تعود الحياة مرة أخرى لدوري أبطال أوروبا يومي الثلاثاء والأربعاء من هذا الأسبوع حاملة معها الإثارة والمتعة لعشاق البطولة الأقوى في العالم على مستوى الأندية. وستشهد مباريات دور ال16 مواجهات متباينة في القوة، منها لقاءات نارية لا يمكن لأحد التنبؤ بنتيجتها، وأخرى أشبة بالنزهة الكروية لبعض الفرق الكبرى. وسنتناول في السطور التالية مواجهات دور ال16 بالتحليل للتعرف على الخلفية التاريخية للمباريات ومواطن القوة والضعف لكل فريق. برشلونة × ليفربول : لقاء تكسير العظام بين حاملي آخر لقبين للمسابقة نبدأ جولتنا مع مباريات يوم الأربعاء بقمة لقاءات هذه المرحلة التي ستجمع بين برشلونة الإسباني وليفربول الإنجليزي على ملعب كامب نو بمدينة برشلونة، ويستمد هذا اللقاء أهميته كونه يجمع بين حاملي آخر لقبين للبطولة، لذا تعد تلك المواجهة بمثابة نهائي مبكر للمسابقة. خلفية المباراة : وبالنظر لتاريخ لقاءات الفريقين في البطولات الأوروبية، سنجد أن ليفربول كان قد نجح في حسم المواجهتين التي جمعتا الفريقين بنظام خروج المغلوب، بعد أن أقصى الفريق الكتالوني من الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الأوروبي موسم 1975-1976 بالفوز بهدف نظيف في كامب نو والتعادل في أنفيلد بهدف لكل فريق، وأكمل بعدها ليفربول المشوار وأحرز اللقب، ثم تكرر هذا السيناريو في طريقهم للقبهم الثالث في نفس البطولة موسم 2000-2001 وحقق "الحمر" الفوز على ملعبهم بهدف نظيف وتعادلوا في برشلونة سلبيا، في حين تفوق برشلونة في مواجهات الفريقين في دور المجموعات الثاني لموسم 2001-2002 بعد أن حقق الفوز في أنفيلد بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وتعادل سلبيا في كامب نو. ويتمتع برشلونة بسجل مميز في لقاءاته التي يخوضها على ملعبه أمام الفرق الإنجليزية، إذ حقق الفوز 13 من أصل 22 مباراة وتعادل في ثمان مباريات وخسر مباراة واحدة أمام ليفربول بالذات. أما عن نتائج ليفربول على الأراضي الإسبانية، فسنجد أن "الحمر" حققوا الفوز في خمس مباريات وتعادلوا في ثلاث مباريات وخسروا مباراتين. وتوج برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي على حساب فريق إنجليزي وهو نادي أرسنال وتغلب علية بنتيجة 2-1 في المباراة النهائية بباريس.
وعلى الجانب الآخر، سنجد أن ليفربول كان قد توج بلقبين أوروبيين على حساب أندية إسبانية، بعد أن حقق لقب كأس الأندية الأوروبية أبطال الكأس موسم 1980-1981 بالفوز على ريال مدريد بنتيجة 1-صفر في باريس، ثم توج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي موسم 2000-2001 على حساب ديبورتيفو ألافيس الإسباني بنتيجة 5-4. وبالنظر لمشوار الفريقين في البطولة، سنجد أن برشلونة جاء في المركز الثاني للمجموعة الأولى برصيد 11 نقطة بفارق نقطتين عن تشيلسي الإنجليزي المتصدر، وحقق الفوز في مباراتين من أصل ثلاث مباريات أقيمت على ملعبه كانتا أمام كل من ليفسكي صوفيا البلغاري بنتيجة 5-صفر وفيردر بريمن الألماني بنتيجة 2-صفر، مقابل تعادل وحيد أمام تشيلسي بنتيجة 2-2. أما ليفربول فجاء على قمة المجموعة الثالثة للبطولة برصيد 13 نقطة، محققا جميع النتائج الممكنة في مبارياته خارج أرضه، بدأها بالتعادل السلبي مع ابندهوفن الهولندي، ثم تبعها بالفوز على بوردو الفرنسي بهدف نظيف، واختتمها بالهزيمة أمام جالاتاسراي التركي بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وتبقي معلومة طريفة وهي أن الإسباني رافاييل بينيتث المدير الفني لفريق ليفربول لم يخسر أي مباراة على ملعب كامب نو خلال قيادته لنادي فالنسيا الإسباني بعد أن حقق الفوز في لقاءين وتعادل في مباراة واحدة. ظروف المباراة : يدخل الفريقان هذه المباراة بظروف متابينة، إذ يعاني برشلونة متصدر الدوري الإسباني من تراجع نتائجه في الأسابيع الأخيرة من المسابقة والتي كان آخرها الهزيمة أمام مضيفه فالنسيا بهدفين مقابل هدف واحد. وبالإضافة لتراجع نتائج برشلونة في الدوري المحلي، يعاني الفريق من مشاكل داخلية بطلها المهاجم الكاميروني صامويل إيتو الذي نقل عنه أنه وصف مدربه فرانك ريكارد بالشخص السيئ، بالإضافة للانتقادات التي تبادلها المهاجم الكاميروني مع زميله البرازيلي رونالدينيو. وعلى الرغم من نفي إيتو للتصريحات التي نقلت عنه ضد ريكارد وتصفية الأجواء بينه وبين رونالدينيو، إلا أن غيابه عن قائمه برشلونة في مباراة فالنسيا الأخيرة في الدوري الإسباني أثار تكهنات كبيره باحتمالية استمرار المشاكل بين جدران النادي الكبير. ويحتل برشلونة صدارة الدوري الإسباني برصيد 46 نقطة بفارق الأهداف عن سيفيليا صاحب المركز الثاني، ويواجه الفريق خطر