تقول أسطورة يونانية شهيرة إن ثيتس أردات أن تكسب مولودها أكيليس الخلود فغمرته في مياه نهر ستايكس المقدس، والذي تنتقل فيه الأرواح إلى الدار الآخرة .. ولكنها حملت الرضيع من قدمه أثناء الغمر، فبات جسده كله حصينا فيما عدا كعب القدم التي كان محمولا منها. وأضحى أكيليس محاربا فذا لا يشق له غبار ولكنه لقى حتفه في حرب طروادة حينما أصابه سهم ماكر في الكعب الذي لم تمسه مياه النهر المقدس .. ليصبح كعب أكيلس، أو "كعب أخيل" كما يطلق عليه أحيانا، رمزا أبديا لنقطة الضعف الواحدة التي قد تهزم أشجع الرجال. وعلى الرغم من أن الحظ لم يحالف أي من لاعبي كرة القدم في العالم بالغمر في مياه النهر المقدس، فإن وتر أكيليس بات كابوسا يهدد بإنهاء مشوار كثير منهم، حتى إن بعضهم يردد أن القطع في وتر أكيلس أصبح أكثر خطورة من الإصابة في الرباط الصليبي. "هذا الاعتقاد خاطئ تماما" هكذا يرى دكتور مجدي عبد العزيز، استشاري وأخصائي جراحات العظام الشهير. ويضيف عبد العزيز لFilGoal.com إن هناك من يعتقد ذلك لأن الإصابة في وتر أكيليس باتت أكثر شيوعا في الفترة الماضية، ولكنها لا توازي خطورة إصابات الركبة. ويربط وتر أكيليس بين عضلة السمانة والمنطقة العليا من الكعب، ويعتبر القطع الكلي للوتر شائعا بين كبار السن والرياضيين أو لمن يقومون بحركات عنيفة مفاجئة على أصابع القدم. وتستقبل عيادات التأهيل الرياضي في العالم كثيرا من ضحايا وتر أكيليس، كان آخرهم لاعب الوسط الدولي المصري أحمد فتحي. سقط وحده وسقط فتحي دون اشتباك خلال مباراة الأهلي أمام بلدية المحلة بعد قطع وتر أكيليس ليبتعد عن الملاعب لمدة ربما تصل إلى ستة أشهر، بعدما تسببت الإصابة نفسها في غياب الجناح الأنجولي جيلبرتو عن مباريات الفريق الأحمر لفترات متقطعة - وإن كانت طويلة - منذ عام 2005 إلى الآن. وتشبه إصابة فتحي أخرى تعرض لها البرازيلي فابيو أوريليو الذي يلعب لنادي ليفربول، إذ سقط في مباراة فريقه أمام أيندهوفن في أبريل 2007 أيضا من دون أي تدخل، واستغرق علاجه خمسة أشهر. وقال رافايل بينيتث المدير الفني لليفربول عند وقوع الإصابة: "لم يقترب منه أحد، سقط فجأة كأن أحد قذفه بحجر، كان يعاني من آلام شديدة في قدمه وكأنه تعرض للضرب". ويوضح عبد العزيز أن القطع في وتر أكيليس غالبا ما يكون بسبب الإجهاد الشديد في القدم، أو تكرار الإصابة في الكاحل، أو التدرب بكثرة على أراض قاسية أو تسلق المرتفعات، أو القفز بصورة مفاجئة. وأضاف "مجرد حدوث التهاب في الوتر قد يساهم بشدة في قطعه". وربما تكون كلمات عبد العزيز تفسير كاف لابتعاد إسلام الشاطر عن الملعب لفترة بسبب معاناته من التهاب في الوتر، الذي كان من الممكن أن ينفجر في أي لحظة جراء ذلك.
جيلبرتو تأهيل طويل ويأتي قرار خضوع فتحي لجراحة يوم الأربعاء متماشيا مع التوصيات الطبية التي تؤكد أن الشفاء التام يتطلب إجراء العملية بعد الإصابة بما لا يزيد عن 48 ساعة. وقال عبد العزيز إن الشفاء التام من تلك الإصابة يختلف من شخص لآخر بحسب العلاج الطبيعي واستجابة اللاعب للعلاج. وأوضح "تتراوح مدة العلاج الطبيعي والشفاء التام بين سته وتسعة أشهر، وقد تزيد إلى 12 شهراً، وتتزايد احتمالات تكرار الإصابة في حالة عدم إتمام فترة العلاج كاملة". وترجع طول مدة علاج الإصابة إلى أن طبيعة الوتر ومكانه من تضائل كميات الدم التي تصل إليه. المثير أيضا أن بعض ضحايا الإصابة في وتر أكيليس لم يعانوا قبلا من أي آلام في الوتر. إصابة محبطة وعطلت إصابة أكيليس الفرنسي الدولي جوليان فوبير عن الظهور مع فريقه الجديد وست هام يونايتد الذي انتقل إليه من بوردو في صفقة بلغت قيمتها 6.1 مليون استرليني في يوليو الماضي. ولم يمض فوبير سوى 20 يوما مع الفريق، إلا واستبعد لستة أشهر بعد قطع في الوتر أثناء مباراة ودية قبل انطلاق الموسم على الرغم من عدم وجود أي تاريخ له مع الإصابة في هذه المنطقة. ووصف آلان كربيشلي المدير الفني لوست هام الإصابة بأنها "محبطة ومدمرة للاعب الذي سيبتعد حتى عام 2008". وبالفعل، لم يظهر فوبير في الملاعب قبل يناير من العام الجاري ولكنه عاد للمشاركة بجدية في مارس. وضربت الإصابة هذا الموسم أيضا هيرمان هيريادارسون مدافع وست هام يونايتد وجون براون من جلاسجو رينجرز ضمن آخرين. إلا أن إصابة الحارس اليوناني ديميتريوس كونستانتوبولوس بقطع في أكيليس ربما كانت الأكثر إيلاما بين كل هؤلاء. وانتقل كونستانتوبولوس من كوفنتري سيتي إلى نوتنجهام فورست في مارس الماضي على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم، ولكنه أصيب في أول مران له مع الفريق، ليضطر للخضوع إلى جراحة أنهت مشواره مع ناديه الجديد قبل حتى أن يبدأ.