" صراع العمالقة" ..."لقاء السحاب" ... "صدام الجبابرة" ...يمكنكم أن تضعوا أى عنوان إستعراضى يصف مواجهتى الدور قبل النهائى من بطولة دورى ابطال اوروبا لهذا الموسم، و الذى سيشهد انطلاق مرحلة الذهاب منه يومى الثلاثاء و الاربعاء ، فقد أجمعت وسائل الاعلام الاوروبية أن المواجهات المتبقية من عمر البطولة ستكون كلها لقاءات كلاسيكية قد تجد موقعها فى ذاكرة كرة القدم الاوروبية لفترة طويلة، و لعل فرق الميلان و الانتر و اليوفنتوس و ريال مدريد اطراف هذا المربع الذهبى أضحت فى هذه الجولة كأربعة من رعاة البقر بأحد أفلام الويسترن، أتفقوا جميعاً أن يتلقوا بمكان واحد أجل "تصفية" الحسابات القديمة فيما بينهم ، و إعلان زعيم واحد فقط للبلدة، أو لأوروبا فى حالتنا هذه! و على الرغم من إتفاق البعض أن الصراع فى هذه المرحلة من البطولة هو صراع كروى بالمقام الأول، و لكن الواقع يشير أيضاً إلى أن هذه المرحلة أيضاً حافلة بالعديد من الصدامات منها القومى و المحلى و الشخصى جداً فى أحيان أخرى، حيث سنجد أن "الفتوة" الاسبانى ريال مدريد فى مواجهة قومية وطنية للدفاع عن الكرة الاسبانية فى مواجهة عصابة "الطلاينة" التى تسعى لأستعادة عرش الكرة الاوروبية من زعيمها الحالى، كما لا يمكننا أن نتجاهل الصدام المحلى بين قبيلتى مدينة ميلان ...الانتر و ميلان - و ما أدراك ما هو ديربى ملعب سان سيرو - أما الصدامات الشخصية و المواجهات الثنائية فحدث عنها و لا حرج، فيكفى ذكر ثأر رونالدو "البايت" أمام اليوفنتوس و الانتر،و الهولندى سيدورف متحدياً مدربه السابق هيكتور كوبر ، وكوبر نفسه امام رئيسه السابق موراتى، و"المعلم" زيدان أمام اليوفنتوس، وديل بييرو فى مواجهة الريال الذى حرمه من لقب عام 1998.
و لكن يبدو أن التحدى الحقيقى الذى يواجه كل فريق من الفرق الاربعة هو التغلب على "نفسه" و على المصاعب الداخلية و الازمات الحالية التى تصاحب مسيرتهم فى موسم مرهق محلياً و قارياً، فإذا بدأنا بمواجهة الريال و اليوفنتوس مساء الثلاثاء بقلعة سانتياجو بيرنابيو بالعاصمة مدريد، سنجد أن حامل اللقب يعيش حالياً ما يمكن تسميته ب "كابوس ريال مايوركا" بعد الهزيمة المريرة بقلعته و امام جماهيره 1-5 مساء السبت الماضى، و هى الهزيمة الاولى بالدورى الاسبانى على أرضه منذ نوفمبر عام 2000، كما إنها الهزيمة التى أثارت حفيظة الرأى العام الاسبانى فى مهمته القومية امام اليوفنتوس، حيث انهال الجميع على خط دفاع الفريق بالسخرية و التهكم بعد خماسية مايوركا ، و خاصة فى وجه قائد الفريق فيرناندو هييرو (35 سنة)، و الذى أشار إستطلاع أخير بصحيفة "الموندو" الاسبانية أن 85% من جمهور الريال يرى أن "القائد" يجب أن يعتزل و يفسح المجال أمام الاجيال الشابة، و هذه سابقة لم يواجهها النجم الاسبانى طوال تاريخه الطويل فى الملاعب، و لكن هذا يعتبر أيضاً مؤشراً على قلق الاسبان من تكرار الكارثة امام اليوفنتوس، و ذلك وسط حالة "الخرس" الصحفى التى صاحبت لاعبى مدريد فى مبرراتهم لهزيمة مايوركا. هذا الموقف أجبر بيثينتى ديل بوسكى المدير الفنى للريال أن يتحلى بالحكمة فى كل تصريحاته التى أعقبت "كابوس مايوركا"، حيث أكد أن هذه الهزيمة لم تصدمه إطلاقاً، مشيراً إلى أن ذهنه مشغول حالياً بلقاء اليوفنتوس، و كيفية إعداد لاعبيه نفسياً لمواجهة فريق يملك واحد من أشرس خطوط الدفاع فى أوروبا على حد تعبيره، أما لاعبه زين الدين زيدان فقد كان أكثر نجوم الفريق عقلانية فى نظرته لمواجهة فريقه القديم اليوفنتوس قائلاً"لقد خسرنا لأننا لعبنا جميعاً أسوأ شوط ثان هذا الموسم، و لم يكن هييرو و خط دفاعه المتخاذل الوحيد، إننا نشاركه فى تحمل المسئولية" ، و يضيف زيدان "لقد كان هذا بمثابة إنذار مبكر لنا قبل مواجهة اليوفنتوس ، و الذى يريد اللقب كما نريده تماماً، يملك مكوكاً اسمه نيدفيد ، و دفاعاً حديدياً، إن أهم شئ بالنسبة لنا ألا نستقبل و ولو هدفاً واحداً فى مباراة الذهاب، مع الوضع فى الاعتبار محاولة تكرار الاداء الهجومى لمباراتى مانشستر فى دور الثمانية، و إذا حققنا هذا فإننا نمتلك فرصة حقيقية للمرور إلى الدور النهائى للمرة الحادية عشرة فى تاريخ النادى". على الجانب الاخر يبدو فريق اليوفنتوس هو أقل فرق الدور قبل النهائى تعرضاً للمشاكل، خاصة و إنه على بعد فوز واحد من الاحتفاظ بلقب الدورى الايطالى، و يعيش حالة من الاستقرار الفنى فى مختلف خطوطه، و لكن سيواجه مشكلة فنية قد تعصف بآماله فى الوصول للدور قبل النهائى للمرة السابعة فى تاريخه و الاولى له منذ عام 1998، حيث سيغيب عن تشكليته الرئيسية لاعبا الارتكاز اليسيو تاكيناردى و "النحلة الهولندية" إدجار دافيدز، إضافة إلى الاورجوانى باولو مونتيرو والتشيلى مارشيلو سالاس المصاب ، و لعل المدير الفنى مارتشيلو لييبى أشار فى حديث