلوموا ميشيل

هنري ميشيل ليس المسؤول عن خسارة الزمالك أمام طلائع الجيش، بل إدارة النادي هي من اختارت طريقا صعبا للمضي فيه، وعليها تحمل العقبات حتى تصل لما تريد.
بداية، لا يمكن إنكار أفضلية ميشيل فنيا عن سالفه السويسري، ولذا لا يعتبر قرار إدارة الزمالك خطأ بشكل كامل.
لكن المشكلة أن الزمالك معرض جدا لخسارة العديد من النقاط حتى يتحقق مراده بأن يتواجد على مقاعد البدلاء مدرب متميز، وقد يكون وقتها درع الدوري طار بعيدا.
بمعنى، أن على جمهور الزمالك ألا يثور ضد المدرب الفرنسي أو يحمله المسؤولية، لأن الخسارة حاليا تعد ناتجا طبيعيا لقرار إقالة ميشيل ديكاستل.
ذلك كون ميشيل لا يعرف شيئا عن الزمالك ولاعبيه ويحتاج لوقت حتى يبدأ في فهم أدواته وتوظيفها بالشكل الصحيح.
فالنادي الأبيض برغم إنجازاته ليس ريال مدريد أو إنتر ميلان، بحيث كل طفل يعرف إمكانات راؤول جونزاليس ومشاكل ماركو ماتيراتزي الدفاعية.
ولا أعتقد أن إدارة الزمالك توقعت هبوط ميشيل من الطائرة، وفي المؤتمر الصحفي الأول له يقول إن محمد عبد الشافي لا يصلح لمركز الظهير الأيسر، وأن صبري رحيل أفضل؟
ولم يخطئ زميلي أحمد سعيد حين توقع تصريح ميشيل، بأن "الفريق يحتاج لمعسكر إعداد في فترة التوقف"، فقط جانبه التوفيق في أن الأحداث جاءت في سبتمبر بدلا من نوفمبر.
وتعد الميزة الوحيدة التي قد تقف في صالح الزمالك أن الدوري صعب هذا الموسم، وكل الفرق ستخسر نقاطا، ولذا، على القلعة البيضاء أن تلملم أوراقها في أسرع وقت ممكن.
وكي يحدث ذلك، على إدارة الزمالك قيادة الرجل للطريق السليم، بدلا من أن يستمر في تخبطه لفترة طويلة تكلف الفريق نقاطا تعني موسما جديدا خاليا من حتى المنافسة.
فميشيل اختار أحمد غانم مثلا لمباراة الاتحاد على حساب حازم إمام، لأنه يعرف الأول منذ فترة توليه الأولى للزمالك، ليس إلا.
كما حاول المدرب الفرنسي أمام الجيش تطويع حسن مصطفى في مركز الارتكاز الدفاعي المتأخر، رغم أن اللاعب يجيد قطع الكرات لا منح الدفاع تغطية كبيرة من المرتدات.
وفكر في استثمار لياقة إبراهيم أيو ومارسيل أديكو ووضعهما أمام مصطفى، دون أن يعي لافتقار الأخير لأبسط فنيات كرة القدم كالتمرير تحت الضغط.
وكل هذه الأخطاء كان ممكن تفاديها لو هناك من يعقد مع المدرب جلسات يوضح فيها كل كبيرة وصغيرة عن اللاعبين والمرحلة السابقة من تدريبات تتعلق باللياقة والفنيات.
لو تواجد هذا الرجل في تلك المرحلة مع ميشيل، وعملا معا خلال فترة التوقف المقبلة، قد يتوقف الزمالك عن إهدار النقاط.
بعيدا عن الزمالك
بالعودة إلى التخبط الإداري، فإنه موجود في كل أندية مصر تقريبا، وظهر مع إقالة ستة مدربين قبل مضي ثلاثة أسابيع من الدوري.
وحتى تحسن نتائج الإسماعيلي مثلا مع عماد سليمان مؤخرا لا يعد نجاحا لإدارة الدراويش.
لأن استقدام مدرب أجنبي دون الجلوس معه من قبل الإدارة لمعرفة كيف ينوي تطوير الفريق، والخطط التي يرغب في تطبيقها يدخل في نطاق عدم الاحترافية.
حتى المدير الفني لمنتخب إنجلترا، حين يحدد اسمه لا يتولى المهمة رسميا قبل أن يجلس معه اتحاد الكرة ويستمع لكل ما ينوي فعله، وإن تناسب ذلك معهم وافقوا على تعيينه.
لكننا في مصر نسير بحسب ما نفكر فيه مع اللحظة، ونأخذ في كل قرار مغامرة غير محسوبة النتيجة.