يبدي الكاميرونيون ثقة كبيرة في مدرب الفريق أوتو بفيستر لتحقيق الفوز على مصر في نهائي كأس الأمم الإفريقية ومعادلة رقم الفراعنة القياسي في الفوز بالبطولة. وربما يستمد لاعبو الكاميرون هذا الشعور من ثقة بفيستر في نفسه والتي تصل في بعض الأحيان إلى حد العجرفة. وقال المدرب الألماني عن استعداده للمباراة النهائية: "كل مدرب لديه سره الخاص، أستخدم 'تركيبة أوتو بفيستر الخاصة' لتحقيق الفوز". وتابع بفيستر في تصريح نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.) إن هذه التركيبة تتضمن كيفية الاستعداد والتدريب للمباريات الكبيرة "ولن تجدها أو تتعلمها في أي جامعة رياضية". وربما تكون تجربة بفيستر الطويلة مع الكرة الإفريقية والتي تبلغ 36 عاما هي السبب في عدم وجود "الخلطة السرية" في أي من الجامعات الرياضية في القارة السمراء. تاريخ طويل ويمتلك بفيستر صاحب ال70 عاما تاريخا طويلا مع المنتخبات الإفريقية بدأه عام 1972 مع رواندا قبل أن يتولى مسؤولية بوركينا فاسو (فولتا العليا في ذلك الوقت) عام 1978. وعمل بفيستر مع السنغال لثلاثة أعوام في الفترة من 1979 حتى 1982 ثم انتقل لتدريب أفيال كوت ديفوار من 1982 وحتى 1985 قبل أن يواصل رحلته إلى الكونجو الديمقراطية (زائير) التي مكث فيها حتى 1989. ولكن أطول تجاربه التدريبية كانت مع غانا، التي أخرجها في بطولة 2008، إذ أشرف على فريق النجوم السوداء من 1989 وحتى 1995. وابتعد بفيستر عن تدريب المنتخبات الإفريقية لمدة 11 عاما خاض فيها تجارب مع المنتخبين الأول والأوليمبي في السعودية قبل أن يتحول للعمل مع أندية الزمالك والصفاقسي التونسي والنجمة اللبناني ثم النادي المصري البورسعيدي. وظهر بفيستر مجددا على خريطة المنتخبات الإفريقية عام 2006 حينما قاد منتخب توجو في نهائيات كأس العالم بعد إقالة ستيفان كيشي ثم عمل مع المريخ السوداني قبل أن يتم تعيينه مدربا للكاميرون في مفاجأة كبيرة. بلا إنجازات
وعلى الرغم من التاريخ الطويل الذي يملكه بفيستر مع المنتخبات الإفريقية، فإنه لم يحقق أي إنجاز يذكر. وتأتي قيادته للكاميرون للتأهل إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية 2008 كأبرز إنجازاته، في تكرار لنجاحه في الوصول إلى المرحلة نفسها مع غانا عام 1992 حينما اكتفى بالحصول على الميدالية الفضية بعد الخسارة أمام كوت ديفوار بركلات الترجيح. وعلى صعيد الأندية، يمتلك بفيستر لقبا إفريقيا وحيدا حققه مع الزمالك عام 2000 عندما فاز الفريق الأبيض بكأس أبطال الكؤوس. وقاد بفيستر نادي المريخ السوداني إلى نهائي كأس الكونفيدرالية الإفريقية في 2007 قبل أن يخسر في النهائي أمام فريقه السابق الصفاقسي التونسي. ولكن سجله الخالي من الألقاب مع المنتخبات الوطنية لم يمنعه من إبداء بعض الصلف قبل لقاء الكاميرون مع غانا في نصف النهائي قبل يومين. شلل تكتيكي وقال بفيستر قبل المباراة للصحفيين: "سأشل غانا تكيتيكيا في المباراة. في عام 1992 وصلت بالفريق حتى المباراة النهائية ولكني هنا لأهزمهم الآن". ونجحت خطة الثعلب الألماني أمام غانا التي خسرت بهدف نظيف أمام جمهورها الغفير واكتفت باللعب على الميدالية البرونزية. وقال ستيفان مبيا لاعب الكاميرون الذي سجل هدفين في مرمى تونس في ربع النهائي إنه لن يختار سوى بفيستر إذا عُرض عليه التدريب تحت قيادة أي مدرب من الموجودين في كأس الأمم الإفريقية. وأضاف "إنه مدرب عظيم .. الجميع يحترمونه بشدة". وعلى الرغم من الهزيمة المخجلة أمام مصر 4-2 في افتتاح مباريات المجموعة الثالثة، فإن بفيستر لايزال مؤمنا بفعالية بتركيبته السرية أمام الفراعنة في النهائي. وقال: "حينما تستخدم كل معارفك وخبرتك، فإنك في النهاية ستحقق النتيجة المرجوة ... هذا أمر بديهي".