هاني رمزي: الكرة المصرية في واد .. والأوروبية في عالم آخر

إذا جمعتك أي مناسبة بهاني رمزي، ستحتار كثيرا في تصنيفه: هل هو شاب "جدع وابن بلد" أم آخر أنيق و"جنتلمان" .. هل ينتمي إلى 15 عاما من الاحتراف في أوروبا أم إلى ملاعب النادي الأهلي حيث تدرج في فرق الناشئين ولعب شهورا قليلة للفريق الأول؟
وعندما تتجاوز فترة الانطباع الأول وتبدأ في الحديث معه، ستواجهك أسئلة أكثر صعوبة: كيف يجمع بين هذه الجدية وتلك الابتسامة وما هو السر الذي يجعله يبدو ودودا جدا ومحترفا جدا في اللحظة نفسها؟
إما أن الرجل يمتلك شخصيتين يتنقل بينهما بسهولة أو أنه يتمتع بقدرة عالية على التكيف مع الظروف المحيطة، والفرضية الأخيرة تبدو الأكثر دقة.
"تعلمت الفصل تماما بين أسلوبي حياتي في أوروبا ومصر" هكذا يفسر رمزي الأمر.
ويضيف بنبرة توحي ببساطة الأمر "لا أعقد أي مقارنات لأن الفارق بيننا وبينهم سنوات طويلة".
ولكن ما يفعله رمزي ليس شيئا بسيطا على الإطلاق، على الأقل بالنسبة لكثير من اللاعبين المصريين الذين خاضوا تجربة الاحتراف في أوروبا.
يقول رمزي في حديثه لFilGoal.com "فشل كثير من اللاعبين المصريين في التكيف مع حياة الاحتراف في أوروبا لأنهم يريدون نقل القاهرة إلى هناك".
وتابع "يذهب أحدهم وهو لا يعرف أي لغة أجنبية ولا يحاول تعلمها أو الانخراط مع حياته الجديدة، فيكون مصيره الانعزال عن زملائه في الفريق ومدربه وبالتالي صعوبة نجاح التجربة".
وأوضح "كثير من المصريين يبحثون عن العرب في أوروبا وينظمون حياتهم بالطريقة المصرية وهو ما لا يساعدهم على الإطلاق على التكيف مع الأجواء الجديدة".
استقرار
وحينما يتحدث رمزي عن الحياة في أوروبا، فقد يكون الاستماع إليه فكرة جيدة.
فعقب كأس العالم 1990، انطلق رمزي من مصر إلى سويسرا حيث لعب لنادي نيوشاتل قبل الانتقال إلى ألمانيا التي أمضى فيها 11 عاما بين ناديي فيردر بريمن وكايزرسلاوترن فقط قبل اللعب فترة بسيطة مع مع ساريوركن لهدف لم يتحقق أبدا.
وقال رمزي "تمنيت أن أكون مع المنتخب المصري في كأس الأمم الإفريقية 2006 لذلك كان على أن ألعب حتى أكون متواجدا في الصورة".
وتابع "قابلت أعضاء الجهاز الفني للمنتخب ودار بيننا حديث ودي عن إمكانية انضمامي إلى الفريق ولكنه لم يرق أبدا إلى درجة كافية من الجدية .. أظن أنهم كانوا يجاملونني".
وبعيدا عن الشهور الأخيرة، فإن رمزي يرى أن استقراره كان له أثر جيد على نجاح احترافه.
وقال "تلقيت في بعض الفترات عروضا من أندية إيطالية، ولكنني فضلت حينها الاستقرار والاستمرار في التألق حيث ألعب".

ولعب رمزي مع نيوشاتل أربع سنوات ومثلها مع بريمن قبل أن يقضي سبعة أعوام مع كايزرسلاوترن.
وربما كانت هذه هي النصيحة الأساسية التي يود توجيهها إلى المحترفين المصريين، لاسيما ميدو ومحمد زيدان.
ويقول رمزي "لعب ميدو في السنوات السابقة مع أندية كنت أحلم باللعب لها، ولكنه للأسف لا يستقر في مكان واحد فترة كافية".
وأوضح "عليه أن يصبر قليلا ولا يرحل عن ناديه بسبب أي مشاكل لأن وجوده في ناد واحد لفترة طويلة سيسهم في نجاحه .. وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على زيدان".
دوري هواة
وعلى الرغم من الفصل الكامل الذي يلتزم به رمزي بين ما هو أوروبي وما هو مصري، فإنه لم يجد بدا من المقارنة حينما تتطرق الحديث إلى الدوري المصري، الذي وصفه بعضهم بعد كأس الأمم الإفريقية بأنه "عالمي".
وقال "لا يوجد أي تشابه بين الدوري المصري والبطولات الأوروبية، فنحن نلعب في دوري للهواة مقارنة بما يحدث في أوروبا".
وأوضح "باستثناء لقاءات الأهلي والزمالك والإسماعيلي، نحن نلعب مباريات "سكّة" طوال الموسم لا يمكنها إعداد لاعب على المستوى الأوروبي".
وأضاف "اللاعب يجري في اللقاء خمسة أو ستة كيلومترات فيما يركض نظيره في أوروبا ما بين 14و15 كيلومتر".
وحمل رمزي اللاعب نفسه جزءا من المسؤولية.
"اللاعب المصري كسول .. وضع عشرين خطا تحت هذه الكلمة" هكذا يرى رمزي، الذي يؤكد أنه يعاني كثيرا بسبب عدم التزام اللاعبين في التدريبات والمباريات.
ويروي رمزي أن اللاعبين يتأخرون عن التدريب بحجج واهية إضافة إلى تذبذب مستواهم بصورة درامية بين لقاء وآخر بل بين شوط وآخر في اللقاء نفسه.
ولكن اللاعبين ليسوا فقط المسؤولين عن ضعف الدوري المصري.
وأكد رمزي أن جميع الأندية، ومن بينها النادي الأهلي، لا تهتم بالجانب التسويقي للعبة إلا في ما يتعلق بعقود اللاعبين.
وفسر "لا يوجد دوري محترفين في العالم تكون فيه الملاعب خاوية بهذه الصورة، فالأند