أسعدني الحظ بالتواجد في الجمعية العمومية التي انعقدت الجمعة الماضي لانتخاب مجلس إدارة جديد لاتحاد الكرة المصري وكنت شاهد عيان على الأحداث المثيرة التي حدثت ما قبل وأثناء وبعد العملية الانتخابية والتي كان بعضها غريبا وطريفا. ولعل الجميع تعرف حاليا على النتيجة النهائية للانتخابات وعلى أسماء الناجحين وأسماء من لم يوفقوا وعدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح من بين المرشحين، ولكني أود أن أشرك القراء الأعزاء في الأحداث المثيرة والطريفة التي حدثت خلال هذا اليوم لمعرفة كل ما يجري داخل كواليس انتخابات اتحاد الكرة. وقبل أن أسرد لكم أهم الأحداث في عدة نقاط اسمحوا لي أن أحذف الألقاب عن الأسماء التي سأتحدث عنها لضيق المساحة مع حفظ الألقاب لهم وكامل الاحترام والتقدير. * في بداية اليوم ظهرت الثقة والتفاؤل على ملامح سمير زاهر وهاني أبو ريدة وحازم الهواري وكانوا واثقين من الفوز، وظهرت ملامح القلق على باقي المرشحين ومن بينهم ثلاثي قائمة زاهر الأخرين مجدي عبد الغني وأيمن يونس ومحمود الشامي. * أحمد شوبير كان له دور كبير في الانتخابات وكان مساندا قويا لجبهة زاهر رغم أنه لم يكن ضمن المرشحين، وبدا شوبير وكأنه "أبو العروسة" في هذا الاحتفال الكبير وأدار العملية الانتخابية بحنكة وذكاء يحسد عليهما وكان له الدور الأكبر في نجاح زاهر وقائمته بالكامل من خلال علاقاته القوية برؤساء الأندية ال114. * أكد شوبير قبل اجراء الانتخابات أن زاهر سيكتسح الانتخابات وسيحصل على أكثر من ثمانين صوتا مقابل بضعة وعشرين صوتا لمنافسه كمال درويش، فيما أكد شوبير أن الثنائي أسامة خليل وأشرف شاكر لن يحصلا على أي صوت وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك مما يؤكد على أن شوبير درس العملية الانتخابية ببراعة وتعرف على أراء رؤساء الأندية بالكامل. * لم يحضر أسامة خليل إلى مقر الانتخابات اعتراضا منه على ترشيح سمير زاهر رغم حكم المحكمة باستبعاده من الانتخابات، ولم أشاهد أشرف شاكر ولا أعلم حتى الأن اذا كان حضر أم لا، وربما يكون قد حضر ولكنه جلس في ال"Blind Side" وهو ما جعلني لا أراه. * التقيت بسعد خفاجة رئيس نادي نبروه وتحدث معي عن الانتخابات وعن إيهاب صالح بحكم علاقتي به في العمل في قناة دريم سبورت، واعتذر لي خفاجة أنه لن يعطي صوته لصالح لأنه ارتبط بكلمة مع بعض المرشحين قبل صدور حكم المحكمة بالموافقة على ترشيح صالح ولذلك التزم بكلمته معهم ولن يغيرها، وتأكدت أن خفاجة رجل محترم لأنه قال الحقيقة ولم يخدع المرشحين مثل كثير من رؤوساء الأندية الذين يلعبون على كل الأحبال خاصة وأن لا أحد يعلم من سيرشحه ومن لا. * حضر إلى مقر الانتخابات العديد من نجوم كرة القدم السابقين لمساندة أصدقائهم في الانتخابات وكان من بينهم مصطفى يونس وربيع ياسين وعفت نصار وأكرم عبد المجيد وصلاح الناهي. * تحدث معي ربيع ياسين حول أحقيته في الدخول في قائمة اللاعبين الذين يمتلكون أكثر من مائة مباراة دولية مع منتخب مصر وأكد لي أنه يملك أوراقا تدل على خوضه 118 مباراة دولية وحصلت منه فيما بعد على نسخة من تلك الأوراق وسأقوم بمراسلة الاتحاد الدولي ومنظمة أرقام واحصاءات كرة القدم لاثبات حق ياسين وادراج اسمه في تلك القائمة. * كالعادة ظهر الرباعي الشهير الذي يحضر في المناسبات الرياضية الهامة للظهور على شاشات الفضائيات وهم الشيخ علي صاحب العود، وحسن فهمي الملقب بالمطرب ذو الصوت الجهوري والشهير بالغناء في الميكرفون، بالاضافة للخواجة وعماد كبار مشجعي الزمالك. * أثناء الزحام والأحداث الساخنة فوجئت بشاب يسألني عن أحمد شوبير أو مدحت شلبي لأنه يريد مقابلتهما باعتبار أنه يلعب في ناشئي الترسانة ويريد واسطة للعب في ناشئي الأهلي، والطريف أن هذا الشاب وزنه يتعدى 90 كيلو جراما ولا أدري كيف يلعب في الترسانة. * في بداية فرز الأصوات ظهر القلق والتوتر على وجه جميع المرشحين، وعند فرز أول أربع اصوات حصل كمال درويش على ثلاثة منهم مقابل صوتا واحدا لزاهر، وانتظر البعض أن تحدث المفاجأة ولكن عاد زاهر بقوة بعد ذلك واكتسح الانتخابات. * الانتخابات كانت فرصة لمعرفة الأسماء الحقيقية والكاملة للمرشحين مثل سمير زكريا فرج زاهر وكمال عبد الرحمن محمد درويش وهاني حسن محمد أبو ريدة ومحمد حازم عزت الهواري ومحمد إيهاب حسين صالح ومحمود عبد السميع سيد الشامي وحمدت الله أنني لم أرشح نفسي في الانتخابات حتى لا يعلم الجميع أن اسمي الحقيقي هو محمد خالد علي طلعت. * عقب حصول سمير زاهر على 58 صوتا وقبل الانتهاء من عملية الفرز فوجئنا بكمال درويش بصحبة أنصاره يصعد إلى مكتب سمير زاهر وتوقع الكثير وأنا منهم أن يثير درويش مشكلة ويتشاجر مع زاهر أو يتهدده ويوعده ولكننا فوجئنا بموقف محترم من درويش وهو يهنىء زاهر ويتمنى له التوفيق ويرحل في هدوء. * ظهر القلق على وجه مجدي عبد الغني خاصة وأن نجاحه جاء متأخرا وبصوت واحد فقط وكانت تبدو على وجهه علامات القلق أكثر من التي بدت على وجهه وهو يتصدى لركلة الجزاء لمصر أمام هولندا في كأس العالم. * عقب نجاح عبد الغني التف حوله العديد من العاملين داخل اتحاد الكرة وحملوه على الأعناق وهتفوا له كثيرا وكان أكثر الناجحين الذي نال تهنئة واحتفالا من الحاضرين وكشف ذلك عن مقدار الحب الذي يجمع عبد الغني مع الجميع. * نظل مع عبد الغني والذي جاء في الصباح الباكر مهندما ومرتديا بدلة وقميص وكرافتة ومع مرور الوقت بدأ يخلع "الجاكت" ثم الكرافتة ومع احتفالات فوزه في الانتخابات تفككت معظم أزرار قميصه ووقف بالفانلة الداخلية يجري حوارات مع القنوات الفضائية في مشهد طريف جدا. * رغم نجاح أيمن يونس في الانتخابات الا أنه لم يكن سعيدا بذلك بسبب حصوله على عدد قليل من الأصوات وهو 57 صوتا فقط وكان يتوقع أن يحصل على عدد أكبر من ذلك وهو ما تسبب في ضيقه وغضبه. * محمود الشامي كان أكثر من ظهر عليه القلق خاصة بعدما خاض جولة اعادة مع كرم كردي وكان الشامي متوترا للغاية وانخرط في البكاء عقب نجاحه في جولة الاعادة. * حضر في نهاية الانتخابات الزميل والصديق وليد الحسيني والمذيع المتألق محمد عباس وأضفيا جوا من المرح والبهجة بخفة ظلهما وتبادل القفشات مع الجميع. * كانت الانتخابات فرصة لأن ألتقي مع مدحت شلبي ونقوم بتصفية الخلاف الذي حدث بيننا منذ عدة أشهر وتسببت في حالة من الخصام، وتم تصفية الأجواء بهدوء وعادت المياه إلى مجاريها ومساء الأنوار يا كابتن مدحت. نقطة أخيرة بعيدا عن الموضوع: بالفعل الأهلي كان له ركلة جزاء واضحة وصحيحة لمحمد بركات أمام إنبي، ولكن هدف الأهلي الثالث جاء بعد دفعة قوية لأحمد فتحي للاعب إنبي وكان يجب أن يتم احتساب خطأ لإنبي، "يعني كده خالصين" ، والفارق أن الخطأ كان سيلغي هدف مؤكد للأهلي وهو الهدف الثالث، ولكن ركلة الجزاء كان من الممكن أن يتم اهدارها وألا يتم تحويلها إلى هدف.