تعود الحياة مرة أخرى لدوري أبطال أوروبا يومي الثلاثاء والأربعاء من هذا الأسبوع حاملة معها الإثارة والمتعة لعشاق البطولة الأقوى في العالم على مستوى الأندية. وستشهد مباريات دور ال16 مواجهات متباينة في القوة، منها لقاءات نارية لا يمكن لأحد التنبؤ بنتيجتها، وأخرى أشبة بالنزهة الكروية لبعض الفرق الكبرى. وسنتناول في السطور التالية مواجهات دور ال16 بالتحليل للتعرف على الخلفية التاريخية للمباريات ومواطن القوة والضعف لكل فريق. ريال مدريد × بايرن ميونيخ : الفائز مولود والخارج مفقود نبدأ جولتنا في مباريات دور ال16 من العاصمة الإسبانية مدريد التي ستشهد قمة لقاءات يوم الثلاثاء بين عملاقين أوروبيين من العيار الثقيل على ملعب سانتياجو برنابيو وهما ريال مدريد الإسباني صاحب الرقم القياسي في الفوز باللقب برصيد تسع بطولات وبايرن ميونيخ الألماني صاحب الأربع ألقاب، في مواجهه "معتادة" بين الفريقين تحمل الرقم 6 منذ موسم 1999-2000. خلفية المباراة : بالنظر لمجمل مواجهات الفريقين في الأدوار الإقصائية، نجد أن الغلبة كانت لريال مدريد في أربع مواجهات، بينما نجح بايرن في حسم ثلاث مواجهات، بالإضافة لتفوقه الكاسح على منافسه الإسباني في المواجهة الوحيدة التي جمعت بين الفريقين في دور المجموعات موسم 1999-2000 والتي أذاقه فيها أثقل هزيمتين خارج وداخل أرضه في تاريخ مبارياته بالبطولة بنتيجتي 4-2 في سانتياجو برنابيو، 4-1 في الملعب الأوليمبي بميونيخ. وكان الفريق الملكي الإسباني قد نجح في حسم آخر مواجهتين مع الفريق البافاري موسمي 2001-2002 و2003-2004, لذا سيسعي "البلانكو" لاستغلال تفوقه لينجح في تجاوز دور ال16 الذي فشل في تجاوزه في البطولتين السابقتين.
ويتمتع ريال مدريد بسجل ناصع البياض في مواجهاته مع الفرق الألمانية في البطولات الأوروبية، إذ توج بلقب بطولة الأندية الأوروبية الأبطال موسم 1959-1960 على حساب إينتراخت فرانكفورت بنتيجة 7-3، وهي النتيجة الأكبر في تاريخ المباريات النهائية للبطولة، ثم أقتنص لقب كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1985-1986 على حساب كولن بنتيجة 5-3 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة، وأخيرا حقق لقب دوري أبطال أوروبا موسم 2001-2002 على حساب باير ليفركوزن بنتيجة 2-1. ولا يقل سجل بايرن ميونيخ نجاحا أمام الفرق الإسبانية في المباريات النهائية للبطولات الأوروبية، فحقق لقب كأس الكؤوس الأوروبية موسم 1973-1974 على حساب أتلتيكو مدريد بنتيجة 5-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، ثم توج بلقب دوري أبطال أوروبا موسم 2000-2001 على حساب فالنسيا. وخسر ريال مدريد مباراتين فقط من أصل 20 مباراة خاضها على ملعب سانتياجو برنابيو أمام الفرق الألمانية كانتا أمام بايرن ميونيخ بالذات، أولهما الهزيمة التاريخية في الدور الأول لموسم 1999-2000 بنتيجة 4-2، والثانية في الدور نصف النهائي موسم 2000-2001 بنتيجة 1-صفر ليكمل بعدها الفريق البافاري المشوار ويحقق اللقب على حساب فالنسيا. وعرف مشوار ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم حلوله في المركز الثاني بالمجموعة الخامسة في الدور الأول برصيد 11 نقطة، بفارق ثلاث نقاط عن ليون الذي اقتنص الصدارة، وحقق الفوز في مباراتين على ملعب سانتياجو برنابيو من أصل ثلاث مباريات، علما بأنه خسر أمام أرسنال الإنجليزي على نفس الملعب في مواجهة بنفس الدور الموسم الماضي. أما بايرن فكان قد تصدر المجموعة الثانية برصيد 12 نقطة، محققا الفوز في مباراتين من أصل ثلاثة خارج أرضه، وسيسعي الفريق البافاري لمحو ذكريات هزيمته خارج أرضه في نفس الدور من البطولة العام الماضي أمام ميلان الإيطالي بنتيجة 4-1. ولم يحقق بايرن الفوز في آخر ثلاث زيارات للأراضي الإسبانية، وسيسعي لتحقيق نتيجة إيجابية تسهل مهمته قبل لقاء العودة في ميونيخ يوم الأربعاء 7 مارس القادم. ظروف المباراة : يمر الفريقان بظروف متشابهة في البطولات المحلية هذا الموسم، فكلاهما ودع بطولة الكأس في بلده، حيث خرج ريال مدريد من كأس إسبانيا من دور ال16 على يد ريال بيتيس بنتيجة 1-1 في مجموع المباراتين بعد أن استفاد منافسه من قاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين، أما بايرن ميونيخ فودع كأس ألمانيا من نفس الدور بهزيمة مذلة أمام آليمانيا آخن بنتيجة 4-2. أما عن موقف الفريقين في بطولة الدوري، نجد أن موقف بايرن يبدو أكثر صعوبة بعد تراجعه للمركز الرابع في المسابقة برصيد 37 نقطة، بفارق 12 نقطة عن شالكه المتصدر، وهو ما نتج عنه إقالة المدرب فيلكس ماجت و تعيين المخضرم أوتمار هيتزفيلد بصفة مؤقتة حتى